المحتوى الرئيسى

لغتنا الجميـلة

08/10 17:23

يؤسفني عندما أتصفح الفيس البوك فأجد شبابا في عمر الزهور قد يكونون أنهوا تعليمهم وحصلوا على مؤهلات عليا أو مازالوا في آخر مرحلة من التعليم في إحدى كليات القمة ورغم ذلك ليست لديهم القدرة على كتابة جملة سليمة البناء.

أنا هنا لا أبتغي الكمال والإعراب السليم والفاعل والمفعول أو ما إلى ذلك.. أنا فقط أطالب بجملة واضحة وسليمة تليق بشاب جامعي درس اللغة العربية (لغة القرآن) على مدار سنين عمره.. فكيف له أن تكون لغته ركيكة إلى هذا الحد.. "أنا (بضور) على حاجة (دايعة)".. والمقصود (بدور ) على حاجة (ضايعة).. (أقصيم) بالله ما (حسل).. والمقصود (أقسم) بالله ما (حصل).. (أنا مش كنت موجود).. والمقصود (أنا لم أكن موجودا) أو حتى (أنا ما كنتش موجود).

وهي مجرد أمثلة على كتابة الكلمات والمعاني بشكل خاطئ.. هذا بخلاف الفرانكو اراب.. وهو عبارة عن كتابة الكلام العربي بحروف إنجليزية في تشويه متعمد للغتنا.. ناهيك عن تدني مستوى الحوار في العامية المصرية، فأصبحنا نسمع جمل من عينة (آخر حاجة) و(على وضعك) و(خلصانة بشياكة)، وكأن هناك قاموس لغوي جديد نزل للأسواق.

المدارس عليها عامل كبير في جذب الطالب وتشجيعه وزيادة تعلقه باللغة العربية حتى لو مدرسة لغات.. فالطالب لديه مادة لغة عربية لابد من الاهتمام بها والتحفيز على إجادتها بشتى الطرق.

الأسرة عليها عامل أيضا في متابعة الابن منذ الصغر ولفت انتباهه إلى أهمية لغة دينه ووطنه.

كذلك المجتمع، كما يشترط في سوق العمل إجادة الإنجليزية أو الفرنسية، فلا بد أيضا من إعطاء اللغة العربية قيمتها، وأن تكون من شروط القبول، وألا يتم التعامل معها كتحصيل حاصل.

بصراحة أنا بعشق اللغة العربية بمفرداتها وبموسيقاها وطريقة نطقها، وكنت وأنا صغير بحب حصة العربي جدا، وبفرح قوي لما المدرس يطلب مني أقرأ الدرس بصوت عالي أمام زملائي، وبحس ساعتها بالثقة والتميز.. وكنت أشارك في قراءة الأخبار وتقديم فقرات الإذاعة المدرسية.. فمن خلال الدراسة عشقت اللغة العربية، وأذني كانت بتلفظ النطق الخاطئ والتشكيل غير السليم بمجرد السماع، دون الحاجة للإعراب، وذلك نتيجة التعود على النطق السليم وتكراره.. وعند وصولي للمرحلة الثانوية اشتركت في مسابقة إلقاء الشعر، وكان وقتها مقرر علينا قصيدة لعنترة بن شداد، وحصلت على المركز الثاني وأخدت عشرين جنيه مكافأة، وبعدها مباشرة التحقت بفريق المسرح في المدرسة، وكانت أول مسرحيه اسمها (عريس لبنت السلطان)، وكانت باللغة العربية الفصحى، وأفادني المسرح في زيادة حبي للغة العربية، ومن ثم عشقت القراءة فهي من أهم وسائل المعرفة والتعلم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل