المحتوى الرئيسى

ضحايا هجوم برلين.. الخلافات تشل يد المساعدة الحكومية

08/12 23:33

في أعقاب هجوم الشاحنة الذي وقع في 19 ديسمبر/ كانون الأول عام 2016 في ميدان برايتشايد بلاتس في برلين، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة ما يقرب من 100 شخص، عاش الأشخاص المتضررون جسدياً ونفسياً من جراء الحادث أوقاتاً عصيبة لمحاولة معرفة أماكن طلب المساعدة. كما اشتكى أفراد أسر الضحايا من عدم تمكنهم من الحصول على معلومات عن أقاربهم.

تجمع نحوِ 30 من أئمة المسلمين من دول أوروبية في برلين للمشاركة في مسيرة ضد الإرهاب في موقع الهجوم الدامي بواسطة شاحنة في كانون الأول/ديسمبر على سوق لعيد الميلاد في برلين، كان تنظيم "داعش" قد أعلن مسؤوليته عنه. (09.07.2017)

تعيش في ألمانيا مجموعة كبيرة من الشباب التونسيين بطريقة غير نظامية بعد أن تمكنوا من عبور البحر والوصول إلى هنا، لكن الهجوم الذي قام بها مواطنهم أنيس العامري في برلين ضاعف من معاناتهم ومخاوفهم. DW استمعت لقصص بعض منهم. (07.01.2017)

ورداً على ذلك،عينت الحكومة الألمانية في آذار/ مارس 2017، رئيس الوزراء السابق لولاية رايلاند بفالتس كورت بيك مفوضاً خاصاً بضحايا ميدان برايتشايد بلاتس في برلين. و انظم إلى بيك، المفوض الخاص بضحايا مدينة برلين رولاند فيبر لضمان حصول المتضررين على المساعدة، وبدت هذه الخطوة ناجحة.

وقال فيبر في حديث مع DW "بعد أن عينت الحكومة الفيدرالية كورت بيك، تمكن هو وفريقه من الاتصال بالضحايا، وتسجيل العديد منهم". وأضاف فيبر "انطباعي هو أن هناك الكثير من الجهود التي بٌذلت للعثور على جميع الجرحى و إرشادهم إلى الأماكن التي يمكنهم الحصول فيها على أي شكل من المساعدة".

وقال مكتب بيك أنه اعتباراً من 21 حزيران/ يونيو، كان 119 شخصاً قد قدموا طلبات للحصول على المساعدة، وتمت الموافقة على 111 منهم. وكان نحو 50 من هذه الطلبات نتيجة لجهود بيك ومساعديه. وقد تمت الموافقة بالفعل على أكثر من مليون يورو، أي ما يعادل (1.2 مليون دولار) كدعم وتعويض للضحايا.

أصيب ما يقرب من 100 شخص في هجوم أسواق عيد الميلاد، وكثيرمنهم لم يتعافى تماما

وتمثل هذه الأرقام تحسناً مثيراً عقب الهجوم مباشرة، عندما بدأت قضية غياب تقديم المساعدة الفعالة للمتضررين تأخذ أبعاداً محرجة للحكومة الألمانية.

فواتير المستشفى قبل عيد الميلاد

ووفق جميع الحسابات، ارتكبت سلطات الولاية والمدينة عدداً من الأخطاء في الأيام والأسابيع التي تلت الـ19من كانون الأول/ ديسمبر2016. وذلك بسب طرد الأسر التي حاولت تحديد ما إن كان أقاربها من بين الضحايا ورفض الكشف عن أي معلومات إلى حين تحديد هوية القتلى.

وقال ستيفان هيرليش، شقيق أحد الضحايا، الذين لقوا مصرعهم في الهجوم، لقناة ARD الألمانية " في الحقيقة لم نتلقى في الأيام الثلاثة الأولى أية معلومات بشأن ما حدث". وأضاف هيرليش في حديثه للمصدر نفسه "نعلم الآن أن شقيقي كان يرقد في المشرحة حوالى الساعة 11:30 مساءاً وأنه تم التعرف عليه من خلال بطاقة هويته، التي كان يحملها معه".

2017 تولى كورت بيك التنسيق الفيدرالي لدعم ضحايا هجوم برلين في آذار/مارس

وعلى النقيض من ذلك، أرسل مستشفى شاريتيه برلين لأفراد عائلة الضحايا فواتير إجراء فحوصات ما بعد الوفاة. وتلقت بعض العائلات الفواتير قبل عيد الميلاد وتهديدهم بتكاليف إضافية في حالة عدم الدفع. وفي الوقت نفسه، طُلب من بعض الأشخاص الذين أصيبوا جسدياً أو نفسياً في الهجوم بتقديم طلبات إلى صندوق خاص "بالسائقين الغير مؤمن عليهم" للحصول على تعويض وبالرغم من ذلك لم يتم تقديم العلاج أو تعويضهم عن ما حصل لهم.

وأصدر رئيس قسم الطب الشرعي في شاريتيه اعتذارات وألغى الفواتير. ثم بدأ فيبر وبعده بيك بتقديم المساعدة للأشخاص الذين أُصيبوا، واستغرق ذلك وقتاً طويلاًى بعد أن أوقع انيس العمري عددا من الضحايا بهجومه بالشاحنة على السوق.

وقد غابت عناوين الحادث عن وسائل الإعلام منذ فترة طويلة، ولكن الهجوم لا يزال يؤثرعلى أولئك الذين كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي. ويقول فيبر إن أربعة من المصابين لا يزالون في المستشفى وتم تشخيص حالاتهم بـ"السيئة".وأضاف نفس المتحدث: " كل المصابين، الذين لا يزالون في المستشفى، ليس هناك بينهم ممن تدعو حالتهم الصحية إلى توقع تحسنها". كما أن آخرين لا يزالون بحاجة إلى العمليات، بما في ذلك عمليات ترقيع الجلد. وقال فيبر إن الضحايا الأجانب للهجوم عادوا جميعهم إلى بلدانهم الأصلية.

يقول مكتب بيك، بصفته مفوضاً خاصاً لضحايا هجوم برلين إنه اجتمع مع امرأة شابة فقدت والديها ومع رجل آخر قُتلت زوجته والذي يضطر الآن  لتحمل مسؤولية تربية ابنهما لوحده، و رجل آخر سيعيش مع عاهة جسدية بقية حياته.وقال بيك في تقريره الأول عن أنشطته: "آخرون يعانون من إصابات خطيرة من شأنها أن تحد من حياتهم لفترة طويلة أو حتى بشكل دائم".

ويطلق فيبر على هذه الدفعة من المساعدات لقب "الموجة الثانية" التي جاءت "متأخرة أكثر من أي وقت مضى". بيد أن الموجة الثانية من المساعدة  لن تسمح للحكومة الالمانية بأن تجعل هجوم الـ19 من كانون الأول/ ديسمبر أن يمر مرور الكرام. وسيشعر الضحايا بالآثار على مدى السنوات القادمة، وليس هناك ما يضمن عدم وقوع هجوم إرهابي مماثل في المستقبل. لذلك من المهم لألمانيا أن تتعلم دروساً من الماضي ومن بلدان أخرى.

وحظيت السلطات الفرنسية بالثناء من مواطنين ألمان على كيفية تعاملها مع ضحايا الإرهاب

وقد أشاد المواطنون الألمان الذين أصيبوا في هجمات إرهابية في بلدان أخرى، مثل إطلاق النار والتفجيرات في باريس في الـ13 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2015، بالرعاية التي تلقوها من الحكومات الأجنبية. ويقول فيبر إن المانيا يجب أن تنظر إلى نماذج البلدان الأخرى، بما في ذلك مكتب تنسيق مركزي لضحايا الهجمات الإرهابية. وأضاف فيبر"لقد درست هذا باتخاذ الفرنسيين والأميركيين كمرجع ومثال يقتدى به وهي خطوة جيدة جداً".

ومما يبعث على الدهشة إلى حد ما أن بيك و فيبر متطوعان، غير أنهما متطوعان ملتزمان بتنفيذ مهمتهما على أحسن وجه. فيبر،على سبيل المثال، يجيب على هاتفه بعد بضع رنات فقط، على الرغم من أنه حالياً في وقت قضاء عطلته الصيفية. ويعتقد أن قانون تعويضات الضحايا في ألمانيا يحتاج إلى إعادة صياغة، وينبغي أن تكون استجابة البلد في مثل هذه الحوادث أكثر مهنية.

"الوضع الحالي غير كاف، إذا حدث شيء ما مرة أخرى"، كما يقول فيبر. ويضيف:"علينا أن نتعلم من أخطائنا، وهذا ما طالب به العديد من المصابين، ونحن بحاجة إلى بنية اتصالات أفضل، ولا يمكننا تحقيق ذلك في رأيي إلا مع مكتب التنسيق المركزي المخطط، والذي سيوجه الناس".

وقال مكتب كورت بيك أنه يجب على السياسيين " أن يفكروا بجدية" في انشاء مفوض فيدرالي دائم لضحايا الارهاب، مضيفاً أن بيك سيقدم اقتراحات ملموسة عندما يقدم تقريره النهائي عن نشاطاته خريف هذا العام.

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وأعضاء في حكومتها يضعون ورودا في مكان الحادث الذي شهد مقتل 12 شخصا وجرح 50 آخرين بسبب دهس شاحنة لحشد من الناس في أحد أسواق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين.

هذا المكان الذي تتواجد فيه الورود سيظل شاهدا على يوم حزين في تاريخ برلين وألمانيا، حيث لقي هنا رجال ونساء أبرياء حتفهم عن طريق الدهس بشاحنة في حادث وصفه السياسيون الألمان بأنه هجوم متعمد.

بعد حادث برلين المؤلم تم تنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية الألمانية، كما هو الشأن هنا أمام مقر المستشارية في برلين. تنكيس الأعلام يأتي كتعبير عن الحزن والتعاطف مع ضحايا هجوم برلين الأخير، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية.

السفارة الأمريكية في برلين أعلنت تضامنها مع ألمانيا بعد اعتداء برلين الدموي، حيث تم تكنيس العلم الأمريكي اليوم. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أجرى اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكد فيه دعم بلاده الكامل لألمانيا بعد اعتداء برلين.

صورة تعبر عن حالة الحزن والصدمة التي تعيشها برلين بعد الاعتداء على مواطنين دهسا بشاحنة في أحد أسواق الميلاد. "بابا نويل" الذي يعد رمزا لأعياد الميلاد يجلس حزينا ومصدوما في إشارة إلى تحول الفرحة بأجواء أعياد الميلاد في برلين إلى حزن وألم بعد الاعتداء الأخير.

رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف ونواب في البرلمان الفرنسي يقفون دقيقة صمت حدادا على ضحايا اعتداء برلين. وكان لهجوم برلين صدى خاص في فرنسا لأنه يذكر أيضا بالهجوم الأخير الذي أوقع عددا كبيرا من القتلى في نيس جنوب البلاد والذي نفذ أيضا بشاحنة، مساء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي.

عمدة العاصمة الألمانية برلين وحاكمها ميشائل مولر أعرب عن صدمته العميقة بعد الهجوم الذي استهدف أحد أسواق الميلاد في برلين، وقال مولر "هجوم برلين يعد هجوما على حريتنا جميعا".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل