في ذكرى إرهاب 'رابعة والنهضة'.. أسر الشهداء يتحدثون لـ'صدى البلد'.. زوجة العقيد عامر: كان يحفظ ثلث القرآن.. ووالد النقيب شتا: كان بارًا بي وبوالدته وأخبرني أن مكبرات المساجد دعت 'حي على الجهاد'

زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود: "كان يحفظ ثلث القرآن" والد النقيب هشام شتا يتذكر لحظات استشهاد نجله منذ 4 سنوات: مكبرات المساجد دعت "حي على الجهاد"

4 أعوام مرت سريعًا على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، الذي بدأه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، يوم 14 أغسطس عام 2013، بالتزامن مع الذكرى الرابعة لفض اعتصامي رابعة والنهضة، وأحداث اقتحام قسم كرداسة بالجيزة.

تذكر السيدة نجلاء زوجة الشهيد العقيد عامر عبد المقصود آخر لحظات في حياة الشهيد "يارب وأن نامت أجزائي تحت التراب وكنت نسيا منسيا فهب لي من يدعو لي بدون ملل".. تلك آخر كلمات كتبها الشهيد العقيد عامر عبد المقصود شهيد قسم كرداسة بالجيزة على فيسبوك منذ أربع سنوات يوم فض اعتصام ميداني رابعة والنهضة.

وتروي السيدة نجلاء زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود لـ"صدي البلد"، اللحظات الأخيرة في حياة عامر قبل المجزرة قائلة: "يوم 13 أغسطس كان عيد زواجنا واتصل بي عامر وسألنا نفسكم في ايه.. وكان إنسانا ينال احترام وتقدير الجميع فكان يحفظ 10 أجزاء من القرآن الكريم ويداوم على الورد اليومي وصلاة الفجر في وقتها، وكانت آخر سورة قرأها سورة محمد".

وأضافت: "في يوم فض ميداني رابعة والنهضة اتصل بي الساعة العاشرة وقال لي "نفسي أسمع صوت علاء -نجله الصغير- وقال لي ادعوا لي كثيرا فأنا احتاج دعاءكم الآن وكانت آخر كلماته لابنه علاء "ياعالم هتشوفني تاني ولا لأ".

وتابعت: "كنت أنا والأولاد أحمد وعلاء متواجدين بالساحل الشمالي، وقتها كان يريد إبعادنا ليطمئن علينا بعيدا عن التهديدات التي يتلقاها دائما بقتلي أنا والأولاد إذا لم ينضم للشرعية".

وأضافت: "يوم الحادث في 14 أغسطس 2013 اتصلت بزوجي الشهيد الساعة الثانية ونصف بعدما رأيت الأخبار على شاشات التليفزيون بهجوم أعضاء الجماعة الإرهابية على قسم كرادسة بالجيزة وساورني القلق والخوف الشديد، قال لي مش عايزك تقلقي ومش هسيب المركز "ياقاتل يامقتول .. وفي الثالثة وثلث عصرا تلقيت الخبر من بنت أخو الشهيد عامر، مع صراخ شديد "ابيه عامر مات.. مات فكانت صدمة وسقطت على الأرض".

وتابعت: "المجرمين السفاحين قطعوا شرايين إيده وضربوه بمواسير حديد على رأسه وعندما طلب أن يشرب مياه في آخر لحظات حياته ألقوا عليه "مية نار" والتي فعلتها الإخوانية المجرمة سامية شنن".

ووجهت "زوجة الشهيد "رسالة من خلال "صدى البلد"، قائلة: "بعد مرور 4 سنوات يا عامر على استشهادك أشعر وكأنه كان أمس، فروحك الغالية تحوم حولنا وأنا أرفع رأسي وأفخر بأني زوجة لأمير شهداء الشرطة وفراقك صعب وأنا أكمل مسيرتي من خلال عملي بوزارة الداخلية تشرفنا بك وفخر لاولادك".

وطالبت زوجة الشهيد عامر عبدالمقصود بإطلاق أسماء الشهداء على ميادين مصر هؤلاء الذين ضحوا بحياتهم فداء للوطن.

وكانت هذه الكلمات "يابابا الأمور كويسة في المركز" آخر كلمات الشهيد الرائد هشام شتا لأبيه في يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة ليطمئن والده الذي ساوره القلق من السابعة صباحا حتي ساعة الاستشهاد الثالثة ظهرا في 14 أغسطس 2013.

والد الشهيد النقيب هشام شتا تحدث لـ"صدى البلد" قائلا: "هشام كان يخفي عني بشاعة الوضع واكتشفت بعدها أنهم كانوا في معركة حربية، بسبب هجوم البؤر الإخوانية المتجهة بعد عملية فض رابعة والنهضة لقربها من قسم كرداسة، وأخبرني ابني الشهيد في ذلك اليوم قبل ذهابه لعمله بقسم كرداسة كمعاون مباحث بأنه سيتم فض رابعة والنهضة وقلت له خدوا بالكم من أنفسكم".

وتابع: "كنت أتواصل معه مرارا وبعد دقائق من عمليتي الفض بحوالي نصف ساعة اتصلت به وسمعت صوت جموع كبيرة جدا وأخبرني هشام بأن البؤر الإجرامية الإرهابية قدمت على المركز من ميدان النهضة ويلقون بالمولوتوف والحجارة على المركز، وأن الأعداد تتزايد بشكل كبير إلى أن علمت أن الأمر تطور بإطلاق الأعيرة النارية من الجموع الإخوانية الإرهابية الذين يبلغ عددهم حوالي من 4 إلى 5 آلاف بال ـ"آر بي جي" والأسلحة النارية، وأخبرني هشام بأنهم كانوا يحاولون إبعادهم وتفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع دون أن يطلقوا أعيرة نارية".