المحتوى الرئيسى

ألمانيا- بناء "مرحاض للمسلمين" يتحول لقضية رأي عام

08/10 19:54

في الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون إلى ألمانيا صعوبات كبيرة تقف في وجه اندماجهم، كاللغة وإيجاد موطئ قدم في سوق العمل مثلاً، قرر مركز ثقافي-اجتماعي في مدينة كولونيا اسمه ".Bürgerzentrum Alte Feuerwache Köln e.V" بناء "مرحاض إسلامي" في مقره، مما أجج الرأي العام أكثر وأكثر ضد اللاجئين والمسلمين.  فقد أثار القرار ردود فعل بين استنكار ورفض شديدين واستغراب وسخرية. وبعدما نشرت صحيفة "إكسبرس" بكولونيا يوم أمس الأربعاء (التاسع من آب/أغسطس 2017) الخبر، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالنبأ واشتعلت بالتعليقات والمشاركات.

في إطار تبرير المركز لحيثيات قراره، يقول كونراد مولر من إدارة المركز في تصريح صحفي: "نحن نريد إعطاء الناس المنحدرين من البلدان المسلمة الشعور بأنهم في بلدهم". ويؤكد مولر أنه سيتم "تركيب خرطوم مياه بالمرحاض أو على الأقل وضع إبريق ماء به". ويمضي قائلاً: "ومن غير المقبول التغوط باتجاه مكة (القبلة)"، حسب ما نقل الموقع الإلكتروني لمجلة "فوكوس" الألمانية، التي وصفت تصريحه بأنه "يحمل بعض الوقاحة".

ويقول مجلس إدارة المركز في تصريح لصحيفة "بيلد" إن بناء المرحاض المذكور هو "جزء من ثقافة الترحيب". وأردف عضو آخر من مجلس الإدارة، وهو هانس-غيورغ لوتسينكيرشن، في تصريح للصحيفة: "بهذه الطريقة سيكون بوسع الألمان تعلم بعض الشيء عن الثقافات الأخرى". والمركز، الذي تأسس عام 1977، يركز على القضايا التربوية والثقافية والفنية والسياسية غير المرتبطة بحزب معين وكذلك على الأشغال اليدوية. ويضم مقر المركز مكاتب وقاعات لورش عمل وتقام فيه فعاليات من مختلف الأنواع.

حذرت منظمات ألمانية من أن المراحيض قد تمثل مشكلة ثقافية للاجئين، مشيرة إلى أنهم غير معتادين على استخدام المراحيض ذات المقعد. فيما تعكف هذه المنظمات على إعداد مذكرة توصيات حول موضوع المرافق الصحية لنزل اللاجئين. (18.11.2015)

لجأت السلطات الصينية إلى إجراء غريب من أجل الحد من السرقات المتكررة لأوراق التواليت في المراحيض العامة. وجاءت هذه الإجراءات بعد ازدياد الشكاوي من عدم توفر أوراق تواليت في المراحيض، بسبب السرقات المتكررة لها. (21.03.2017)

"نحن نقضي حاجاتنا بأسلوب خاطئ" ، بهذا الوصف أوجزت عالمة ألمانية مشكلة يعاني منها كل مستعملي المراحيض الغربية ، مؤكدة ضرورة اعتماد أسلوب القرفصاء عند قضاء الحاجة ما يسهل آليات الهضم والخروج. (21.05.2015)

يقول المكلف بقضايا "الحوار والكنيسة" في "المجلس المركزي للمسلمين"، أحمد عويمر، في تصريح خاص بـDW عربية إن الخطوة تأتي "انسجاماً مع سياسات الكثير من المراكز الثقافية والاجتماعية، التي تضع في بالها على الدوام إعطاء الناس من مختلف الخلفيات فرصةً للتواصل واحترام خصوصياتهم وثقافاتهم".

ويرى عويمر أن التفكير في الآخر "شيئاً إيجابياً" بحد ذاته، ويخلص إلى أن مبدأ التفكير ذلك "صائب". غير أن المكلف بقضايا "الحوار والكنيسة" في المجلس المركزي للمسلمين يعود ويستدرك أن قضية المرحاض ليست من "الضرورات الملحة ولا من الأولويات وفيها تقزيم لقضايا المسلمين"، وبالتالي فهي "لا تستحق كل هذه الإثارة"؛ إذ إن هناك قضايا أكبر تتطلب منا جميعاً "تكاتف الجهود".

وسألناه عن أمثلة لتلك الأولويات، فأجاب: "تعليم مئات آلاف من اللاجئين اللغة الألمانية وتدريبهم وتأهيلهم مهنياً، زرع وتكريس ثقافة الاحترام المتبادل". ويرى عويمر في تناول وسائل الإعلام الألمانية للقضية دليلاً على "عدم الاحترام، وفيه للأسف أيضاً بعض من العنصرية". ويدعم المركز المذكور قضايا الأقليات والمهاجرين وحقوق الإنسان والتعددية الثقافية.

كتبت صحيفة "بيلد" عنواناً يقول: "ولاية ألمانية تمول بناء مرحاض للمسلمين يراعي خصوصيتهم الثقافية". ويستنتج عويمر من النقاش المستعر في المجال العام الألماني حول المسألة و"تحويل قضية مرحاض لا يكلف مئة يورو إلى قضية كبرى في الإعلام أن جزءً من المجتمع، وليس كل المجتمع، واقع في مرض الإسلاموفوبيا"، ويضيف مستغرباً: "مجرد مرحاض صغير يثير كل هذا الضجة. ماذا لو بني مسجدٌ أو أشياء أكبر من ذلك للمسلمين، ماذا هم صانعون!".

والجدير ذكره أن مجلس مدينة كولونيا وافق في تموز/ يوليو الماضي على تكلفة صيانة أحد صالات المركز بقيمة بلغت 1.2 مليون يورو. وحسب الخطة تكلف عملية بناء المرحاض "الإسلامي" في الصالة 100 يورو إضافية. ويضم المركز ستة أبنية ضخمة يتوسطها فناء تبلغ مساحته 2500 متر مربع. وتقام في المركز أنشطة لدعم اللاجئين، فهو به مقهى ثقافي وينظم دورات تعليمية وأمسيات طبخ مشتركة وغيرها. وبخطوته تلك يريد المركز إظهار "انفتاحه" على المسلمين.

وجد بعض الفاعلين السياسيين في قضية المرحاض فرصة "لا تعوض" لرفع أسهمهم ورصيدهم في الشارع الألماني قبيل الانتخابات التشريعية العامة المزمع إجراؤها في الرابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول المقبل. إحدى المرشحات من ولاية هيسن على قائمة "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي،  غردت متهكمة على تويتر: "بعد قضية تبول المرأة وهي واقفة، الآن تخرج علينا قضية مرحاض للمسلمين...يبدو أنه ليس لدينا مشاكل أخري في بلدنا".

مرشح آخر لمجلس النواب الألماني (بوندستاغ) عن "حزب البديل" أيضاً، غرد ساخراً من عبارة هانس-غيورغ لوتسينكيرشن: "بهذه الطريقة سيكون بوسع الألمان تعلم بعض الشيء عن الثقافات الأخرى".

مغرد آخر كتب: "عندما يتم تسويق حفرة التغوط على أنها تقدم، فأنت في ألمانيا ميركل".

سألنا المكلف بقضايا "الحوار والكنيسة" في "المجلس المركزي للمسلمين"، أحمد عويمر، عن رأيه بهذه النقطة تحديداً، فأجاب: "ربما تريد بعض الجهات، المنطلقة من خلفية إسلاموفوبية، توظيف ذلك انتخابياً. هذا الأمر وارد. لكني لا أعتقد أن الأحزاب الديمقراطية قد تقوم بذلك، وأتمنى ألا تقع في ذلك المطب".

من 7 مليار شخص حول العالم، يعاني 2.5 مليار شخص من عدم وجود خصوصية حيث يضطرون لقضاء حاجتهم في الخلاء، و هو ما دفع الأمم المتحدة إلى الإسراع لحل تلك الأزمة العالمية. خاصة بعد حوادث أشارت إلى أن كثير من النساء يتعرضن لخطر الإغتصاب نتيجة عدم وجود خصوصية أثناء قضاء حاجتهم. ومن هنا جاء يوم المرحاض العالمي الذي يحتفى به العالم في الـ19 من نوفمبر كل عام.

يعاني كثيرون من مخاطر قضاء الحاجة في العراء وأكثر من يعانون في الوقت الحاضر هم اللاجئون من دول الشرق الأوسط و إفريقيا في طريقهم إلى أوروبا. خاصة النساء اللاتي يعانين الأمرين أثناء فترة الحيض من انعدام النظافة الشخصية وهو ما يتسبب في ظهور أمراض عدة، أقلها الحساسية الجلدية. مما دفع منظمات خيرية لتنظيم مبادرات لإمداد النساء بمستلزمات خاصة والتأكد من توفر حمامات توفر مساحة خصوصية لاستخدامها.

اليابان هي إحدى الدول المهووسة بصناعة التواليت وتطويرها وتزويدها بوسائل الراحة والرفاهية. وتسعى لأن يكون ذلك جزءا من ثقافتها وعلامة مميزة لها، لذا تم بناء متحف للمراحيض تكلف 60 مليون دولار. الولايات المتحدة أيضا تنافس بقوة في ذلك الهوس ففي متحف غوغنهايم في مانهاتن نيويورك تجد هذا المرحاض الذهبي من عيار 18 قيراط. وهو أيضا عمل فني للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتلين .

على الرغم من أنك بالكاد تجد حماما نظيفا في الأماكن العامة بمصر، إلا أن الحمامات ارتبطت بكشف فساد بعض المسؤوليين، أحدها ذلك الحمام الفاره لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي الذي تم اكتشافه في مكتبه بعد ثورة يناير 2011. و آخر كان لمكتب رئيس تحرير جريدة قومية مصرية بناه داخل مكتبه من أموال مؤسسته بمساحة 50 مترا مربعا.

تستخدم علامة للرجال أو للنساء على أبواب الحمامات كوسيلة للتعبير عن اختلاف الجنس، و ثارت موجة عالمية مؤخرا بالمطالبة بحمامات محايدة جنسيا للأخذ في الاعتبار مثليي الجنس والمتحولين جنسيا. وبدأت في تنفيذها الولايات المتحدة الصورة تعبر عن رفضهم للتمييز باللون أو العلامات بين الأجناس.

البعض استخدم الحمامات كوسيلة تعبير عن النفس، فاستخدموا تلك المساحة الحميمة في الكتابة على الجدران. والرسم ووضع الملصقات بل وأحيانا إرسال الرسائل السرية. و آخرون صنعوا مراحيض بأشكال غريبة كتلك التي على شكل شفاه كما استخدمته الفنانة فرنسية الأصل مارسيل دوشامب، في عملها الفني الشهير نافورة، والمعروض في متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل