المحتوى الرئيسى

ماذا يفعل زينى فى الخليج؟

08/09 21:27

مساء الإثنين الماضى وصل مبعوثان أمريكيان إلى الكويت فى إطار جولة تشمل معظم بلدان الخليج، وربما يزوران القاهرة.

وطبقا لمسئول فى وزارة الخارجية الأمريكية فإن هدف الجولة هو المساعدة فى حل الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر، المستمرة منذ ٥ يونيو الماضى.

المبعوثان هما تيموثى ليندر كينج نائب مساعد وزير الخارجية لشئون الخليج، والثانى هو الجنرال المتقاعد أنتونى زينى.

ما لفت نظرى هو وجود زينى كمبعوث رسمى، على الرغم من أنه لا يشغل أى منصب رسمى فى الإدارة الأمريكية.

زينى من مواليد عام ١٩٤٣، ومعروف جيدا فى المنطقة خصوصا الخليج، حيث عمل قائدا للقيادة المركزية الأمريكية فى الشرق الأوسط لفترة طويلة حتى عام ١٩٩٤، ويرتبط بعلاقات جيدة مع غالبية قادة المنطقة والأسر الحاكمة هناك. ثم عمل مبعوثا أمريكيا خاصا إلى إسرائيل وفلسطين خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش فى ٢٠٠٢، لكن مهمته فشلت تماما مثل غيرها من مهمات الآخرين، بسبب تعنت المحتل الإسرائيلى.

المتتبع لمسيرة زينى الوظيفية قد يصاب بالقلق من ظهوره الآن وسيطا فى أزمة الخليج الراهنة. الرجل وبعد فشله فى إقناع إسرائيل بإنجاز تسوية فى فلسطين، ترك السياسة وتفرغ لتجارة السلاح. فى الفترة من ٢٠٠٩ وحتى ٢٠١٢ عمل رئيسا لشركة «بى آى إيه سيستمز» وهى ثالث أكبر متعاقد دفاعى فى العالم. أما الآن فهو يشغل منصب رئيس شركة «سبكترام جروب» وهى شركة وظيفتها الأساسية إقناع الحكومة الأمريكية أو الضغط عليها نيابة عن شركات الأسلحة سواء فى داخل أمريكا أو خارجها. هى لوبى مهمته الضغط نيابة عن شركات صناعة الأسلحة. زينى يعمل أيضا كأحد كبار المستشارين بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، وعضو فى مجلس العلاقات الخارجية.

وجود زينى فى المنطقة الآن وسيطا لكى يساعد فى حل الأزمة الخليجية، يثير هلع بعض أبناء المنطقة الذين لا يثقون كثيرا فى النوايا الأمريكية تجاه الأمة العربية بصفة عامة.

لا أقول ذلك انطلاقا من نظرية المؤامرة، ولكن حتى نكون على بينة من جميع السيناريوهات المطروحة، وأهمها على الإطلاق الطريقة التى تنظر بها واشنطن للأزمة وأيهما أفضل للمصالح الأمريكية: أن يتم حل الأزمة أم زيادة تعقيدها؟!. 

لا أستطيع أن أجزم بإجابة حاسمة، لكن التأمل السريع فى الموقف الأمريكى منذ بداية الأزمة قد يعطينا بعض المؤشرات، خصوصا أن التسريبات الخليجية تقول إن المبعوثين الأمريكيين لا يحملان جديدا.

ثم علينا أن نتذكر أن أكبر قاعدة عسكرية خارج الأراضى الأمريكية موجودة فى منطقة العيديد القطرية وقاعدة أصغر فى السيلية. والعلاقات الأمريكية مع قطر «سمن على عسل» منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده فى ٢٧ يونيو ١٩٩٥. وعندما بدأت الأزمة فى ٥ يونيو الماضى، فإنه كان ملحوظا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب غرد كثيرا موجها انتقادات كثيرة للدوحة واتهمها عمليا بدعم الإرهاب، وطالبها بالتوقف عن ذلك.

لكن الموقف الفعلى على الأرض هو أن السياسة الأمريكية كانت أكثر دعما وتفهما للموقف القطرى. كلام ترامب الشديد ضد قطر، انتهى بحصوله على وعود بمئات المليارات من الدولارات من السعودية فى شكل صفقات عسكرية واقتصادية. لكن بعد ذلك بأسبوع وبعد كلام وزارة الدفاع «اللين» عن قطر حصلت على صفقة عسكرية بقيمة ١٢ مليار دولار، إضافة إلى مبلغ مماثل تقريبا للاستثمار فى مشروعات بنية أساسية داخل أمريكا. كل ذلك مقابل بضعة تصريحات من وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون تارة ووزير الدفاع جون ماتيس تارة أخرى.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل