"نور" لاجئة سورية تبحث عن تجديد إقامتها: "مش معانا فلوس"

في نهايات مارس الماضي، أقر برلمان النظام السوري تعديلات على رسوم (الرسم القنصلي) تجديد ومنح جوازات ووثائق السفر السورية للمواطنين السوريين داخل سوريا وخارجها، وعلل نظام الأسد هذه التعديلات بتقليل الصعوبات التي يعانيها المواطنون السوريون المقيمون خارج الجمهورية العربية السورية، خاصة في الدول التي ليس للقطر تمثيل دبلوماسي أو قنصلي فيها  وتسهيل أمورهم وتجنيبهم اللجوء إلى السماسرة.

قرار رفع رسوم تجديد جوازات السفر مشكلة جديدة زادت من معاناة نور حسين شعبان، اللاجئة السورية المقيمة بمنطقة العصافرة بالإسكندرية، بعد أن انتهت صلاحيات جوازات السفر الخاصة بها وبأفراد أسرتها، منذ أكثر من عامين، ولم تستطع دفع الرسوم الخاصة بتجديد الجوازات حتى الآن، ما جعلها في حالة ترقب وخوف دائمة من الملاحقة والمساءلة من السلطات المصرية.

وتقول نور (30 عاما): "من سنتين وأكتر بدأت مشكلتي أنا وجوزي وأولادي بعد ما انتهت صلاحيات جوازات السفر بتاعتنا ومن وقتها مش قادرين ندفع الفلوس المطلوبة مننا لتجديد الإقامة ومش عارفة أقدم ورق ابني في مدرسة جديدة عشان يدخل أولى إعدادي لأن ورقنا منتهي".

تبلغ نفقات تجديد جواز السفر الواحد لكل فرد من أفراد الأسرة المكونة من 6 أشخاص نحو 400 دولار، وحسبما أكدت نور لـ"الوطن" فإن الأسرة ليس لها مورد رزق ثابت، بسبب إصابة الزوج بكسر في الضلوع ما يعيق قدرته على العمل، "جوزي مريض بيشتغل شهر ويقعد شهور وعايشين على المساعدات المادية من الجيران والأكل والشرب بناخده معونات شهرية من الأمم المتحدة".

لم تجد الأم، التي جاءت بصحبة زوجها وأبنائها إلى مصر منذ 5 سنوات، وسيلة بديلة لتجديد الإقامة وتجنب الغرامات والملاحقات التي تتعرض لها من قبل الحكومة المصرية، سوى كارت اللجوء أو ما يعرف بـ"الكارت الأصفر" الخاص باللاجئين السوريين، وهو كارت الحماية الممنوح لهم من هيئة الأمم المتحدة والذي يتطلب تجديده كل 6 أشهر، إلا أنها فوجئت بشرط تجديد جواز السفر لتجديد صلاحية هذا الكارت، "حتى كارت اللجوء الأصفر مش هينفع يتجدد إلا لما نجدد الباسبور وإحنا مش معانا الفلوس المطلوبة مننا"، حسب قولها.

نور أم لثلاثة أولاد (2 في المرحلة الابتدائية وواحد بالمرحلة الإعدادية)، وبنت تبلغ من العمر 7 شهور فقط، جاءت مصر منذ 5 سنوات، علما بأن الأخيرة غير معترف بها رسميا من قبل السفارة السورية بمصر، "بنتي الأخيرة مش معترف بينها في السفارة السورية عشان مش متسجلة بسبب انتهاء صلاحيات جوازات السفر بتاعتنا وابني مش عارفة أقدم ليه في مدرسة إعدادي".