المحتوى الرئيسى

صحف ألمانية: النازيون الجدد يزدادون جرأة بسبب ترامب

08/15 12:57

انتقدت معظم الصحف الألمانية عدم إدانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضوح لهجوم شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا. كما انتقدت أيضا عدم وصفه للهجوم على أنه عمل إرهابي.

وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "دي فيلت" الألمانية التعليق التالي:

"حادث شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا كان حادثاً إرهابياً قام به النازيون الجدد. غير أن التصريح عن هذا بوضوح يعد أمراً صعباً على حكومة ترامب. إذ يخدم وزير العدل في حكومة ترامب، الذي عين مستشاراً له على صلة بجماعات اليمين المتطرف. نأمل أن يغير وقع الهجوم شيئاً من هذا الواقع".

أما صحيفة "منشنر ميركور" الألمانية فتحدثت عن تشجيع النازيين الجدد من قبل ترامب:

لم يتوان ترامب عن إثارة المخاوف والنعرات بين الأمريكيين، فاتحا الباب على مصراعيه أمام اليمينيين البيض لنشر ايديولوجيتهم العنصرية في تطور قد يهدد السلم الاجتماعي. تطور يتحمل تبعاته ترامب نفسه، على ما ترى إينس بول. (21.11.2016)

خبر سار لأصحاب نظرية المؤامرة. إذ يبدو أن هيئة حماية الدستور جندت نازيين جددا كمخبرين للحصول على معلومات عن أنشطة اليمين المتطرف في ألمانيا وعن خلية نازية متهمة بقتل تسع ألمان من أصول مهاجرة. (10.04.2016)

"التوترات العنصرية موجودة في الولايات المتحدة منذ قرون. غير أن الجديد هو تجنب الرئيس الإدانة الواضحة لهذا الحادث. تصرف جاء بعد ثماني سنوات فقط على احتفال العالم بانتخاب باراك أوباما وبالنصر المُفترض على العنصرية. لكن رد الفعل (على هذا الانتصار المفترض) جاء سريعاً: البداية كانت مع صعود حزب الشاي، ثم بعد ذلك مع انتخاب ترامب، الذي عين مستشاراً يمينياً له في البيت الأبيض. تعاطف ترامب هذا يمنح النازيين الجدد الشجاعة ".

وقالت صحيفة “هانوفرشه تسايتونغ” الألمانية المحلية:

"الإرهابيون، سواء كانوا إسلاميين أو من النازيين الجدد، لديهم إيديولوجية متقاطعة، جميعهم يؤمنون بترفعهم واستعلائهم عن الآخرين، وإلغائهم للتكافؤ بين الناس. ومن واجب رئيس الولايات المتحدة الآن صراحة توضيح وكشف هذه الأمور، لكن ترامب يتستر على كل شيء ويتحدث عن سوء التصرف "على مختلف الجهات". في الحقيقة بدأ الآن كابوس أمريكا الجديد: إرهاب ضد الأقليات المهمشة والمضطهدة ".

من جهتها كتبت صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ":

"بعد مرور ستة أشهر على حكومة ترامب أصبح خطر الحرب الأهلية في الداخل والصراع النووي في الخارج حقيقياً أكثر من أي وقت مضى. بالإضافة إلى ذلك، يهدد الرئيس سيادة دولة مثل فنزويلا بالتدخل العسكري. ولا يحرك اليسار الليبرالي في الولايات المتحدة ساكناً، بالإضافة إلى خضوع زملاء حزب ترامب. حتى الآن، لم يظهر أحد بإمكانه وقف هذا التطور الكارثي".

ر. ز / إ. م

لسنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه مونلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته شيبه. ضحاياهم: ثمانية أشخاص من أصل تركي ويوناني بالإضافة إلى شرطية. دافعهم المحتمل في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.

في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011 تم كشف النقاب عن سلسة عمليات القتل التي راح ضحيتها ثمانية أتراك ويوناني بالإضافة إلى شرطية. في ذلك اليوم حاول أوفه موندلوز ورفيقه أوفه بونهارت سرقة بنك بمدينة آيزناخ، ولكن العملية باءت بالفشل. وعندما حاولا الفرار في شاحنتهما، تتبعتهما الشرطة وحاصرتهما. عندها قام موندلوز بقتل رفيقه بونهارت قبل أن يضرم النار في الشاحنة وينتحر، وفقا لتحريات الشرطة.

بعد مقتل أوفه موندلوز وأوفه بونهارت انفجرت الشقة التي كانا يسكنا فيها رفقة بيآته شيبه في بلدة تسفيكاو بشرقي ألمانيا. بعدها بأربعة أيام سلمت شيبه نفسها للسلطات الألمانية التي تقول إن المتهمة أضرمت النار عمدا في المنزل لإخفاء أدلة تدين الثلاثي في عمليات القتل. ولا تزال شيبه في الحبس التحفظي إلى حين مثولها أمام القضاء.

وجد المحققون في حطام المنزل، الذي كان يسكن فيه موندلوز ومونهارت رفقة بيآته شيبه، شريط فيديو يتضمن اعترافات الثلاثي الذي يطلق على نفسه اسم "الخلية النازية السرية" بقيامه بعمليات القتل. ويعرض شريط الفيديو، الذي يبلغ طوله 15 دقيقة، أماكن وضحايا عمليات القتل التي نفذتها الخلية في ألمانيا ما بين عامي 2000 و2007.

ويتضمن الفيديو الذي صور على شكل صور متحركة رسائل معادية للمهاجرين ومقاطع تحتقر ضحايا عمليات القتل. ويقال إن بيآته شيبه قد قامت، قبل إلقاء القبض عليها، بإرسال هذا الفيديو إلى أشخاص آخرين.

إلى يومنا هذا لا تزال دوافع عمليات القتل وكذلك القاتلين والمتورطين فيها والمدبرين لها في كنف الغموض. وفي البداية كانت هناك تخمينات بأن القتلة ربما من تجار المخدرات، ولكن شريط الفيديو الذي عثر عليه خلال عمليات التحري أظهر أنهم من اليمنيين المتطرفيين أو بالأحرى النازيين الجدد...

في 10 من يونيو/حزيران عام 2004 أي بعد يوم من عملية اعتداء بقنبلة مسامير في أحد شوارع مدينة كولونيا الألمانية الذي تقطنه غالبية تركية أسفرت عن جرح 22 شخصا، قال وزير الداخلية الألماني آنذاك أوتو شيلي إن كل الأدلة تشير إلى أن الدوافع إجرامية. وبعدها بسنوات، أي عام 2011 تبيَّن أن المدبرين ليسوا مجرمين عاديين وإنما من النازيين الجدد...

في 23 من فبراير/شباط عام 2012 أقيمت في برلين مراسم إحياء ذكرى ضحايا عمليات القتل اليمينية المتطرفة. وقد شارك في هذه المراسم أهالي الضحايا وعدد من كبار المسؤولين الألمان على غرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي اعتذرت لأهالي الضحايا، مؤكدة لهم العمل على كشف ملابسات هذه العمليات ومحاسبة المسؤولين عنها.

في الرابع من نوفمبر/تشرين الأول عام 2012، أي بعد كشف النقاب عن الخلية النازية السرية بسنة، خرج الناس في عدة مدن ألمانية تضامنا مع أهالي ضحايا عمليات القتل النازية، منددين باليمين المتطرف. كما طالبوا بكشف الحقيقة عن المدبرين والمنفذين لها ومحاسبتهم، موجهين انتقادات للسلطات الألمانية بالتباطئ في عمليات التحري والتحقيق.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل