المحتوى الرئيسى

ذاكرة "الكُرهِ" وكرة النار

08/13 19:02

أحيانًا تضعُ شخصًا ما أمام عينِك بأفعالِه، وبكلِّ شيءٍ يخصه، وتلعنُ اللحظاتِ التي جمعتْكَ به، وتكاد تقطعُ الطرقاتِ التي تصلُ بينه وبين أيَّ شخصٍ آخر؛ حتى تضمن أنه لن يكون أداةً في تسللِ الكرهِ لقلبِ أحدٍ آخر.

تكاد تقفُ أمام نفسِك، وتسألها هل بالفعل امتلكتي هذا الشعورَ المناقضَ لفطرتِك السليمةِ؟!

أحيانًا نكره أشياءَ معينةً؛ لأنها تذكرنا بشخص ما، وحينها نشعر أن روحَنا بها عطبٌ ما، نقرر أن يُستئصَلَ؛ حتى لا يمتد، ويُفقدنا نقاءَ قلوبنا.

ولكن هناك أشخاص تدفعنا دفعًا لكرههم، لكره كلِّ شيءٍ يحيط بهم، تلك الهالات التي يصنعونها بكلِّ حرفةٍ حول أنفسهم؛ فننخدع فيهم، تبدأ رأسُك تعلنُ أسئلةً غيرَ منتهيةٍ، مثل كيف يعيشون؟! وكيف يمضون في طريقهم دون توقفٍ للحظة واحدة؟! دون نظرةٍ للخلف؛ لينظروا إلى ما أفسدوه في قلوبِ الخلق؟!

نحاول أن نتجردَ من شعورِ الكره تجاههم، وتجاه انفسنا، أظن أحيانًا أنه اختبارٌ قويٌّ من الله؛ لنعرف مدى حقيقة أنفسنا؛ فنسامحَهم، ونسامحَ أنفسنا، ونمضيَ في سلامٍ، ولكن السلامَ بداخلنا يتحول إلى براكين غضبٍ مع أول موقف مشابه.

الطفل الصغير بداخلنا يفزع ويركض؛ يحتمي بجدار يطل على أصدقائِه وهم يخذلونه؛ فيزداد الكرهُ بداخله، ويتسع؛ ليحيطَ بكلِّ مَنْ حوله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل