المحتوى الرئيسى

حبيب الصدر سفير العراق لـ «صدى البلد»: طفرة فى علاقات البلدين بعد انعقاد اللجنة المشتركة.. نصيب كبير لمصر في إعادة الإعمار.. مستعدون للوساطة لحل أزمة الخليج.. ومعركة الموصل أنهت «دولة الخرافة»

08/15 11:24

السفير العراقي بالقاهرة في حوار لـ"صدى البلد": معركة الموصل قضت على دولة الخرافة انعقاد اللجنة المصرية العراقية أواخر أغسطس العلاقات المصرية العراقية ستشهد انفتاح كبيرا في مجالات متعددة الحوار هو السبيل الوحيد لحل أزمة قطر مع الخليج العراق مستعد للدخول كوسيط لحل الأزمة الخليجية سيكون لمصر نصيبا كبيرا في عمليه إعادة إعمار العراق 100 مليون دولار دعم كويتي لإعمار العراق لابد من تصفير أزمات البيت العربي لمواجهة الإرهاب

قال السفير حبيب محمد الصدر، سفير دولة العراق لدى مصر، إن العلاقات المصرية العراقية ستشهد حالة من الانفتاح على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، منوهًا بأن اللجنة المصرية العراقية الرئاسية المشتركة ستعقد أواخر الشهر الجاري ببغداد بحضور رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل ووفد رفيع المستوى من الوزراء، وسيتم توقيع العديد من مذكرات التفاهم بين البلدين.

وأكد الصدر أن نصر الموصل وهزيمة تنظيم داعش أنهى دولة الخرافة، ذلك النصر العراقي الخالص، مشيرًا إلى أن العراق تستعد لمعارك أخرى، فهناك معركة تلعفر التي يجري الإعداد لها، وكذلك عمليات تحرير الحويجة وعنة وراوة والقائم.

وأضاف أن العلاقات العراقية السعودية ستشهد طفرة خلال الفترات المقبلة بعودة العمل بالمنافذ الحدودية بين العراق والسعودية كمنفذي عرعر وجميمية.

وشدد على ضرورة تصفير أزمات البيت العربي لمواجهة الإرهاب بعزيمة موحدة، معلنًا أن بلادة مستعدة لدور الوسيط لحل الأزمة الخليجية.. وإلى نص الحوار

ماذا تمثل مدينة الموصل والتي تعد بمثابة "العراق المصغر" لكل من العراق والعراقيين والدول العربية الأخرى، وكيف مثل لم هذا النصر المؤزر؟

فعلا تمثل مدينة الموصل عراقا مصغرا، فهي ملتقى جميع الأديان والأعراق والطواف في البلاد، وتمثل مدينة مهمة على مستوى تطور التأريخ في بلاد الرافدين، ولأبنائها إسهامات مهمة في بناء الدول العراقية الحديثة، كما أن محافظة نينوى التي تمثل الموصل قلبها ومركزها تعد ثاني أكبر المحافظات العراقية وشكلت منعطفا هاما في جميع الأدوار المفصلية على مر الأزمنة.

ونفخر بأن من أرض الموصل دحرنا دولة الخرافة بعد إعلانها من قبل المجرم البغدادي قبل ثلاث سنوات، وفي نصرنا هذا رسالة إيجابية إلى دول المنطقة التي شكل وجود العصابات الإرهابية عامل تهديد لها.

ونشير هنا أيضا إلى أن ما يميز النصر في الموصل أنه كان بطعم عراقي خالص، فالعمليات أنجزت بإصرار وتخطيط عراقي، والتضحيات عراقية، وقدمنا من خلالها الشهداء والجرحى وانتفضنا في المعركة جميعا من أجل صيانة الأرض والعرض والكرامة.

ومن الموصل كانت العصابة التكفيرية تطلق خطابات الشر والدم والعنف، خطابات مثلت في كل حروفها عودة رجعية على كهوف ما قبل الآدمية، باستحلال الأعراض والأرواح والقسوة والتعذيب، كل ذلك من أجل أن ينتشوا لغرائزهم الوحشية.

كما أن نصرنا في الموصل هو تجديد لعهدنا في صلابة عودنا وجذرونا في ترابنا المقدس، وأننا إن كبونا مرة أو مرتين لكننا قادرون على النهوض، ولن ننحني لأننا مثل النخيل يترجل إلى المنايا باسقًا.

هل تحرير الموصل يعني انتهاء التنظيم؟ وهل هناك فرق بين مفهومي مرحلة ما بعد الموصل وما بعد داعش؟ ومتى نستطيع أن نقول إن العراق طوى صفحة داعش للأبد وإعلانه نظيفا؟

في الحقيقة معركة الموصل تمثل ذروة المعارك لأنها أنهت مركز دولة الخرافة وإلى مزبلة التاريخ، لكن لدينا معارك أخرى، فهناك معركة تلعفر التي يجري الإعداد لها، وكذلك عمليات تحرير الحويجة وعنة وراوة والقائم، وهي معارك ستكون يسيرة على قواتنا، لكوننا تمكنا من إضعاف العدو بشكل كبير وقضينا على أبرز قياداته، كما أن بقايا القيادات في عصابة داعش تعاني من ضعف الاتصال مع بقية عناصرها في المدن العراقية والسورية، وتمكنا أيضا من قطع أبرز خطوط الإمداد لديهم بعدما تمكنت القوات العراقية من مسك أجزاء كبيرة من الحدود مع سوريا.

لكن داعش سيسعى بعد هزيمته في العراق إلى إيجاد ملاذات آمنة له، وللأسف بسبب التصدع والأزمات في عدد من دولنا الإسلامية والعربية سيجد له المتنفس بعدما خنق في أجوائنا، لهذا نشدد من صحيفتكم الغراء على أن معركتنا مع الإرهاب يجب أن تكون فكرية قبل أن يكون طابعها عسكريا لأننا يجب أن نعالج الداء قبل استفحاله وما يمثله من مضاعفات خطيرة.

أما بخصوص مرحلة ما بعد الموصل ومرحلة ما بعد داعش، نعم هناك فرق، فمرحلة ما بعد الموصل هي الاتجاه نحو حسم المعارك الكبيرة لتحرير كامل التراب العراقي من دنس دولة الخرافة، وبشأن مرحلة ما بعد داعش، فإننا سنذهب نحو إعلان العراق محررا من العصابات التكفيرية، ومن ثم انصراف جهودنا الداخلية نحو ترصين البيت الداخلي وضمان الحقوق والواجبات لجميع أبناء الوطن بالتساوي.

ونود أن نبين أنه بعد طرد داعش من الجغرافيا العراقية يمكن أن نقول إن معركتنا الكبرى انتهت، لكن هذا لا يعني أن الإرهاب عن طريق بعض فلوله سوف لن يسعى لإحداث مشاكل أمنية من هنا أو هناك، لكننا مطمئنون إلى أن الأجهزة الاستخبارية أعدت العدة لهذا التحدي، ووضعت الخطط المنسجمة معه ، خصوصا ونحن نركز على دور المواطن أيضا كعنصر أساسي في دورة الحياة الأمنية داخل المدن، من أجل رصد حركة العناصر الإرهابية والكشف عن العمليات قبل وقوعها.

عند إعلان ساعة النصر، قال رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي إن العالم لم يكن متوقعا أن تحرر الموصل بهذه السرعة، وأن مراقبين دوليين أشاروا إلى أن التحرير كان يحتاج لعقود، فما السبب وراء اختزال هذه المدة الزمنية في مدينة بحجم الموصل؟

في الحقيقة نصر العراقيين فاجأ الجميع، لم يتوقع الكثيرون أن العراقيين سيتمكنون من إنجاز النصر على أعتى همجية شهدها التاريخ، بهذه السرعة، خصوصا أنها كانت تعتمد أساليب يعجز عن مواجهتها أفضل جيوش العالم من حيث التدريب والتسليح والتكنولوجيا، من حيث اعتماد حرب العصابات وحروب المدن وسحب القوات للمواجهة في أحياء سكنية مزدحمة بالأهالي، كي يقللوا من فاعلية الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي في معالجة أهدافهم.

ونشير هنا إلى صدور تصريحات منابر مهمة في العالم ومن مراكز دراسات متخصصة تؤكد في مجملها أن المعارك ستستمر لعقود، لكننا نؤكد من هنا أن العراقيين خالفوا كل التوقعات وتمكنوا من تقزيم مارد الإرهاب الذي استولى على مساحات شاسعة من الأراضي، ولا شك أن هذا النصر ثمرة عدة جهود كبيرة وتضحيات غالية ولا ننسى فيها دور المرجعية الدينية الرشيدة وفتواها التاريخية التي وحدت كل العراقيين في ملحمة المصير.

ولا ننسى الحشد الشعبي ذلك الكيان الذي شكل المضاد الحيوي الفاعل في كل معركنا مع بقية الصنوف في الإجهاز على الورم السرطاني للإرهاب، ولا ننسى أيضا جهاز مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة الاتحادية وصنوف القوة الجوية وطيران الجيش وقوات البيشمركة الذين اتحدوا من أجل نصر واحد وقضية واحدة، فقدموا ما هو غير متوقع للعالم في إنجاز سريع بمعارك نظيفية وبخبرات عالية.

هناك مزاعم وادعاءات تنسب النصر لقوة شيعية بهدف السعي لمصالحهم، نريد أن ندحض هذه المزاعم والفريات وتوضيح اللغط عن الحشد الشعبي، وكم يمثل عدد الحشد الشعبي؟

النصر عراقي بامتياز وهو بجهد ودماء جميع العراقيين وشارك في صنعه الجميع، كما أن القوات الأمنية تضم العراقيين جميعا، والحشد الشعبي يمثل كل الأطياف والأعراق أيضا، ففي الحشد والبعض لا يعرف هذا هناك المسلم الشعي والسني ونفخر بأن في الحشد لواءً مسيحيا كانت له مشاركة واضحة في المعارك وقدم الشهداء والجرحى.

ونؤكد من هنا أن الحشد لكل العراق، كما أن العراقيين بتلاوينهم وفي باقة وردهم الزاهية يمثلون عناصر ومكونات الحشد، ونشير إلى أن النصر لم يكن ليتحقق لولا إيمان أبناء المناطق المحررة أن الصنوف العسكرية المقاتلة هي من يمتلك الشرعية الوطنية في الدفاع عن الأرض والعرض، كما أن عددا من أبناء المناطق المحررة وبوصول جحافل قواتنا انضموا إليها رافعين السلاح من أجل نصرة مدنهم، ونفخر بأننا زحفنا يد واحدة لنكتب للعراقيين تاريخا مجيدا.

أما بالنسبة إلى مهمة الحشد الشعبي، فنؤكد أن مقاتليه هبوا من أجل قضية اسمها العراق ولم يكونوا طامعين بمال أو أرض أو امتياز ، هبوا على وقع فتوى الجهاد الكفائي، كي لا يغادرنا التاريخ ونحن نرقب استباحة الإرهاب لأراضينا ، قدمنا في الحشد زهرة شبابنا، في وقت كان البعض يتفرج علينا ويتسلى بآلامنا، ونؤكد أن الحشد في العراق مفخرة وقضية، وهو انعكاس لشيمة وطنية، كما أن الحشد بات مؤسسة رسمية لها قانونها الخاص أُقر من مجلس النواب العراقي الذي يمثل نواب الشعب المنتخبين من جميع المحافظات، وله كيان رسمي ويتبع القائد العام للقوات المسلحة، وأي تشويش يستهدف الحشد وينال منه هو تشويش على نصر العراق ونعده مغازلة للإرهاب المحتضر على أرضنا.

لماذ تتم شيطنة انتصارات الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وحققوا الانتصارات ما الهدف الذي يسعى إليه المغرضون؟

للأسف نجد هناك من يحاول أن يستهدف العراق ويلعب على أوتار سلبية من خلال بعض وسائل الإعلام العربية رغم أن بلادنا انتصرت للجميع بسحقها الإرهاب الذي كاد يصل لبعض دول المنطقة، وأعلنا في العراق أننا نقاتل نيابة عن الجميع وقدمنا أصعب التضحيات ونحن في ظروف صعبة وبالغة التعقيد، لكن أن يطعن العراق من الخلف من جديد فهذا أمر مؤسف.

ومن هنا نؤكد أن الإرهاب مازال نشيطا في منطقتنا للأسف، ونشدد على أننا بحاجة إلى الحوار والتعاون وليس الاحتراب والشظي لأن معركة الإرهاب لن تنتهي بسهولة من دون جهود حقيقية تسعى إلى حلحلة الأزمات، خصوصا السورية والليبية، وإيجاد مبادرة سريعة لإطفاء نيران الأزمة اليمنية، والوصول إلى قواسم مشتركة عن طريقة طاولة المفاوضات للأزمة الخليجية الأخيرة لنجتمع جميعا في حرب منظمة وفاعلة ضد الإرهاب.

كما أن خطاب المنابر الإعلامية يجب أن يكون بناءً في هذه الظروف الملتهبة، وأن يكون هناك ميثاق للشرف الإعلامي أتمنى أن يأخذ طريقه في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي عن طريق رصد المحتوى الإعلامي ورفع التقارير إلى الدول المعنية للتنبيه من خطورتها على منظومتنا العربية والإسلامية، ونؤكد أننا بحاجة إلى قرارات تحرم التعامل بالخطاب الطائفي أو المذهبي أو الترويج للعنف مع فرض العقوبات على القنوات التي لا تمتثل لتلك الأمور عن طريق حجبها من الأقمار الاصطناعية ومواقع الإنترنت.

مستقبل العراق بعد تحرير الموصل متمثل في الإنسان أولا، كما أشار السيد العبادي تحرير الأرض قبل الإنسان؟

نعم بالفعل نحن نؤكد في منهجنا على تحرير الإنسان وبنائه قبل الأرض، لهذا وضعنا نصب أعيننا أن نحافظ على الإنسان في معركة الموصل وجاد بعض مقاتلينا بصدورهم وأرواحهم من أجل إنقاذ المدنيين من أسر الدواعش، وأكدنا أننا لا نمضي في المعركة قبل أن نضمن المناطق الآمنة المؤقتة لنزوح الأهالي، ونفخر بأن نصرنا إنساني قبل أن يكون عسكريا، كما أننا نشعر بالزهو والغبطة لأننا مع هكذا وحوش متعطشة للدماء استطاعت قواتنا احترام حقوق الإنسان وحصلت على إشادة الكثير من المراقبين.

ونشير أيضا إلى أننا وضعنا في مرحلتنا المقبلة المشاريع الطموح من أجل بناء الإنسان العراقي بخطط تنموية مع التركيز على التعليم والصحة وتساوي الفرص وإنفاذ القانون ومكافحة الفساد الإداري وقبلها عودة النازحين والأهالي إلى مدنهم وأزقتهم معززين مكرمين، وإعادة الإعمار وتوفير الخدمات والحاجيات الضرورية.

كم ستكلف عملية إعادة الموصل وما هي خطة الحكومة العراقية على المستويات سواء قصيرة وطويلة الأجل وهل ستتم إعادة النازحين إلى مناطقهم بعد الإعمار؟

في الحقيقة نحن أمامنا مهمة هي البناء والاستقرار وإعادة الإعمار، ليس فقط للموصل وإنما إلى مدن محررة أخرى لأن الإرهاب عبث بكل شىء، وهذا يحتاج إلى مبالغ كبيرة جدا في ظروف اقتصادية صعبة مع عدم تعافي الأسعار في الأسواق النفطية وتكاليف الحرب الباهظة، لكن الحكومة خصصت مبالغ مهمة لإعادة إعمار الموصل وستبصر النور عملية إعادة الإعمار قريبا.

وأما بشأن عودة النازحين، فإننا نؤكد أن نصرنا لن ينجز من دون أن يعودوا إلى مساكنهم لأن تلك العودة هي ثمرة المعارك والتضحيات، لكن مدنهم بحاجة إلى توافر الحد الأدني من مستوى الخدمات، والمؤسسات الحكومية المعنية تصل الليل بالنهار من أجل إنجاز حهدها الخدمي لترتدي الأحياء طلتها البهية بعودة الأسر ورجوع المياه إلى مجاريها.

كثير من الدول العربية أعلنت عن استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار العراق هل سيكون لمصر النصيب الأكبر في عملية الإعمار كما أشرتم إلى أن مصر لها الأولوية وأن لها فرصة كبيرة وأنه سيكون هناك تعاون باحتياج العراق للأيدي المصرية العاملة.. ما الذي سيتم على أرض الواقع؟

نحن نأمل أن يكون أشقاؤنا العرب هم السباقون في إعادة مدننا قبل غيرهم، ويسعدنا أن يكون لدى الشركات المصرية الحافز لدخول الأراضي العراقية، وهذا الأمر يشكل اهتماما لدينا في أي مناسبة أو لقاء مع أي مسئول مصري، ونحن نعلم أن لدى الشركات المصرية خبرات وإنجازات مهمة في عدد من الدول العربية والأفريقية، ونأمل أن نجد لتلك الشركات دورا في وطننا الحبيب .

كما أنه من منطلق حرصنا واهتمامنا بتوثيق عرى الصلة مع مصر الشقيقة كان العراق سباقا في عرض الفرص الاستثمارية المتاحة في بلادنا، من خلالها يسعدنا أن تحجز الشركات المصرية مكانا فيها قبل الآخرين، كما أن هناك الكثير من الفرص الواعدة بين البلدين سيجري بحثها في اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي من المؤمل عقد أعمالها قريبا، كما أن هناك بعضا من الدول تقدمت بالمساهمات فدولة الكويت الشقيقة تقدمت بـ100 مليون دولار وستستضيف في بداية العام المقبل مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار العراق.

هل النصر العسكري كنز الخبرات في القضاء على داعش هل سيكون بصدد تشكيل تعاون عربي مشترك للقضاء على معاقل داعش في أرجاء العالم؟ وما هي الدروس المستفادة من هذا النصر المحقق؟

نعم رغم ما للنصر من تكاليف كبيرة، إذا قاتلنا في حرب عالمية مصغرة مع ما يقرب من 100 جنسية حول العالم، وبعض الإرهابيين يحمل خبرات من أراضٍ عديدة مثل أفغانستان والشيشان وغيرها من الدول التي شهدت نزاعات مسلحة، وبعض التكفيريين عبر المحيطات والبحار من أجل أن يمارس شذوذه الدموي في العراق، ولكن كانت في الحرب دورس مفيدة، فالعراق بات أقوى من السابق متوحدا متراصا والعملية السياسية في البلاد باتت أكثر نضجا وسلامة ، انتصرنا لخيار الدولة الواحدة في الشرق الأوسط بعدما كان الإرهاب يسعى نحو اللا دولة، وكذلك راهن الكثير على شرق أوسط متشرذم بعد الموصل، لكن هذا لم يحدث، وامتلكنا خبرات مهمة على صعيد محاربة الإرهاب في حرب المدن وحرب العصابات المتنوعة، حتى أن الكثير دعا إلى الاستفادة من تجارب العراق بشأن التعاون العربي المشترك، فنؤكد أنه هو أملنا، ونحن نرى أن الإرهاب لا يمكن أن يكافح إلا بجهود مشتركة لأنه ملف غير قابل للتجزئة.

ولكن يجب أن نذهب أولا إلى تصفير الأزمات في بيتنا العربي ومن ثم ننسق الجهود في محاربة الإرهاب، حتى نضمن النجاح في معركة التحدي مع الإرهاب.

انعقاد اللجنة المصرية العراقية المشتركة والتي أقبلت على الانعقاد في بغداد.. ما أبرز الملفات التي سيتم طرحها؟

ستنعقد اللجنة أواخر الشهر الحالي بمشاركة رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووفد رفيع المستوي من الوزراء، وستبحث اللجنة العليا المشتركة بين البلدين مجالات التعاون في الشئون الاقتصادية والاستثمارات وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وتفعيل مذكرات التفاهم، وطرح فرص التعاون والاستثمار في كلا البلدين، سبل رفع مستوى العلاقات في الطاقة وهناك مشاريع واعدة بين مصر والعراق في هذا المجال.

كما انصبت زيارة وزير الخارجية سامح شكري في زيارته الأخيرة إلى بغداد منذ أسابيع قليلة على بحث سبل التنسيق الاستراتيجي بين البلدين في القضايا العربية، وتعزيز التعاون الاستخباري والأمني وجرى التأكيد على مسألة اعادة الاعمار ودور مصر فيها، وتفعيل مذكرات التفاهم والاتفاقيات وتطوير التعاون الاقتصادي.

وطلبت بغداد من القاهرة أن يكون هناك تفاهم قنصلي لإعفاء حملة الجوازات الدبلوماسية من سمة الدخول إلى مصر، وتسهيل دخول العراقيين، خصوصا أن عددا كبيرا منهم يراجعون لأغراض طبية أو تجارية او للدراسة في الجامعات المصرية.

العملية السياسية العراقية كانت قائمة على دولة المكونات.. ما شكل السياسية العراقية الجديدة ولاسيما قدوم الانتخابات عام 2018؟

العراق في تطور إيجابي مهم، وهناك اجماع لدى النخب السياسية العراقية في الذهاب إلى نصر سياسي يوازي النصر العسكري الكبير، كي تدخل البلاد في تمرحل إيجابي على خطوات النصر والوفاء للدماء التي عبدت لنا عراقا جديدا مفعما بالأمل، ومن الجميل أننا لا نجد اليوم في مشاريع الكتل السياسية الرئيسة في بلادنا غير المشاريع الجامعة والعابرة للطائفية، وهذه المشاريع المهمة تهدف إلى الوصول لحكومة منسجمة قوية في منهاجها، ليتطابق الوزراء وأنشطتهم مع الضرورات الحكومية التي تمثل الوطن كله وليست تابعة لمشاريع قومية أو طائفية أو حزبية ضيفة، الكتل السياسية العراقية متضامنة في السعي نحو تأسيس حكومة مسئولة عن تطبيق برنامج وزاري يتناسب مع مرحلة ما بعد الإرهاب وحتميات إعادة الإعمار وتحقيق التنمية.

كما أن مشروعنا الوطني يهدف إلى صون التنوع والتعددية من خلال تحسين الظروف الأمنية والاقتصادية والمشاركة السياسية وتكافؤ الفرص للأقليات، ومكافحة التعصب والتطرف وتطوير المنظمة القانونية لحماية الإنسان العراقي، عن طريق إيجاد الآليات لضمان المشاركة السياسية والتمثيل في البرلمان ومؤسسات الدولة .

ما هي ملامح العلاقات العراقية السعودية بعد التطورات التي شاهدناها مؤخرا بزيارات متبادلة؟

العلاقات العراقية - السعودية ستشهد طفرة خلال الفترات المقبلة، والتطورات بين البلدين على نحو متصاعد وستتزايد بعد عيد الأضحي المقبل بعودة العمل بالمنافذ الحدودية بين العراق والسعودية كمنفذي عرعر وجميمية.

كما أن العلاقات بين االبلدين ستشهد تطورا على صعيد التبادل التجاري وحركة الطيران السعودي بالمطارات العراقية، وسيتم افتتاح قنصليه سعودية في النجف الأشرف بالعراق

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل