المحتوى الرئيسى

هل بقي أي شيء من الموصل؟

08/11 04:21

هل بقي أي شيء من الموصل؟

شارك هذه الصفحة عبر فيسبوك

شارك هذه الصفحة عبر تويتر

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

شارك هذه الصفحة عبر البريد الالكتروني

شارك هذه الصفحة عبر فيسبوك

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر Messenger

شارك هذه الصفحة عبر تويتر

شارك هذه الصفحة عبر Google+

شارك هذه الصفحة عبر WhatsApp

شارك هذه الصفحة عبر LinkedIn

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

ركام وخراب الموصل شاهد حقيقي على الكلفة الباهظة للحرب. فما هو حجم الدمار الذي خلفته المعارك بين القوات العراقية المدعومة بسلاح الجو الأمريكي و تنظيم الدولة الإسلامية؟

بعد انتهاء المعارك التي استمرت في الموصل لأكثر من تسعة أشهر، يواجه سكانها الآن أزمة إنسانية كارثية. فأعداد الموتى تقدر بالآلاف، ويربو عدد من تركوا منازلهم هرباً من المعارك التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن المليون شخص.

أحياء بأكملها اندثرت وسويت منازلها بالأرض، جثث الموتى ما زالت تحت الأنقاض، والشوارع مكسوة بالذخيرة غير المنفجرة، والألغام الأرضية، و الفخاخ.

دمار هائل حلّ بالمدينة القديمة

تحول معظم أجزاء الموصل، ثاني كبريات مدن العراق، والتي وقعت تحت قبضة تنظيم الدولة الإسلامية إلى ركام، إذ تعد المعركة التي شهدتها المدينة الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

وأظهر آخر تقييمات الأمم المتحدة أن كل أجزاء الموصل قد لحق بها ضرر من نوع ما. لكن الجزء الغربي منها كان له حصة الأسد من الخراب كونه حرر من قبضة تنظيم الدولة في يوليو / تموز الماضي أي بعد ستة أشهر من تحرير القسم الشمالي من المدينة.

وتعرض أكثر من نصف الأحياء السكنية الـ54 في القسم الغربي للمدينة لدمار كبير، إذ وصفت الأمم المتحدة خمسة عشر حياً من تلك الأحياء بـ" شديدة التضرر" ما يعني أنها غير قابلة للسكن. ووصف 23 حياً آخر بـ"متوسطة التضرر" أي نصف المباني فيها دُمر، و16 حياً بـ"بسيطة الضرر".

ويعتقد أن حجم الدمار أكبر بكثير مما تظهره تحليلات صور الأقمار الصناعية للأمم المتحدة، التي تقدر حجم الأضرار بـ 10 آلاف مبنى تدمّر بشكل كامل. غير أنه بحسبان الدمار للأبنية التي لا يمكن للأقمار الصناعية كشفها، تقدر الأمم المتحدة الرقم الحقيقي للأبنية المدمرة بنحو 32 ألف مبنى.

وتقول ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق، إن هذه المناطق ستحتاج لسنوات طويلة لإعادتها لوضعها الطبيعي، فإعادة إعمار المدينة وإعادة المدنيين إلى بيوتهم سيكون "تحدياً كبيراً". كما حذرت من أن الكلفة تقدر بمليار دولار أمريكي.

الأبينة المتضررة في الفترة ما بين أكتوبر/ تشرين الأول 2016 ويوليو / تموز 2017

الأبنية المتضررة 135 مبنى ( 50 في المئة أبنية عامة، 21 في المئة أبنية سكنية)

تضرر الكثير من الأبنية العامة قبل بدء المعارك بما فيها مخيم الغزاني العسكري، ومطار الموصل، وجامعة المدينة.

2-الأشهر الخمس الأول من المعارك

الأبنية المتضررة 1240 مبنى (47 في المئة أبنية سكنية)

تم استهداف بعض الطرقات والمصانع الاستراتيجية في المرحلة الأولى من المعارك. وضُربت الجسور الخمسة فوق نهر دجلة، وأقل من نصف الأبنية المتضررة هي أبنية سكنية.

الأبنية المتضررة 4356 (70 في المئة أبنية سكنية)

في الأشهر الثلاثة بين مارس/ آذار ويونيو/ حزيران من العام الحالي، تضاعف عدد الأبنية المتضررة أربعة مرات.

الأبنية المتضررة 9519 (85 في المئة أبنية سكنية)

في الأسابيع الأخيرة من المعركة تدمر أكثر من خمسة آلاف موقع. 98 في المئة من الدمار طال الأبنية السكنية خاصة في المدينة القديمة. تم تدمير المسجد النوري الكبير أيضاً.

يظهر تحليل الأمم المتحدة الابتدائي للصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، أن المساكن تعرضت لضربات عنيفة، دمرت على الأقل 8500 بناء سكني معظمها في المدينة القديمة، لكن من المؤكد أن ترتفع هذه الأرقام بعد المسح والتقييم الميداني للأضرار.

وتضرر أيضاً قرابة 130 كيلومترا من الطرقات، مئة كيلومتر منها تقع في القسم الغربي من الموصل.

وكانت طائرات التحالف قد دمرت كل الجسور فوق نهر دجلة، التي تصل شرق المدينة بغربها آملةً حينها أن يحد ذلك من قدرة الجهاديين على العبور لتعزيز مواقعهم وإمداداتهم في القسم الشرقي من الموصل.

كما تم تدمير مطار المدينة ومحطة القطار فيها وأبنية المشافي.

وتشير تقديرات مسؤولين عراقيين إلى أن 80 في المئة من المراكز الطبية في المدينة تعرض للدمار الكامل. وكانت الموصل تعد أكبر منشأة صحية في محافظة نينوى، إذ تضم عددا كبيرا من المستشفيات وكلية للطب والعديد من المختبرات.

تعرضت المدينة القديمة بشكل خاص لضربات عنيفة في الأسابيع الأخيرة من المعركة لتحرير الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.

وأُجبرت قوات التنظيم على التراجع إلى المنطقة المكتظة بعد أن قامت قوات موالية للحكومة العراقية بمحاصرتها.

ومع اشتداد حدة المعارك، أصبح معظم سكان المنطقة حبيسي منازلهم، وعندما تمكنوا من الخروج في النهاية كان الكثير منهم في حال سيئة ويعانون من سوء التغذية والجروح إضافة إلى الرضوض النفسية.

أميرة فتاة تبلغ عشرة أعوام من العمر، كانت من بين الناجين من المعركة، تعرضت لأذى في ساقيها بعد أن سقطت قذيفة هاون على منزلها وقتلت أمها.

تقول الفتاة: "أخذت أنادي أمي، وأصرخ طالبة نجدتها، لكنها لم تستجب.. لم أستطع التحرك".

خرج والد أميرة مصطحباً أخواتها وأخوها الأصغر سناً، لكن أميرة ظلت وحدها حيث سقطت لثلاثة أيام.

"لم يكن لدي طعام أو ماء، ظللت وحيدة لثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، كنت أصرخ طالبة العون من أي شخص، لكن لم يسمعني أحد. كنت أنادي ماما باستمرار، دون جواب، لم أكن أدري أنها ماتت إلى أن تم إنقاذي".

تتلقى أميرة حالياً العلاج اللازم، لكنها لا تعلم مصير أبيها وأشقائها. حالة أميرة وعائلتها ليست استثناءً، إذ تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن أكثر من 5500 منزل في المدينة القديمة قد تضررت بشكل بالغ وبعضها تدمر كليةً. وتدمر نحو 490 منزلاً في الأسابيع الأخيرة من المعارك.

دُمر معظم الأبنية في المدينة القديمة دماراً كلياً

من بين المعالم الأثرية التي تدمرت في الموصل المسجد النوري الكبير، الذي أطلق منه قائد تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي دعوة لأتباعه بالولاء والبيعة لـ"دولة الخلافة".

آثار الدمار في المسجد النوري الكبير

تبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بالمسؤولية عن تدمير المسجد، فالقوات العراقية اتهمت التنظيم بتفجير المسجد في يونيو / حزيران 2017، وبدوره اتهم التنظيم الغارات الجوية الأمريكية بتدمير المسجد، لكن لا يوجد أي دليل يدعم قصة أي من الطرفين.

المسجد النوري الكبير يوليو/ تموز 2014.

مصدر الصورة EPA Image caption جامع النوري الكبير في تموز / يوليو 2014

المسجد النوري الكبير يوليو / تموز 2017

مصدر الصورة Getty Images Image caption جامع النوري الكبير في تموز / يوليو 2017

منارة المسجد النوري "الحدباء" المائلة، التي بنيت في القرن الثاني عشر، والتي تعد من أبرز المعالم الأثرية في الموصل، ظلت صامدة لأكثر من ثمانية قرون من الغزو والاستعمار، لكنها سقطت أخيراً في 22 من يونيو / حزيران 2017.

منارة الحدباء 20 يونيو / حزيران 2017

مصدر الصورة Getty Images Image caption منارة الحدباء الشهيرة في 20 حزيران / يونيو 2017

منارة الحدباء 22 يونيو / حزيران 2017نزوح المدنيين

على الرغم من الدمار الهائل الذي حل بمعالم المدينة، تبقى المأساة الكبرى من نصيب شعب الموصل، إذ أن حصيلة الموتى غير معروفة حتى الآن.

لكن آخر تقديرات الأمم المتحدة في يناير/ كانون الثاني يشير إلى 2463 قتيلاً، غير أن منظمة العفو الدولية قالت حينها إن 5805 أشخاصٍ قتلوا في الغارات الجوية وحدها.

وفى الوقت ذاته، ذكر تقرير استخباراتي كردي، وفق صحيفة " انديبندينت " البريطانية، أن أكثر من 40 ألف شخص لقوا حتفهم.

لكن عملية البحث عن الجثث مازالت مستمرة، ومازالت الحصيلة النهائية لأعداد القتلى منوطة بنتائج عملية البحث. بالإضافة الى ذلك، غادر المدينة نحو مليون شخص، أي نصف عدد السكان ما قبل الحرب، منذ بدء هجوم الموصل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وأكثر من نصف هؤلاء النازحين هم من الأطفال وحوالي 700 ألف منهم من القسم الغربي من الموصل، وهي المنطقة الأكثر تضررا جرّاء المعركة.

وقد كانت أكبر عملية نزوح في التاريخ الحديث.

بحلول مطلع أغسطس/ آب، ما زال أكثر من 800 ألف شخص يعدون مشردين وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، أي أكثر من نصف أولئك الذين يقيمون في مخيمات أو في مواقع الطوارئ.

وقد عاد جزء من أهالي الموصل إلى المدينة، بعضهم يستأجرون في أماكن أخرى، أو يقيمون مع أصدقائهم أو أسرهم أو يعيشون في مبان تضررت من جراء الحرب.

يعيش أكثر من 440 ألف شخص في مخيمات

وحصل النزوح الأبرز من المدينة خلال الأشهر الأخيرة من الهجوم. في الأشهر الثمانية من منتصف أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي إلى منتصف يونيو/ حزيران، فرت سبعة آلاف أسرة من ديارها في الموصل، وفقا لأرقام المنظمة الدولية للهجرة.

في الشهر التالي، ارتفع هذا الرقم إلى أكثر من 125 ألف أسرة، أي ما يعادل مدينة بحجم مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية. ويبلغ العدد الآن حوالي 140 ألف شخص.

لكن الارتفاع الكبير الذي سُجل مؤخراً، يعزى بشكل جزئي إلى قيام المنظمة الدولية للهجرة بدمج أرقامها مع المجموعات المحلية بعد أن أصبحت المدينة أكثر أمنا للدخول..

مصدر الصورة Reuters Image caption صبي في أحد مخيمات النازحين

بالرغم من فرار الكثيرين خارج حدود الموصل، لم يغادر الكثيرين ممن دمرت منازلهم المدينة فعلياً. إذ نزحت أكثر من 100 ألف أسرة نزوحاً داخلياً في الموصل نفسها.

وقد تضاعف سكان شرق المدينة، وفقاً لمنظمات تتعامل مع الأمم المتحدة، فقد اختارت بعض العائلات من غرب الموصل، الانتقال مع أقاربهم أو أصدقائهم في الشرق، بدلا من الانتقال إلى معسكرات النزوح.

وكان من بين من قاموا بهذه الخطوة جمانة نجم عبد الله، مصففة شعر تبلغ من العمر 35 عاماً. هربت جمانة من القتال في الغرب وانتقلت للعيش مع أقربائها في القسم الشرقي من الموصل.

مصدر الصورة UNHCR Image caption جمانة نجم عبدالله

مُنعت جمانة، وهي سيدة مطلقة لديها أطفال، تحت حكم تنظيم لدولة الإسلامية، من مزاولة مهنتها، لكنها تمكنت من كسب بعض المال عن طريق قص الشعر في منزلها لبعض الزبائن الموثوقين. وبعد خروج المسلحين من المدينة، انتقلت جمانة إلى شقة مستأجرة وبدأت مزاولة مهنتها من جديد في صالونها الخاص للحلاقة "صالون جمانة".

تقول: "كنت أول شخص يفتتح صالوناً، شعرت بالفخر الشديد، لقد حذرني البعض من أن هذه الخطوة قد تشكل خطراً علي، كما حذروني من عواقب محتملة، ولكن لحسن الحظ لم أواجه أية مشاكل".

وتضيف جمانة أنه بعد أن دخلت ابنتها المدرسة من جديد، تعتزم الآن البقاء في شرق المدينة.

وتقول: "على الرغم من أن هذا ليس منزلي الأصلي، سأبقى هنا الآن. منزلنا السابق في غرب الموصل دمر بشكل كامل".

على عكس جمانة، اختار العديد من العائلات الفرار من المدينة للهروب من القتال. من بين تلك العائلات التي غادرت، توجهت نحو ثلاثة آلاف عائلة إلى العاصمة بغداد.

وتستضيف إربيل، التي تبعد مسافة يمكن قطعها خلال نصف ساعة بالسيارة إلى الشرق من الموصل، ألفي عائلة نازحة، في حين توجهت قرابة ألف عائلة جنوباً إلى منطقة صلاح الدين.

متى فر الناس وإلى أين توجهوا

عندما بدأت عملية استعادة الموصل في أكتوبر/ تشرين الأول، كان تنظيم الدولة الإسلامية مازال مسيطراً على مساحات واسعة من شمال العراق، لذا تمكن أولئك الذين فروا في وقت مبكر من بدء المعارك، من الوصل إلى الجنوب.

ومع اقتراب الجيش العراقي من المدينة القديمة، أصبح آمناً للعائلات أن تقطن في المدن المجاورة، مثل أربيل، والضاحية الجنوبية للموصل.

وتوَضَّح حجم الضرر كاملاً في يوليو/ تموز عندما استعيدت المدينة من قبضة التنظيم. وتبيّن أن 126 ألف أسرة نزحت خلال النزاع الذي دام تسعة أشهر، ومازال أكثر من 80 في المئة ممن نزحوا، يقطنون في الموصل أو في المدن المحيطة بها.

"هنا في الموصل، خسرنا كل شيء، وظائفنا، منازلنا، وسبل عيشنا، لكننا لم نخسر أرواحنا. الجيران مازالوا يساعدون بعضهم. إعادة إعمار مدينتنا هي أحد الطرق للعودة الحياة". إبراهيم مصطفى، أحد سكان الموصل

لكن بالنسبة للكثيرين ليست الحاجات المادية وحدها ما ينبغي العمل عليه ومعالجته في الموصل. فالمدينة ذات أغلبية سنية، ومع وجود حكومة يقودها الشيعة في بغداد، يشاع عنها أنها تفضل مصالحها الطائفية الخاصة، سيكون هناك الكثير من القضايا التي يجب التصدي لها ومعالجتها خلال عملية إعادة البناء، كالثقة والمسؤولية والتعددية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل