المحتوى الرئيسى

«الدستور» تكشف كواليس مقتل «إرهابي الفرافرة» بعد هروبه من «نيران قنا»

08/14 20:41

كشفت وزارة الداخلية فى بيان لها عن تفاصيل مقتل الإرهابى «عبدالله محمد سعد» أمس، موضحة أنه خلال قيام قوات مكافحة الإرهاب بتمشيط طريق «ديروط الفرافرة»، فى إطار مطاردة الإرهابيين الهاربين من جبال قنا، لوحظ وجود شخص يختبئ خلف تبة بالقرب من الطريق.

وتابعت الوزارة: «وحال اقتراب القوات منه، بادر بإطلاق عدة أعيرة نارية، ما اضطرها لتبادل الإطلاق، وفى أثناء محاولته استخدام حزامًا ناسفًا كان بحوزته، انفجر فيه ولقى مصرعه، دون حدوث أى إصابات بالقوات». وعُثر بحوزة الإرهابى المقتول، حسب البيان، على بندقية آلية، وحقيبة بداخلها ٤ خزائن آلية، و٢٧٥٠ جنيهًا، و٣ هواتف محمولة، وبطاقة رقم قومى، وجواز سفر يوضح أن سن الإرهابى ٢٧ عامًا، وتبين أنه أحد العناصر الهاربة، والمرصود ارتباطه بكوادر العناصر التكفيرية الإرهابية بسيناء.

مدير أمن الوادى الجديد: وصول العناصر الإرهابية كان متوقعًا

كشف اللواء مصطفى شحاتة، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الوادى الجديد، عن تفاصيل مقتل الإرهابى «عبدالله محمد سعد» بالقرب من واحة الفرافرة مساء أمس الأول.

وأكد لـ«الدستور»، أن الأجهزة الأمنية بالمديرية كانت على أهبة الاستعداد للتعامل مع أى عناصر إرهابية تصل إلى حدود المنطقة الصحراوية لواحات الوادى الجديد، بعد التنسيق الذى تم مسبقًا مع مديرى أمن قنا وسوهاج والأقصر، وفق الخطة التى أعدتها وزارة الداخلية، وتكليفات اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، لمواصلة حملة المداهمات.

وأوضح «شحاتة»، أنه «كان متوقعًا ضمن الخطة أن يصل خط سير العناصر الفارة إلى واحات الوادى الجديد، بعد أن أجبرتها معركة الأمن الشرسة بجبال قنا على الهروب خارج حدود المحافظة».

وتابع مدير الأمن: «أثناء تطبيق المداهمات، تم رصد عدد من هذه العناصر الفارة من جبال محافظة قنا، تحاول التسلل إلى داخل المنطقة الصحراوية لواحة الفرافرة، تتبعتها المراقبة السرية ورصدت تحركاتها، دون التدخل، حتى يتم التعرف على المكان الأخير الذى ستستقر فيه هذه العناصر، داخل الواحات عبر الممرات الصحراوية، وفى نقطة معينة استقلت سيارة نقل «مقطورة» كانت بالطريق».

ولفت إلى أنه «تبين بعد ذلك أن تلك السيارة كانت مسروقة من محافظة شمال سيناء، ويرجح أن عناصر أخرى معاونة تركتها لهذه العناصر لمساعدتها على التحرك عند وصولها مدخل المنطقة الصحراوية بالواحات»، متابعًا: «وعلى مدار أربع ساعات، استمرت عملية المراقبة لتحركات هذه العناصر، التى بدأت بعبور المنطقة الصحراوية الغربية، ثم أول الطريق الجبلى بمنطقة الكيلو ١٦٠ طريق «الفرافرة ديروط».

واستطرد: «فوجئت القوات بالإرهابيين المراقبين، يتخذون الطريق إلى داخل المناطق المأهولة بالسكان، وبالفعل بالقرب من الكيلو ١٦٠ على طريق الفرافرة، حاولت العناصر تضييق الطريق على سيارة نصف نقل، واستيقاف سائقها لأخذها منه عنوة لتستقلها بديلًا عن المقطورة، حتى يسهل تحركها بها إلى داخل المناطق المأهولة بالسكان». وأكمل مدير الأمن: «عندها تدخلت القوات، بالتزامن مع تمكن قائد السيارة نصف النقل من الفرار، وحين استشعرت العناصر وجود القوات فرّ عنصران إلى داخل المنطقة الصحراوية بواحة الفرافرة، واختبأ آخر خلف بعض الهضاب الجبلية التى تبعد عن الطريق ٢٠٠ متر تقريبًا».

وأضاف: «تمت مطاردة العناصر الفارة، وقبل اقتراب باقى القوات من الإرهابى المختبئ، أطلق أعيرة نارية، فبادلته القوات، ثم فوجئت القوات بسماع صوت انفجار من موقع اختباء الإرهابى، وتبين بعدها أنه فجّر نفسه بحزام ناسف كان بحوزته، وتناثرت أشلاؤه بالمكان، وتم نقلها لمشرحة مستشفى الفرافرة المركزى».

وأوضح مدير الأمن: «وبفحص حقيبة كان يحملها العنصر المسلح على ظهره، تبيّن أنه يتبع الخلية الإرهابية التى يتزعمها الإرهابى الهارب «عمرو سعد عباس»، المتهم الرئيسى فى تفجيرات الكنائس والهجوم على حافلة المنيا وكمين النقب، والذى تمكّن من الفرار مع آخرين من تابعيه إلى صحراء الوادى الجديد. وأكد مدير الأمن، أن عمليات المداهمة قائمة، لمطاردة العناصر الفارة إلى داخل المنطقة الصحراوية بالواحات ومحاصرتها، وللإيقاع بزعيم الخلية الأخطر فى الصعيد «عمرو سعد»، وتم وصول الدعم والإمدادات الإضافية التى كلف بها اللواء مجدى عبدالغفار، إلى قوات أمن الوادى الجديد، وهى عبارة عن مدرعتين، وعدد كبير من السيارات المصفحة وتشكيلات أمنية مدججة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.

فحص النطاق الجغرافى لهواتف الانتحارى.. والنيابة تفحص الأسلحة

كشف مصدر مطلع، عن أن قوات الأمن أعادت فتح طريق «ديروط الفرافرة»، بعد أن تم تأمينه، حيث رفعت مديرية أمن الوادى الجديد، حالة الطوارئ القصوى بها بعد الحادث، وأغلقت الطريق، وتم الدفع بمدرعات أمنية ومصفحات بالشريط الصحراوى المحيط بالمنطقة على طول الطريق، وعززت قوات أمن الوادى من تواجدها فى مركز الفرافرة، والمناطق المحيطة به.

وأوضح المصدر لـ«الدستور»، أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، بالتنسيق مع قطاع الأمن الوطنى، وضعت خطة بحث لضبط العناصر الهاربة التابعة لخلية «عمرو سعد»، مضيفًا أنه تم تحريز ٣ هواتف محمولة كانت مع الانتحارى، وأن فرق البحث ستفحص من خلال شبكات المحمول، النطاق الجغرافى لهواتف الانتحارى لتحديد خط سيره، والطرق التى اتّبعها للهروب فى أعقاب الهجوم على كمين إسنا، وحتى وصوله إلى الفرافرة بالوادى الجديد، كما سيتم استخدام ذلك النطاق الجغرافى للتمكّن من الوصول إلى بؤر أخرى لجأ إليها الانتحارى للاختفاء طوال الأيام الماضية عبر الدروب الجبلية.

وأكّد المصدر، أنه «ستتم أيضًا مخاطبة شركات الهواتف المحمولة للإفادة بجميع المكالمات الصادرة والواردة لأرقام تلك الهواتف، والتى أجراها الانتحارى منذ المعركة التى نشبت بين أعضاء خليته وقوات الأمن من قرابة أسبوع، حتى الوقت الذى فجَّر نفسه به، للتوصل إلى هوية أصحاب تلك الأرقام.

وشرح المصدر، أن جهاز الأمن الوطنى يفحص نطاق محيط إقامة الانتحارى بقرية سقارة بالبدرشين، بالاشتراك مع الأجهزة الأمنية بالجيزة، لبيان علاقاته بالمحيطين، وما إذا كان يتواصل مع أحد من أعضاء الجماعة الإرهابية بالقرية، ومدى تردده عليها فى الآونة الأخيرة.

وحرّزت قوات الأمن، الأسلحة والذخائر المضبوطة بحوزة الانتحارى بعد تفجير نفسه، وسلمتها إلى جهات التحقيق، فأمرت النيابة العامة بإرسالها إلى خبراء الأدلة الجنائية لفحص أعيرتها، ومضاهاتها بالأعيرة والمقذوفات التى استهدفت القوة الأمنية بكمين إسنا، وأسفرت عن استشهاد أمين شرطة ومواطن، وإصابة مواطنين، وأيضا المقذوفات التى تسببت فى استشهاد ضابط شرطة، أثناء مداهمة بؤرة إرهابية بصحراء قنا، وذلك لبيان مدى تطابق تلك الأعيرة من عدمه.

وكلفت النيابة العامة أيضًا، حسب المصدر، خبراء المفرقعات والأدلة الجنائية، بفحص المادة التفجيرية بالحزام الناسف الذى فجر الانتحارى نفسه به، ومقارنتها بالمواد التفجيرية التى تم ضبطها ببؤرة مركز أبوتشت بقنا، بعد معركة بالأسلحة الآلية مع الإرهابيين، أسفرت عن مقتل ٣ منهم.

الأمن يواصل تمركزه بـ«الكرنك» لتضييق الخناق على خلية عمرو سعد

واصلت الأجهزة الأمنية فى محافظة قنا، لليوم السادس على التوالى، تمركزاتها الأمنية بالقرب من جبال قرية «الكرنك» التابعة لمركز أبوتشت شمال محافظة قنا، وذلك لتضييق الخناق على الخلية الإرهابية التى يتزعها الإرهابى «عمرو سعد»، إلى جانب الدفع بتعزيزات أمنية بالنطاق الصحراوى للأقصر.

وقال مصدر أمنى، لـ«الدستور»، إن العناصر الإرهابية هربت إلى الجبال والدروب الصحراوية بالقرية، وذلك بعد المداهمات الأمنية لأحد الأوكار، الأسبوع الماضى، مضيفًا أن مطاريد الجبل، وتجار الأسلحة، والمخدرات يتعاونون معهم، ويمدونهم بعناصر الإعاشة المختلفة، سواء المأكولات أو المشروبات أو الأدوية، فضلًا عن مساعدتهم فى معرفة الطرق الجبلية جيدًا.

وأشار إلى أن الحملة الأمنية يقودها اللواء علاء محمد العياط، مدير أمن قنا، واللواء أسامة رياض، مدير المباحث الجنائية فى المحافظة، مدعومة بالقوات الخاصة، وكتائب من قوات الأمن المركزى، وقوات التدخل السريع، وضباط المباحث الجنائية فى المحافظة، بالتنسيق مع مديريات الأمن فى سوهاج وأسيوط والوادى الجديد، مبينًا أن الجبال ممتدة فى وصلتين مختلفتين، واحدة إلى الوادى الجديد ومحافظة أسيوط، والأخرى إلى محافظة مرسى مطروح.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل