المحتوى الرئيسى

دميتري شوستاكوفيتش: سلاحي كان الموسيقى

08/09 18:43

بدأ شوستاكوفيتش كتابة سيمفونيته السابعة "لينينغراد" في الأسابيع الأولى من الحرب العالمية الثانية، وأنهى الحركة الختامية منها وتحضيرها للعزف في ديسمبر 1941.

في مثل هذا اليوم 9 أغسطس من العام 1942 وفي مدينة لينينغراد المحاصرة (استمر الحصار 872 يوما من سبتمبر 1941 وحتى يناير 1944 وراح ضحيته ما يقرب من 650 ألف مدني مات الغالبية العظمى منهم جوعا) عزفت للمرة الأولى السيمفونية السابعة للمؤلف السوفيتي دميتري شوستاكوفيتش 1906-1975والتي عنونها بـ “لينينغراد”، قام بالعزف آنذاك أوركسترا مكون ممن تبقى على قيد الحياة من الموسيقيين في لينينغراد بقيادة قائد أوركسترا الإذاعة كارل إيلياسبيرغ.

لقد ألهمت هذه السيمفونية جمهور المستمعين في فيلارمونيا لينينغراد آنذاك، بدت موسيقى شوستاكوفيتش في سنوات الحرب تلك وكأنها تحمل نبوءة "النصر القادم على الفاشية" وفقا لكلمات عازف الكمان وقائد الأوركسترا الشهير دافيد أويستراخ، بل وأصبح هذا العمل رمزا لحصار لينينغراد.

شارك دميتري شوستاكوفيتش شأنه شأن جميع سكان مدينة لينينغراد في الدفاع عن المدينة من خلال القيام بمناوبات على أسطح المنازل وبناء مصدات للدبابات، كما عمل عاملا متطوعا للإطفاء (حيث نشرت صورته بزي الأطفال على غلاف مجلة التايمز 20 يوليو 1942)، وعلى الرغم من ذلك وجد المؤلف الموسيقى وقتا يخصصه للإبداع.

تسليم جائزة دميتري شوستاكوفيتش الى الملحن وقائد الاوركسترا الصيني تان دونغ

بدأ شوستاكوفيتش كتابة السيمفونية في الأسابيع الأولى من الحرب العالمية الثانية، وأنهى الحركة الختامية منها وتحضيرها للعزف في ديسمبر 1941. في فبراير 1942 نشر الكاتب أليكسي تولستوي مقالا في جريدة "البرافدا" حول بداية بروفات الأوركسترا تحضيرا لعزف السيمفونية كتب فيه:

"السيمفونية السابعة لدميتري شوستاكوفيتش هي صوت ضمير الشعب الروسي، الذي أخذ على عاتقه بلا تردد مسؤولية الصراع المميت مع قوى الظلام. كتبت هذه السيمفونية في لينينغراد، وتوسعت لتبلغ آفاق الفن العالمي الذي يفهمه الجميع في كل أنحاء العالم، ذلك أنها تحكي عن حقيقة الإنسان ومعاناته وصراعه غير المسبوق مع قوى الدمار. السيمفونية شفافة على الرغم من صعوبتها، صارمة، شاعرية بفحولة، وتطير نحو المستقبل، لتتنبأ بعتبات النصر الإنساني على الوحشية".

غلاف مجلة التايمز 20 يوليو 1942

يتذكر دميتري شوستاكوفيتش: "كنت أطالع مدينتي الحبيبة بألم وفخر. كانت تندلع فيها النيران، وترزح تحت وطأة الحرب، وتعاني ألما عميقا لمحارب صنديد. كانت المدينة في الوقت ذاته رائعة في كبريائها الشامخ. كيف لك أن تقاوم حب مدينة كهذه بناها بطرس الأكبر؟ كيف تقاوم رغبتك في أن تحكي للعالم عن مجدها وعن صمود أبنائها في الدفاع عنها…لقد كان سلاحي هو الموسيقى".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل