المحتوى الرئيسى

حكاية سيدتان مع "إنذار الموت" داخل قطار الإسكندرية

08/12 16:43

كتب– صابر المحلاوي ويسرا سلامة ورنا الجميعي:

سيدتان، سعادة وغادة، لا يعرفا بعضهما البعض، لكن القدر جمعهما في قطارٍ واحد، عاشا فيه لحظات على أعتاب الموت، من ركاب إلى ضحايا. وفي مستشفى واحد، سموحة الجامعي للطوارئ، ينتصرا على الألم بالحكي، عن ساعات شاهدا فيها الألم، بصحبة أطفالهما، في القطار المكلوم.

لم تتوقع سعادة سليمان أن صوت الإنذار الذي سمعته في القطار، ليس إلا إنذارا بالموت "السواق كان شايف القطر على بعد.. وكان بيحاول ينبهنا، وإحنا كنا فاكرين إن محطتنا قربت"، تقولها السيدة التي نجت من حادث تصادم قطاري الإسكندرية بالأمس.

سعادة، 47 عاما، كانت برفقة زوجها ناجي، وأبنائها الثلاثة "إسلام ونغم وأشرف"، الأخير تعرض لكسر بيده اليمنى، يجلس بجوارها على سرير الغرفة 312، بابتسامة خافتة يحاول تبديد الخوف بداخله. فيما تعافر الأم المصابة لاستعادة أنفاسها، ألم مستمر لم يبرح رقبتها وظهرها "يارب ميكونش كسر".

قبل لحظات من الحادث حاول زوج سعادة إفاقتها من غفوة أثناء السفر، ظنا أن صوت الإنذار محاولة من السائق لاقتراب المحطة "يالا المحطة قربت من خورشيد"، قبل أن تمتد الغفوة الصغيرة لإغماءة جراء الصدام المروع "الأهالي تعبوا معانا.. وشالونا وراحوا للمستشفى".

من المصيف إلى الحادث.. قدر "مدرسة الفرنساوي"

بجرح قطعي بالعين اليسرى والأنف ترقد غادة عيد، مدرسة اللغة الفرنسية على سرير المرض، لا تزال السيدة بملابسها الغارقة في الدماء.

في الصباح كانت غادة سعيدة بالإجازة التي ستمضيها بصحبة زوجها وأولادها الثلاثة، منطلقة من منزلها بالإسماعيلية صوب الإسكندرية لقضاء المصيف التابع لوزارة التربية والتعليم.

هزة مفاجئة، أعقبتها أخرى أكثر عنفا جعلت الحقائب تسقط فوق رأسها كانت بداية الهرج وأصوات الصراخ وهلع الركاب، تثني غادة على دور أهالي عزبة الشيخ في مساعدة الركاب حتى وصولهم للإسعاف، قبل أن تتمتم بالشكر على أن أولادها لم يصبهم سوء.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل