«يا جميل» ورابطة العنق.. تعرف على طريقة معاكسات زمان

مثلما اتسم أهل القرن الماضي بالروقان، اتسم كل شيء حولهم بالهدوء والروقان أيضًا، حتى في المعاكسات، حيث لم تدخل كلمة التحرش بكل أشكاله في قاموسهم.

كانت المعاكسات بسيطة ولا تجرح مشاعر الفتيات، على الرغم من حريتهم في ارتداء الفساتين القصيرة والجونلات الضيقة، فكان يعبر الرجل عن إعجابه بالمرأة بتحريك رباطة العنق، أو ابتسامة تعبر عن الإعجاب أو قول كلمات بسيطة مثل "يا جميل"، فلا توجد كلمة بذيئة أو لفظ جارح أو حركات تعكس "تدني في الأخلاق".

ولكن هل لعب الإعلام دورًا في هذا التغير؟ كانت المعاكسات في الأفلام العربية القديمة تمثل الواقع بما فيه من حرية المرأة فيما ترتدي الفتيات كل ما يروق لهن ومع ذلك كان لها كامل التقدير والاحترام، ولم تتعدى المعاكسات حد التعبير عن الإعجاب دون جرح مشاعر الفتاة، وحين كان يزداد الأمر عن الحد في ملاحقة الشاب للفتاة، يتدخل الماره لتوبيخ هذا الشاب أو تلقينه "علقة ساخنة".

أما الآن فأصبحت الفتاة يتم مضايقتها والتعدى عليها وعلى حريتها في السير، الأمر الذى يصل إلى أقسام الشرطة في بعض الأحيان أو إلقاء اللوم على زي الفتاة واتهامها بأنها ليست على خلق، وهي من أثارت الرجل، مع العلم أن المحتشمات لم تنجين من المعاكسات المتدنية.

وكانت نتيجة الدفاع المستميت على الرجل المتحرش زيادة نسبة التحرش الجنسي والاغتصاب، وتطرق الأمر إلى أن يصل إلى زنا المحارم.