كيف يعيش أهالي صنعاء تحت سيطرة المليشيات الانقلابية على المدينة؟

"منذ سيطرة الحوثي على صنعاء والانتهاكات التي ترتكب من قبل هذه الجماعة في تزايد مستمر"، بهذه الجملة وصفت الناشطة الحقوقية اليمنية فاطمة الأغبري الأوضاع التي تمر بها العاصمة اليمنية عقب انقلاب الحوثيين، مشيرة إلى الاعتقالات غير القانونية التي تطال المواطنين والصحفيين والسياسيين والأكاديميين.

تقول الأغبري لبوابة "العين" الإخبارية إن أكبر انتهاك يرتكبه الحوثيون يتمثل في تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب، إضافة إلى محاربة الأنشطة التابعة لمنظمات المجتمع المدني والسعي إلى إفشال أو إلغاء كثير من الفعاليات التي تنظمها الجمعيات والمنظمات الحقوقية خشية التواصل مع المواطنين.

وأضافت الأغبري أنه منذ دخول الحوثيين صنعاء نشروا لجانهم الشعبية في المؤسسات والهيئات الحكومية وهنا تمت السيطرة على المؤسسات وإدارتها من قبل جهلة لا يفهمون سوى لغة السلاح والبلطجة، فهم يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة ولا تتم أي معاملة أو تعيينات إلا بعد المرور من عندهم، كما أنهم قاموا بإحلال عناصرهم في عدة مناصب واستغنوا عن الكوادر الأساسية التي كانت موجودة.

وفيما يخص الرواتب قالت الناشطة الحقوقية اليمنية إن الموظفين منذ ما يقارب العام لم يتسلموا رواتبهم من قبل مليشيات الحوثي التي نهبت الخزينة العامة واستولت على رواتب الموظفين، وإلى الآن لا يزال الموظف ينتظر الحل والتنازلات من هذه الجماعة التي لم تفكر ولو مرة بحق هذا الموظف المغلوب على أمره.

وعن استهداف المعارضين، أوضحت أن الحوثيين يقومومن بتخوينهم ويعتقلونهم عقب مطاردتهم في كل مكان عبر التحريض ضدهم في منابر المساجد وصحفهم المحرضة ومواقعهم الإخبارية وقنواتهم، وكذلك عبر أنشطئهم في وسائل التواصل الاجتماعي الذين يلعبون لعبة قذرة ضد من يعارضهم.

وأكدت الناشطة الحقوقية اليمنية أن جامعة صنعاء أصبحت ساحة لتصفية حساباتهم مع الأجيال الصانعة للمستقبل، لهذا عمد الحوثيون إلى السيطرة على هذا المكان لمعرفتهم بخطورته، وكون جامعة صنعاء الركن الأساسي في الثورة الشبابية الشعبية، حيث كان الطلاب يشكلون نسبة كبيرة وواعية في هذه الثورة، وسيطرة الحوثيين على هذا المكان جعلهم يضعون أيديهم على فوهة البركان، وفعلا نجحوا في ذلك، مشيرة إلى أنهم وبقطع رواتب الأكاديميين أيضا لعبوا دورا آخر في تدهور التدريس في الجامعة كما أن الجامعة تدهور حالها بشكل لا يوصف وهو ما سينعكس سلبا على الأجيال القادمة التي ستخرج منها وهي لا تعرف سوى لغة الحقد والكراهية.

وأشارت الناشطة الحقوقية اليمنية إلى أن الحوثيين حولوا صنعاء لمعتقل كبير، حيث إن الجامعة أصبحت معتقلا حوثيا، والمنشآت الحكومية تحولت إلى معتقلات، كما أن في المعتقلات تمارس انتهاكات واسعة تبدأ من الخطف والاختفاء القسري، والحرمان من أبسط الحقوق ثم التعذيب داخل المعتقلات، مثل التعذيب النفسي والجسدي وأحياناً يصل إلى فقدان العقل والشلل والموت.

تتضمن "غرفة الأخبار" أهم الأخبار الإقليمية والدولية، وترصد الأحداث لحظة بلحظة لتكون محطتك الأولى للحصول على الخبر الصحيح.