المحتوى الرئيسى

الحياة وجهات نظر

08/13 18:51

سمعت آذان الفجر بين أجفان الكرى فقامت تتثائب وتتسند على قطع الأثاث، والتفت قدميها مرات ومرات وهى تبحث عن الشبشب.

جاهدت حتى لا تسقط فما هى يقظة وما هى نائمة!

حتى وصلت فى أمان الله إلى الحمام لتتوضأ

وصعقتها المفاجأة وهزت كيانها، رأته واقفا ينظر إليها بتحد كما لوكان يقول: من أنت؟! لماذا دخلت هنا !

ترددت للحظة ثم انطلقت كدانة مدفع سكرانة تبحث عن البيروسول.

بحثت فى كل مكان فى فزع وذهول وسرعة، كما لو كانت الشياطين تطاردها، ثم وجدته.

دخلت الحمام فى تلصص حرصا على المفاجأة، وفعلا اطلقت عليه السائل بكل قوتها وبكل العنف، فما كان من الملعون إلا أن جرى فى اتجاهه، وكانت مطاردة خيالية.

هى تطلق البيروسول بهيستيريا وهو فتح جناحيه كطائرة حربية تتجه بإصرار نحو الهدف .............قدميها.

وكانت ساحة الحمام مكان خيالى لحركات بهلوانية من القفز واللف والدوران، حتى كادت تموت هى والصرصار من البيروسول، ولكنها ولله الحمد لحقت بصلاة الفجر قبل أن ينتهى الوقت.

الفجر قرب والدنيا هديت والناس دخلت تنام وما عادتش الرجل رايحة جاية، وآن الأوان اخرج للقمة العيش، مراتي حامل وقربت تبيض، وابني الصغير دينامو رايح جاي، وقلت أروح لشقة قريبة من سكني، كنت بحب الست صاحبتها، كذا مرة اسمعها بتدعي لي وتقول "ربنا ما يحوج صرصارنا لجارنا" وكنت بآآمن على كلامها واحس بحبها وحنانها وعطفها عليا، وكان نفسي اترمي في حضنها، فقلت أروح أزور شقتها واقرأ لها الفاتحة، وتسللت من بالوعة الحمام التى يقع بداخلها منزلى وأنا مطمن، وفجأة........ الدنيا ولعت، المزغودة بنتها صحيت ونورت النور لتتوضأ.. ياه قد إيه باكرهها.

خرجت للحظة مش كفاية علشان أفكر وأقرر ارجع البيت تاني -خصوصا إني كنت لسه على باب البلاعة- أو انزوي فى أي ركن لحد ما تمشي؟ لكن الشريرة الشرسة اللي بلا قلب عادت ومعها علبه بيروسول وأخذت ترشه في وجهي بلا رحمة ولا شفقة كأنها بتنتقم من العلبة وعايزة تخلصها.

والأمر أصبح مسألة حياة أو موت، وقررت أدافع عن حياتي، بس إزاي وأنا ماعنديش صوت أسد ولا حتى أظافر قطة، قلت امشي على رجليها، أنا عارف إن الحركة دي بتجننهم وتخليهم هستيريا واندفعت بإصرار ناحية رجليها.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل