المحتوى الرئيسى

ماكرون يواجه انتقادات الفرنسيين بعد 100 يوم على انتخابه

08/14 17:25

بعد انتخابه رئيسا لفرنسا في السابع من مايو، نشرت مجلة "ذي ايكونوميست" البريطانية على غلافها صورة له يمشي على سطح الماء. لكن بعد مئة يوم على فوزه، يغرق ايمانويل ماكرون في استطلاعات الرأي وسط تشكيك متزايد في إدائه.

وتبدو الأرقام الأخيرة بمثابة تحذير إذ أعرب 36% فقط من الفرنسيين عن ارتياحهم لإداء الرئيس، مقابل 62% قبل ثلاثة أشهر، بحسب معهد "إيفوب" لاستطلاعات الرأي، في تراجع غير مسبوق منذ هبوط شعبية جاك شيراك عام 1995.

وأوضح جيروم فوكيه من معهد "إيفوب" أن "إيمانويل ماكرون يخرج من فترة السماح ليدخل الأجواء الفعلية ويتحمل الكلفة السياسية لقراراته".

وإن كان ماكرون وفى بعدد من وعوده الانتخابية، مثل التصويت على قانون حول أخلاقيات الحياة السياسية بعد حملة انتخابية تخللتها فضائح، فإن تدابير تم إقرارها بهدف تقليص العجز في الميزانية أثارت استياء العديد من الفرنسيين.

ومن منتقدي سياساته موظفو الدوائر الرسمية الذين يستنكرون الإعلان عن تجميد مستوى أجورهم، والمتقاعدون الغاضبون من الزيادة المزمعة في ضريبة ستنعكس على معاشاتهم التقاعدية، والاسر المتوسطة التي خاب املها ازاء تخفيض المساعدات المخصصة للسكن.

كما دفعت خطة لتقليص ميزانية الدفاع رئيس هيئة أركان القوات الفرنسية على الاستقالة بعد تأنيب حاد اللهجة من الرئيس أثار توترا في صفوف العسكريين.

وعنونت صحيفة "لو فيجارو" المحافظة السبت "ماكرون في مواجهة فتور الفرنسيين".

- قاعدة ناخبة هشة -

ويثير إيمانويل ماكرون الذي كان مجهولا تقريبا لدى الراي العام قبل خمس سنوات فقط، منذ خوضه العمل السياسي قدرا كبيرا من الحماسة والرفض على السواء، إذ يبعث لدى البعض أملا في التغيير، فيما يجسد برأي البعض الآخر النخبة السياسية والاقتصادية.

واكتسح حزبه الفتي "الجمهورية إلى الأمام" في حزيران/يونيو غالبية مقاعد الجمعية الوطنية، لكن افتقار نوابه إلى الخبرة يثير الانتقادات.

كما أن القاعدة الناخبة للرئيس الفرنسي الأصغر سنا الذي انتخب في الـ39 من العمر متفوقا على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن بعد حصوله على 24% من الأصوات في الدورة الأولى من الانتخابات، تبدو هشة.

وسياسته الوسطية القائمة على برنامج يستعير "من اليسار واليمين"، تواجه انتقادات من طرفي الأوساط السياسية.

وقال احد ابرز وجوه المعارضة اليمينية إريك فورت "لم يتم إنجاز أي عمل صعب حتى الآن"، فيما يندد الاشتراكيون ببرنامج "ليس من اليسار ولا من اليمين".

ورد المتحدث باسم الحكومة كريستوف كاستانير في مقالة نشرت الأحد على موقع فيسبوك أن الكل يدرك "جسامة المهمة الواجب القيام بها"، لكن هذه الأيام المئة الأولى "سمحت بإرساء القواعد لتحول عميق في بلدنا".

لكن يبدو أن استئناف الحياة السياسية بعد عطلة الصيف سيشهد بلبلة مع الإصلاح المرتقب لقانون العمل بناء على خط يعتبر مؤيدا لمصالح الشركات. ودعت نقابتان منذ الآن إلى يوم احتجاجات في 12 أيلول/سبتمبر، فيما يعتزم اليسار الراديكالي تنظيم "تجمع شعبي" في 23 من الشهر ذاته.

ويبدو أن إقرار الميزانية للعام 2018 سيواجه صعوبات أيضا حيث يتوقع أن ينص على تخفيض بقيمة 11 مليار يورو كاقتطاعات إلزامية على أن يقترن هذا الإجراء بمدخرات جديدة.

ولم يواجه الرئيس العقبات ذاتها على الساحة الدولية حيث فرض نفسه أمام ابرز شخصيتين على الساحة الدولية، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، وقد استقبلهما بنجاح في باريس رغم بعض الانتقادات.

ويحرص ماركون المؤيد بشدة لأوروبا، على إظهار تفاهمه مع المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ويأمل في التمكن من إنعاش الاتحاد الأوروبي بعد نكسة قرار بريكست.

في المقابل، أثار موقفه "البراجماتي" بشأن سوريا واقتراحه بإقامة مراكز إيواء للمهاجرين في ليبيا المزيد من التحفظات.

وكتب كاستانير مبديا ارتياحه أن فرنسا "أعادت التموضع في وسط اللعبة" السياسية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل