المحتوى الرئيسى

محمد مصطفى أبو شامة يكتب: «الإسقاط المتعامد» ردًّا على «وحيد حامد» - E3lam.Org

08/09 20:59

شاركها Facebook Twitter Google +

طَرَحَ الكاتب الكبير وحيد حامد سؤالاً خطيرًا، جعله عنوانًا لمقاله المنشور بصحيفة المصري اليوم قبل أيام، الذي شنَّ فيه هجومًا على مشروع «أكشاك الفتوى» في مترو الأنفاق، مزج فيه بين النقد والسخرية مع قدر (لا بأس به) من المبالغة، استَهَلَّه بالعنوان: «هل ستكون دولة دينية؟»، وأكمله بـ«المتن» الذي عَرَّضَ فيه بالمشروع ونَعَتَه قائلاً: «إن هذه البدعة تحمل إهانة للدين نفسه وتستخفُّ به وتتعامل معه على أنه مجرد بضاعة».

وعندما شرعتُ في الإجابة عن سؤال أستاذي الغالي (مَتَّعَه الله بالصحة والعافية)، تذكرتُ «طريقة مونج» في «الإسقاط المتعامد» التي تعلَّمتُها في مادة «الهندسة الوصفية» إبان دراستي في قسم عمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، مطلع التسعينات من القرن الماضي، قبل أن ينحرف طريقي إلى كلية الإعلام في الجامعة ذاتها، لأتخرج في قسم الصحافة، ويتبدل حالي من «معماري» يهوى الصحافة إلى «جورنالجي» عاشق للعمارة.

وطريقة مونج تعتمد على الإسقاطات المتعامدة للجسم على مستويين متعامدين، أحدهما أفقي والآخر رأسي، وبعد أن تتم عمليات الإسقاط يتم دوران المستوى الرأسي حول خط الأرض، وبعكس عقارب الساعة، لجَعْلِه يتطابق مع المستوى الأفقي، وتهدف هذه العملية إلى تسهيل قراءة وكتابة الرسم. كما أن وضع الإسقاط المتعامد يرسم خريطة لأيِّ شكل هندسي ويجعله في حالة تقابُل، تصطفُّ فيه النقاط على خطوط مشتركة في نقطة واحدة تُسمَّى مركز التقابل.

وإذا أخضعنا سؤالَ وحيد حامد لهذه الطريقة الهندسية، فسنصل إلى أن «مركز التقابل» في فِكْر كاتبنا الكبير هو «فوبيا» الدولة الدينية، التي ربما تكون هي ما دَفَعَتْه لكتابة مسلسله الشهير «الجماعة»، الذي قَدَّم فيه قصة جماعة الإخوان، أشهر جماعة دينية في تاريخ مصر(بحيادية تُحسَب له)، والذي تسبَّبَ دون قصدٍ منه في الترويج لهم ومنحهم مزيدًا من الشهرة والتأثير في نُفُوس المصريين، كما مَهَّدَ الجزء الأوَّلِ من المسلسل الطريق لقيام دولَتِهِم الدينية التي كادَتْ تختَطِفُ مصر عقب ثورة يناير 2011، قبل أن يستعيدَها الجيش في 30 يونيو 2013.

وتأثيرُ مسلسلِ «الجماعة» يجب أن تُخضِعَه الدولة للبحث من خلال مراكز دراسات اجتماعية متخصصة، لتدرك حجم التأثير لصالح «الإخوان»، لا سيما عَقِب عرض الجزء الثاني من المسلسل في رمضان الماضي، الذي أعاد فيه حامد الروح إلى أفكار سيد قطب المتطرِّفَة، التي هبَّتْ من مَرقَدِها واستعادت طريقها إلى وجدان كثير من المسلمين، وهو ما جعل الجماعة تنشط من جديد، وهو ما اعترف به وحيد حامد صراحة في مقالِهِ: «عادت جماعة الإخوان إلى فرض وُجودِها في الشارع المصري من خلال الملصَقات على زجاج السيارات ونَشْرِ شعاراتها في الزوايا والمساجد الصغيرة، ونَشَطَ دُعاتُها من جديد، ويتمُّ تسجيل الأهداف من خلال هذا التسلُّلِ الظاهر للجميع».

سبق أن كَتَبْتُ عن مشروع «الكشك» في مقال سابق: «أعتقد أن (المشروع) تجربة واجتهادٌ محمودٌ من مجمع البحوث التابع للأزهر، ويؤجَر عليه، مثلُه كمثلِ المجتهد في أمور الدين سواء أخطأ أو أصاب، وأتمَنَّى فقط من المعترضين أن يجربوا بأنفسهم ويزوروا (الكشك)، وألا يكتفوا بالمبالغة في خطورته على الدين وقُدُسِيَّتِه وعلى الدولة ومدنيَّتِها».

وأؤكد لكاتبنا الكبير أن خروج المشايخ من مكاتبهم ومساجدهم إلى كل ربوع مصر وشوارعها، لنَشْرِ صحيح الدين في مشاريعَ تُجدِّد فكر الأمة وتنير عقول بسطاء المسلمين التي أظلمها فكرُ «الجماعة» وإرهابُها، لا يقلُّ عن دور الشرطة والجيش في حماية الوطن.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل