تطوير أساليب الرعاية الصحية لمرضى أنيميا البحر المتوسط

عقدت وزارة الصحة والسكان الملتقى العلمى الخاص بالرعاية الصحية لمرضى أنيميا البحر المتوسط (الثلاسيميا) بالتعاون مع شركة نوفارتس، ناقش المنتدى على مدى يومين تطور أساليب العلاج والعقاقير الحديثة التى أسهمت فى تخفيف معاناة مرضى الثلاسيميا، كما ناقش أساليب الوقاية من هذا المرض الذى تعد مصر من أعلى الدول فى انتشاره وأشار الدكتور شريف أمين، رئيس نوفارتس للأورام - مصر وليبيا أن الملتقى يشكل خطوة للارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدمة لمرضى الثلاسيميا فى مصر والمساعدة فى بناء فريق متكامل من أطباء وصيادلة وهيئة تمريض وبنوك الدم لرعاية مرضى الثلاسيميا، كما يهدف إلى تسليط الضوء على احتياجات المرضى من علاج ورعاية صحية ودعم نفسى بمشاركة أساتذة أمراض الدم بكليات الطب بجامعات عين شمس والقاهرة والإسكندرية بالتعاون مع الجمعية المصرية لأنيميا البحر المتوسط للوصول إلى تقديم خدمة شاملة للمريض المصرى بأداء متميز علمًا بأن آلاف المرضى بحاجة إلى دعم ورعاية متكاملة للتمتع بحياة طبيعية.

صرحت الدكتورة أمال البشلاوى، أستاذ طب أمراض الدم فى الأطفال جامعة القاهرة رغم خطورة المرض فإن الأمل كبير فى محاصرته فى ظل ما يشهده العالم من تطور هائل فى علاج أمراض الدم، حيث نجحت العديد من الدول فى منع ولادة أطفال جدد مصابين بالثلاسيميا، كما أن التطور العلمى فى عالم الأدوية استحدث أنواعًا جديدة للعلاج على رأسه العلاج بزرع النخاع للمريض إلا أن هناك صعوبة فى إيجاد متبرع متوافق لإتمام عملية الزرع بنجاح، بالإضافة إلى العلاج بالجينات، كما حدث تطور كبير فى العقاقير المعالجة للمرض، حيث تم استحداث علاجات نزح الحديد باستخدام أقراص سهلة البلع وهى الأكثر فعالية والأسهل فى التناول للمرضى ويتناولها المريض مرة واحدة يوميًا بعد وجبة خفيفة صباحًا لتساعده على مواصلة حياته اليومية.

وتشير الدكتورة ميرفت مطر، أستاذ أمراض الدم بكلية طب قصر العينى أن المرض يسبب تأخر النمو ويؤثر على الخصوبة، فبالنسبة للذكور تتأثر الخصوبة والقدرة على الإنجاب، أما الأنثى فقد يسبب لها المرض تأخر الطمث فضلًا عن تأثيره على الغدد الصماء.

وكشفت الدكتورة منى حمدى، أستاذ طب أمراض الدم فى الأطفال جامعة القاهرة أن المجالس الطبية المتخصصة قامت بتغيير أكواد علاج مرض الثلاسيميا وأمراض أنيميا الدم سعيًا لدعم المريض وتوفير أفضل الخدمات المناسبة له فى ظل التغيرات الاقتصادية التى نمر بها وتأتى هذه الخطوة تأكيدًا على دعمنا الكامل للمريض والتزامنا تجاه توفير كافة احتياجاته، حتى يستطيع أن يعيش حياة صحية كريمة.

وتعرب الدكتورة لميس رجب، أستاذ طب الأطفال وأمراض الدم جامعة القاهرة، عن آمالها فى تبنى وزارة الصحة المصرية لحملة مصر خالية من الثلاسيميا على غرار الحملة ضد فيروس سى بهدف القضاء على المرض من خلال تبنى خطة قومية واضحة تستهدف الكشف المبكر عن المرض عن طريق إجراء فحوصات قبل الزواج أو عند استخراج بطاقة الرقم القومى، وهذه التحاليل لا تمنع الزواج ولكنها تمكن المقبلين على الزواج من معرفة إذا كانوا حاملين للمرض أم لا. ما يسهل مكافحة المرض وتجنب ظهور أجيال جديدة قادمة مصابة به ما يغنى الدولة عن تحمل الكثير من النفقات العلاجية للمرض ومضاعفاته وهو ما فعلته دول مثل قبرص وإيطاليا واليونان والتى تبنت بالفعل مثل هذه الخطة ونجحت فى القضاء على المرض نهائيًا خلال 10 سنوات فقط.