المحتوى الرئيسى

مصر تتغير بعد "رابعة".. عضوة بمجلس الأمن ورئيسة لجنة مكافحة الإرهاب

08/14 11:23

4 سنوات مرت على فض اعتصامي رابعة والنهضة، تبدلت خلالها السياسة الخارجية لمصر وأيدها من كان معارضا لقرار الفض والفترة التالية له، إلا أن آراء الدول والمنظمات الدولية قد تغيرت بعد أعوام الفض الأربعة، وبعدما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد المتظاهرين أصبحت مصر اليوم ذات عضوية غير دائمة في مجلس الأمن.

قالت منظمة الأمم المتحدة في بيان لها أثناء وبعد فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية، إن "الأمين العام يدين بأشد التعابير حزما أعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت قوات الأمن المصرية القوة ضد المتظاهرين"، وعقدت جلسة مغلقة في مجلس الأمن حول الأحداث، وقالت رئيسة المجلس إن الأعضاء قد رأوا من المهم إنهاء العنف في مصر وأن تمارس الأطراف أقصى درجات ضبط النفس، وفي يوم 1 يناير من العام الماضي تسلم مصر مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن بعد غياب لها دام 20 عاما.

وأكد الاتحاد الأوروبي باسم مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون أن أنباء سقوط القتلى تثير قلقًا بالغًا، وأن العنف لن يؤدي إلى حل، وطالب الحكومة المصرية بالتحلي بالضبط النفس، ودعت لإنهاء حالة الطوارئ "بأسرع ما يمكن للسماح باستئناف الحياة الطبيعية"، وفي 21 أغسطس أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق ترخيص تصدير الأسلحة التي قد تستخدم في القمع الداخلي في مصر، حتى رأست مصر للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن وعقدت اجتماعًا مشتركًا للجنة مكافحة الإرهاب ولجنة عقوبات داعش والقاعدة ولجنة عقوبات ليبيا بمجلس الأمن حول "تحديات مكافحة الإرهاب في ليبيا" بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.

وعلى المستوى الإفريقي، أعلن الاتحاد الإفريقي في 5 يوليو من عام 2013 تعليق مشاركة مصر في كل الأنشطة والاجتماعات والقمم الإفريقية بسبب ما حدث في تعطيل الدستور المصري وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، إلا أنه وفي 25 يونيو 2014 أعلن الاتحاد الإفريقي في بيان رسمي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي سيلقي الكلمة الافتتاحية لقمة رؤساء دول الاتحاد الإفريقي في دورتها العادية الثالثة والعشرين.

لم تتوقف تحركات مصر على المستويين الدولي والإفريقي عنذ هذا الحد، فقد زار سامح شكري وزير الخارجية، العاصمة البلجيكية بروكسل مشاركًا في غذاء عمل مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، والتقى مع ينس ستولتنبرج أمين عام حلف الشمال الأطلسي "ناتو" وتم الاتفاق بين مصر والاتحاد على شراكة هي الأولى من نوعها بين الجانبين، ورحب أمين عام حلف شمال الأطلسي بقرار مصر بتعيين سفير لها بـ"الناتو" وتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، مؤكدا أن القرار سيعزز من شكل ونوع التعاون، كما يزيد من حجم التدريبات المشتركة بين الطرفين.

وفي 5 يوليو 2016 تسلم السفير المصري في إسبانيا إيهاب فهمي، مهام منصبه الجديد، أمينا عاما مساعدا للاتحاد من أجل المتوسط، بعد موافقة الدول الأعضاء بالاتحاد بالإجماع خلال الاجتماع الأخير لكبار المسؤولين على ترشيح مصر، حيث تعد تلك المرة الأولى التي يشغل فيها مصر هذا المنصب بالاتحاد من أجل المتوسط منذ إطلاقه 2008، ويأتي ذلك تقديرا لثقل مصر الإقليمي والدولي ودورها المحوري في تعزيز المشاركة الأورومتوسطية، لا سيما وأنها إحدى الدول المؤسسة للاتحاد.

من جانبها، تقول الدكتورة نهى بكر، أستاذ علوم سياسية بالجامعة الأمريكية وخبيرة العلاقات الدولية، إن اعتصامي رابعة والنهضة كانا علامة فارقة في تاريخ مصر، حيث استطاعت الدبلوماسية المصرية إيصال دور مصر على مستوى العالم إلى مكانة عالية بعدما سعى أعضاء جماعة الإخوان لزعزعة الأمن والاستقرار ومحاولتهم لخلق دولة داخل الدولة، حيث كان حمل السلاح بين العديد من المعتصمين هناك هو أمر اعتيادي.

وأضافت بكر، في تصريح لـ"الوطن"، أن وبالرغم من محاولة الدولة لفض الاعتصام بشكل سلمي إلا أن جماعة الإخوان حاولت تسويق صورة الضحية أمام العالم بمساندة الدول التي آوت جماعة الإخوان حتى يظهروا في دور الضحية أمام دولة ديكتاتورية، إلا أن الحال قد تبدل في الوقت الراهن وبسبب الإدارة السياسية المصرية الحالية.

وأكدت خبيرة العلاقات الدولية أن العالم كان لديه صورة مشوشة بسبب نشاط العلاقات العامة التي اسخدمتها الإخوان المسلمين والتي كانت أسرع من الدولة في الانتشار، موضحة أنه ومع مرور الوقت وبسبب نشاط وزارة الخارجية والرئاسة المصرية استطاع مصر توصيل صورتها الصحيحة للعالم وذلك بعدما وقفت الدول العربية الشقيقة بجوار مصر مثل موقفها السابق في حرب 1973 وقطعها البترول على الدول الأجنبية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل