المحتوى الرئيسى

ماذا لو أصبح القارئ رئيساً للتحرير؟! | المصري اليوم

08/10 02:36

- قال لى أشهر قارئ صحف: عندما سأكون رئيساً لتحرير صحيفة قومية سوف أعطى القارئ الإحساس بأنها مملوكة له وليست لرئيس التحرير.. سوف أنتهج نفس السياسة التى ينتهجها وقتها زميلى رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم»، الكاتب الكبير محمد السيد صالح.. فلن أرتدى جلباب عبده مشتاق وأنشر صورتى مع مقال على صدر الصفحة الأولى.. سأكتفى بنشر إشارة فيها للمقال، ثم أنشره فى صفحة داخلية، عملاً بنظرية السيد صالح أن القارئ لن يتوه عن القلم الذى يحب أن يقرأ له.

- ويقول قارئى رئيس التحرير: سأحاول أن أكسب محبة القرَّاء ولن أشغلهم بمقالاتى أو صورى، سواء كنت داخل مصر أو خارجها.. سأركِّز على القضايا التى تهم القارئ، ومن وقت لآخر سوف أجرى استطلاعاً للرأى لمعرفة رأى القرَّاء فى التجديد والتطوير.

- سيكون أول عمل أيضاً.. أننى سوف أعيد تقييم المستوى المهنى لجميع العاملين فى التحرير بتصنيف الكفاءات بينهم؛ فالذين يحصلون على تقدير ممتاز هم الذين يستحقون الانضمام إلى مجلس تحرير الصحيفة الذى يضع السياسة والتخطيط، وقد يكون عملى معهم استشارياً لكى أفسح المجال أمام الكفاءات منهم لإدارة مطبخ التحرير.. سأعمل على تصعيد الكفاءات وأستثمر فيهم إمكانياتى كرئيس تحرير لأُعِدَّهم لتولى المسؤولية من بعدى.. وأنا على ثقة أن من بين هذا النبت الطيب من شباب الصحفيين كفاءات تصلح لتولى مواقع قيادية تؤهلها لرئاسة التحرير، وهذا هو واجبى.

- العمل الثانى: أن أستفيد من شيوخ المهنة الذين خرجوا على المعاش فى تنظيم دورات تدريبية للعاملين، يستفيدون من تجارب شيوخ المهنة، سواء كانت الحوارات فى التحقيق الصحفى أو الخبر أو كتابة المقال.

- العمل الثالث: سوف ألغى فكرة الملاحق وأكتفى بإصدار واحد يمثل الصحيفة مع إعادة النظر فى كل ما يُنشر من رغى وحواديت وحكايات القهاوى.. وهذا ما فعله الصحفى النابغة عمرو الخياط الذى تسلَّم صحيفة «أخبار اليوم الأسبوعية» وهى تبحث عن اسمها واستطاع أن يأخذ بيدها ويحقق مكسباً كبيراً فى الأسبوع الأول له كرئيس للتحرير بإضافة ٢٨ ألفاً من القرَّاء.

- العمل الرابع: الارتقاء بعمل سكرتارية التحرير؛ لأضمن إخراجاً متطوراً، ولا يمنع أن ألحق الكفاءات منهم بدورات تدريبية حتى لو كلفنى هذا قراراً بإلحاقهم فى دورات خارجية فى أوروبا.. على الأقل يخرجون للدنيا ويبدعون فيما درسوه.

- العمل الخامس: الاهتمام بالأقسام الإخبارية وإعادة توزيع الوزارات على المحررين حسب كفاءة كل محرر، لابد من إحداث ثورة فى هذه الأقسام بحيث لا يبقى المحرر أكثر من عامين فى الوزارة وينتقل إلى وزارة أخرى، بهذا التغيير لا يبقى المحرر محسوباً على مكان واحد؛ لأن تجديد الرؤية مطلوب.

- نأتى لصفحات الرأى؛ فقد أعجبتنى مقولة للابن الزميل الأستاذ خالد ميرى، رئيس تحرير الأخبار، وهو يقول لى: لو وُفِّقت فى كاتب رأى.. مقالاته تحقق شعبية بين القرَّاء لأعطيته مكانى فى مساحة الرأى.. من هذه المقولة فهمت أن خالد ميرى كرئيس تحرير صحيفة يومية لها وزنها يهمه أن يقصر صفحات الرأى على الكُتَّاب الذين يتمتعون بأسلوب يجذب القرَّاء إليهم، ويهمه أن يكشف عن المواهب الشابة بين محرريه.

- كلمة حق أقولها فى نهاية المقال: إن أول من فتح طاقة النور على المحررين الشبان كان زميلنا الأستاذ ممتاز القط، يوم أن تولى رئاسة تحرير «أخبار اليوم»، فكان أول رئيس تحرير يعطى فرصاً بالجملة للنبت الطيب وينشر مقالاً لكل منهم بصورته أسبوعياً ليكتسبوا خبرة الكتابة، وعلى يديه لمعت أسماء.. وقد نقلت عنه الصحف هذا التقليد، وكانت صحيفة «الأخبار» فى مقدمتها، حيث أعطت لمحرريها الشبان نفس الفرص التى أعطاها «القط» لمحرريه.. وللأسف بقى التقليد وضحَّينا بصاحبه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل