المحتوى الرئيسى

"متروتون" الملك فاروق... لأن "الشعب لازم يبقى زوقه في المزيكا نفس زوق الملوك"

08/14 16:34

"وسط رنين سارينة مترو أنفاق القاهرة الصاخبة، وتزاحم ركابه واندفاعهم على الأرصفة، محملين بأعباء يومهم الطويل، تلتقط آذانكم موسيقى خافتة، تزداد قوةً كلما اقتربتم من رصيف الخروج، لتجدوا شباباً يفترشون الأرض ويعزفون على الغيتار والكمان، ألحاناً وأغنيات من الفلكلور المصري القديم، وسط حشود من الركاب تملؤهم البهجة، يصفقون على كلمات سيد درويش "أهو ده الي صار" ويهللون مع أغنية "الحلوة دي قامت تعجن بالفجرية".

إنهم أعضاء فرقة "متروتون" المصرية، الذين اتخذوا من أنفاق مترو القاهرة مسارح متنقلة لهم، رافعين شعار "ليس مطلوباً منك شراء تذكرة وحجز مقعد لتستمتع بالغناء والموسيقى، فقط استقل المترو فتجدنا هناك".

الفرقة التي ذاع صيتها واستمع إليها مئات الركاب، تعرضت لمضايقات أمنية عدة كادت توقف آلاتها عن العزف وحناجرها عن الغناء بساحات المترو، لصعوبة الحصول على تصريح أمني لممارسة الغناء تحت الأرض.

جون خليل مؤسس الفرقة وأحد مغنّيها، يقول: "بدأنا الغناء بالمترو بعد ثورة 25 يناير بعام ونصف العام، وكانت رسالتنا أن نصل للناس التي لا تستطيع الوصول إلى الغناء بسهولة، لنسعدهم وليشعروا أن المزيكا قريبة منهم وليست بحاجة إلى تذاكر".

ويضيف: "عرضت الفكرة على أمير منير صديقي بالفرقة وكان التفكير في هذا الأمر صعباً بالبداية، فكنا متخوفين، ولدينا أسئلة عدة، منها هل سيتقبل الناس هذا النوع من الفن داخل المترو؟ وهل الأمن سيتقبل وجودنا؟ وبدأنا في جمع أعضاء الفرقة، وبالفعل أقمنا أول حفلة بمحطة الأوبرا بعد أن جمعنا أصدقاءنا وباشرنا العزف والغناء وسط ذهول الركاب الذين أخذوا بالانضمام إلينا والتفاعل معنا.

ثم انتقلنا إلى محطة الأوبرا وانتقل معنا عدد من الناس، واتفقنا أن نغني أغاني الفلكلور المصري القديم والأغاني الشعبية التي اعتدنا أن نسمعها بجودة وألحان زمان لسيد درويش ومحمد عبد الوهاب وغيرهما".

لمتروتون أغنية واحدة تولّوا تأليفها وتلحينها خصوصاً لحياة المترو، وهي "مترو ماشي عمر ماشي": "تحت الأرض ووسط زحمة... والزحام أجمل ما فيه... مرة تنسى وسطه حلمك... مرة في الزحمة تلاقيه... مترو ماشي وكله ماشي لسه حلمك مانتهاش".

شارك غردتحت الأرض ووسط زحمة.. والزحام أجمل ما فيه.. مرة تنسى وسطه حلمك.. مرة في الزحمة تلاقيه.. لسه حلمك مانتهاش

شارك غردبدلاً من أن تكون الصورة عن المترو بأنه حار ومزدحم، يمكن أن تروه مكاناً حافلاً بالمزيكا والبهجة والسعادة

يطلب جمهورهم هذه الأغنية بالمترو مع كل حفلة، إلا أن حفلاتهم أخيراً توقفت لمواجهتهم صعوبة في استخراج تصريح بحسب جون خليل، الذي قال إن ازمة استخراج تصريح من إدارة المترو والأمن لم تحل بعد، الأمر الذى جعلهم يتوقفون عن الغناء لأن الجهتين ترفضان منحهم التصريح.

تتكون الفرقة حالياً من 7 أعضاء، غالبيتهم مهندسون وطلاب في كلية الهندسة، وهم: أحمد سامح (مغنٍ)، أحمد حنكش (عازف إيقاع)، أمير منير (عازف عود)، بيباوي (عازف باص غيتار)، جون خليل (ملحن وعازف غيتار)، فادي ويصا (عازف غيتار)، مصطفى ممدوح (مغنٍ).

وعن اختيارهم المترو تحديداً للغناء والانطلاق، يقول خليل: "اخترنا المترو لأنه وسيلة غير موجهة تطوف كل أرجاء القاهرة وأحيائها، لا تفرق بين ركابها، فتجد فيها نحو 5 ملايين مصري يومياً من مختلف الأعمار والفئات والطبقات الاجتماعية، جميعهم يتنقلون من منازلهم لأعمالهم. حاولنا أن نغير فكرتهم عن المترو، فبدلاً من أن تكون الحالة التي يعبّرون بها عنه بأنه حار ومزدحم، يمكن أن يروه مكاناً حافلاً بالمزيكا والبهجة والسعادة".

وتابع: "تغني متروتون أيضاً خارج نطاق المترو، فنقيم حفلات في أماكن مختلفة مثل ساقية الصاوي و TedX والجامعات والاحتفالات الخاصة، بالإضافة إلى المساهمات في الأعمال الخيرية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل