المحتوى الرئيسى

رياضة 24 | زيدان.. كل شيء في كرة القدم على مقعد واحد

08/09 18:52

ما الذي يحتاجه أي مدرب ليكون مدرب من الطراز الأول ؟ قد تكون إجابة هذا السؤال في الفترة الأخيرة اسم واحد فقط، هو زين الدين زيدان، أسطورة الكرة الفرنسية، و المدير الفني الحالي لفريق ريال مدريد الإسباني.

زيدان المدرب، جمع كل ما يحتاجه أي مدير فني في عالم كرة القدم ليصبح علامة فارقة في عالم التدريب، وقد تكون ميزة واحدة فقط كافية لرفع أي مدرب لعنان السماء، كونه مدربًا كبيرًا يستحق تدريب الفرق الكبرى، إلا أن زيدان جمعها كلها في رجل واحد، بعضها جاء كمنحة من الله، والبعض الأخر، جاء بفضل مثابرة  ورغبة العارمة في التطور، ليقدم النجم الفرنسي نفسه كأسطورة على الدكة، مثلما كان من قبل داخل حدود المستطيل الأخضر.

"رياضة 24" يرصد العوامل التي يتمناها أي مدرب في عالم كرة القدم والتي اجتمعت في النجم الفرنسي ..

- القدرة على إقناع اللاعبين والسيطرة على غرف الملابس

زين الدين زيدان، يبدو الإسم كافيًا لإثارة الرهبة في نفوس اللاعبين، فمهما بلغت نجوميتك تبقى أمام أسطورة حية بكل المقاييس، تاريخ زيدان الكبير كلاعب فذ، ونجاحاته اللامحدودة في كل مكان ذهب إليه، سواء يوفنتوس الإيطالي، أو ريال مدريد الإسباني، أو المنتخب الفرنسي، جعلت نظرة واحدة منه كفيلة لكي يقتنع أي لاعب بما يقوله المدرب "الجديد" نسبيًا على عالم التدريب.

شخصية زيدان وتاريخه الكبير، إعتياده على "شارة" القيادة، مكنته من السيطرة على غرفة ملابس معقدة مثل غرفة ملابس ريال مدريد، والتي أطاحت بالعديد من المدربين ومن كل الأنواع، القوي مثل مورينيو، والأكاديمي "الباهت" مثل بينيتيز، كل هؤلاء سقطوا في اختبار قوة غرفة ملابس ريال مدريد، إلا أن زيدان نجح في أن يكون "مقنعًا" للاعبين، وبالتالي "مسيطرًا" على المجموعة.

- دعم الإدارة وفرض الشخصية :

من أهم مميزات أي مدير فني ناجح، أن يتمكن من الحصول على دعم الإدارة، وفرض شخصيته عليها، وهو ما قد يعيب العديد من المدربين الكبار، أمثال ماسيمليانو أليجري، المدير الفني ليوفنتوس، الذي يعاني من ضعف شخصيته أمام الإدارة، وهو ما وضح في ميلان ويوفنتوس، وهو ما عانى منه كارلو أنشيلوتي نفسه مع ميلان من قبل في عهد بيرلسكوني، وحتى رافا بينيتيز في ريال مدريد.

زيدان تمكن من فرض شخصيته على إدارة مدريد "الصعبة"، وزاد على ذلك الدعم اللامحدود من فلورينتينو بيريز، ليمسك زيدان خيطًا جديدًا من خيوط النجاح.

- التدرج والتعلم الصحيح :

كما قلنا سابقًا، اسم زيدان يكفي لكي يفتح له أي باب في عالم كرة القدم، إلا أن زيدان الذي يعرف كرة القدم كما لم يعرفها أحد، لم يقع في فخ أبناء جيله، سيدورف وإنزاجي وغيرهما، تدرج في مناصب التدريب، فعمل في إدارة الكشافة في ريال مدريد كمستشار فني، ثم مساعدًا لمدرب كبير مثل كارلو أنشيلوتي، ثم مدربًا لفريق الشباب في ريال مدريد، ليتدرج السلم خطوة خطوة، قبل أن ينال صفة الرجل الأول في الفريق الملكي.

- الرؤية الفنية والقدرة على اختيار المواهب :

قبل نحو ست سنوات كاملة، كان زيدان مجرد مستشار فني لريال مدريد، نصح إدارة النادي بالتعاقد مع لاعب فرنسي شاب يلعب في مركز قلب الدفاع، اسمه رافائيل فاران يبلغ من العمر 16 عامًا فقط، منذ هذه اللحظة، وضح أن زيدان لديه القدرة على اختيار المواهب، بعد أن اثبت فاران، الذي بات يبلغ من العمر 22 عامًا فقط، أحد أعمدة الفريق حتى قبل أن يأتي زيدان على رأس الجهاز الفني، ويمتلك اللاعب 3 بطولات لدوري الأبطال.

قدرة زيدان على اختيار المواهب مكنته من التنقيب في قطاع الناشئين في النادي الملكي، زيدان استغل جديًا تدهور برشلونة ليعيد اسم "الكاستيا" مجددًا للواجهة بأسماء مثل لوكاس فاسكيز وماركو إسينسيو وإصراره على التعاقد مع داني سيبايوس، كل هذه الأسماء تؤكد أن زيدان من المدربين الذين يجيدون اختيار المواهب، لن يحتاج لفريق كشافة كبير، ولن يعتمد على "الوجبات" الجاهزة، فهو من طينة الكبار الذين يصنعون  ولا يشترون، وما ساعده على هذا عمله في قطاع الناشئين بالنادي الملكي، لتصب نقطة في مصلحة أخرى، التدرج في العمل، أثقل موهبة الاختيار.

زيدان، من المدربين الذين يتميزون بما يطلق عليه في عالم كرة القدم "المرونة التكتيكية"، والمقصود ليس فقط تنويع طرق اللعب، ولكن تنويع مهام اللاعب الوحد.

زيدان الذي بدأ بطريقة (4 – 2 – 3 – 1)، خاض عدد من المباريات بطريقة (4 – 3 – 3 ) قبل أن يعيد اكتشاف نجم كبير اسمه فرانسيسكو إيسكو، ليغير الطريقة إلى (4 – 3 -1 -2)، كل هذه الطرق جعلته يغير مركز أكثر من لاعب، مثل إيسكو الذي وضعه من الجناح للعمق، مودريتش وكروس، من قلبي وسط إلى "box to box"، جاريث بيل من جناح لمهاجم ثان – أمام مانشستر يونايتد في السوبر-  إسينسيو من مهاجم صريح لجناح.

كل هذه نجاحات كبيرة لمدرب مرن، يمكنه مفاجأة الخصم في كل لحظة، فالأمر لا يتعلق بالاسماء، بل يتعلق بالواجبات.

من أهم مميزات المدرب "الكبير" هي تطوير أداء اللاعبين الذين يمتلكهم، فرديًا وجماعيًا، ولا يوجد مثال حي أكثر من ريال مدريد تحت قيادة زيدان، الثنائي داني كارفاخال، مارسيلو على الطرفين، قلب الوسط المدافع كاسيميرو، كريستيانو رونالدو نفسه في تطوير أدائه الجماعي وقدرته على توزيع الجهد على مدار الموسم، كل هذا يصب في مصلحة زيدان المدرب الكبير.

"طوال الإسبوع الماضي درسنا يوفنتوس، هو فريق لا يقهر من الهجمات المنظمة، نقطة ضعفه الوحيدة هي الهجمات المرتدة، وهذا ما قمنا به".

الجملة السابقة كانت على لسان لوكا مودريتش لاعب وسط ريال مدريد عقب التتويج بدوري الأبطال للمرة الثانثة على التوالي، بفوز تاريخي على يوفنتوس برباعية مقابل هدف، في مباراة حضر فيها ريال مدريد بمفرده في الشوط الثاني.

الجملة تلخص أن زيدان لا يخوض المباريات معتمدًا على فريقه فقط، هو مدرب يدرس الخصوم ويقرأهم جيدًا، ومن ثم يعلم كيف "يضرب".

الكل تسائل، كيف اهتزت شباك يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا بالكامل بثلاث أهداف فقط، وفي النهائي نال أربعة، الإجابة أن زيدان يعلم جيدًا ما يفعل.

كل ما سبق، هي مجموعة من نقاط القوة في عدد كبير من المدربين، يبدو أنها اجتمعت في مدرب واحد، يصنع التاريخ، زين الدين زيدان، منذ بدايته الرسمية كمدير فني لريال مدريد في الرابع من يناير 2016، خلال 19 شهرا فقط، خاض 8 بطولات، نال 6 منها، بطولتين لدوري الأبطال، بطولتين للسوبر الأوروبي، بطولة لكأس العالم للأندية وأخرى للدوري الإسباني، مسيرة ذهبية، من مدرب جمع كل مميزات المدربين، في رجل واحد على مقعد واحد.

راموس: عرفنا كيفية التعامل مع المباراة وزيدان كلمة السر

#السوبر_الأوروبي| مورينيو يُشيد بـ"زيدان".. ومواجهة ريال مدريد "الصعبة"

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل