المحتوى الرئيسى

ألوان الوطن| سميرة موسى "ميس كورى الشرق" عالمة وناشطة سياسية سخرت أبحاثها لخدمة مصر

08/15 14:17

تحل اليوم الذكرى الخامسة والستون على رحيل أول عالمة ذرة مصرية.. وهي سميرة موسى الملقبة بـ"ميس كورى الشرق" التي حققت مسيرة علمية باهرة أدت إلى اغتيالها في الـ35 من عمرها لتحرم مصر من مشروعاتها وبحوثها وتفوقها العلمي الذي شهد له الجميع.

لم تكتفي بكونها عالمة فحسب بل كانت ناشطة سياسية، حيث شاركت في مظاهرات الطلبة عام 1932، كما شاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة التي هدفت إلى محو الأمية في الريف، وقالت في آخر رسالة لها: "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام"، إذ كانت تنوى إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.

ولدت سميرة موسى في 3 مارس 1917، مركز زفتى بمحافظة الغربية، وحفظت القرآن الكريم كاملا في الصغر وحصدت الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، وظهر نبوغها في أثناء دراستها بالصف الأول عندما أعادت صياغة كتاب الجبر الحكومي وطبعته على نفقة أبيها الخاصة ووزعته بالمجان على زميلاتها، وحصلت على المركز الأول في شهادة البكالوريا على مستوى الجمهورية عام 1935.

اختارت الدراسة في كلية العلوم بجامعة القاهرة، وتخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكانت أول معيدة يتم تعينها في الجامعة، وذلك بعد اعتراض إدارة الجامع ، حيث لم يتقرر تعيين المرأة في هيئة التدريس بعد، فهدد الدكتور علي مصطفى مشرفة العالم المصري الفذ وأول مصرى يتولى عمادة كلية العلوم، بالاستقالة من الجامعة إذا لم يتم تعيينها، مم أجبر مجلس الوزراء على إصدار قرارا بتعيينها.

حصلت موسى على شهادة الماجستير بتقدير امتياز في بحث بعنوان "التواصل الحراري للغازات"، ثم سافرت في بعثة لمدة 3 سنوت إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في "الآشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة" في أقل من عامين، فكانت أول امرأة عربية تحصل على هذه الدرجة، واستغلت الفترة المتبقية من بعثتها في دراسة الذرة وإمكانية استخدامها في الأغراض السلمية والعلاج.

حصلت سميرة موسى على منحة دراسية لدراسة الذرة بجامعة كاليفورنيا 1951، واستجابت إلى دعوة للسفر إلى أمريكا، كما تلقت عروضا كى تبقى في أمريكا لكنها رفضت، وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس 1952، قبل أن تتعرض لحادث طريق أودى بحياتها هي فقط بعد هروب قائد السيارة ومبعوث الجامعة.

عاصرت ويلات الحرب وتجارب القنبلة الذرية ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك السلاح النووي في المنطقة، فكانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكانا وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، وترى أن أي دولة تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة.

نرشح لك

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل