المحتوى الرئيسى

"لمّ الشمل".. حلم بعيد المنال للاجئين سوريين في اليونان: ضقنا ذرعا

08/09 14:52

ينظر أطفال سوريون، بحزن إلى صورة والدتهم التي تعيش في هامبورج، وينتظرون حالهم حال مئات اللاجئين العالقين في اليونان، لم شمل عائلاتهم في ألمانيا.

وتتراوح أعمار هؤلاء الأشقاء والشقيقات الأربعة المتحدرين من حلب، بين 4 أعوام و15 عاما، لم يروا والدتهم منذ نهاية ديسمبر، عندما حصلت على إذن لزيارتهم لبضعة أيام. ونظرا للوتيرة التي تجري فيها عمليات لم الشمل العائلي، قد يدوم انتظارهم أشهرا عدة قبل ملاقاتها على الأراضي الألمانية.

ويروي رب العائلة عوني مصطفى، الذي كان يعمل في التجارة ودهن المباني: "قررنا أن ترحل هي أولا، لأنني قادر أكثر منها على تأمين حماية العائلة".

ووصلت الأم إلى ألمانيا في يونيو 2015، مع أول دفعة من اللاجئين الذي تخطى عددهم المليون، والذين انتقلوا من دون عقبات تذكر من اليونان إلى شمال أوروبا، بين 2015 ومطلع 2016، هربا من النزاعات الدائرة في سوريا والعراق وأفغانستان. لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة لبقية أفراد العائلة الذين وصلوا إلى اليونان بعد إغلاق الحدود.

يقول عوني الكردي الأصل الذي بلغ عقده الخامس: "أنا وحدي مع الأطفال في اليونان منذ 18 شهرا"، مقرا والدموع تملأ عينيه: "ضقت ذرعا بالأمر".

وانتقلت العائلة مؤخرا إلى شقة في كيلكيس بشمال اليونان، استأجرتها لهم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وارتاح عوني بعد أن غادر المخيم البائس خارج المدينة، وهو لا ينكر فضل سكان كيلكيس الذين يمدونهم بالعون بما أتيح من سبل، لكن القلق يعتريه عندما يفكر في أولاده. يقول: "هم بحاجة إلى والدتهم، الهاتف الخلوي هو السبيل الوحيد للتواصل معها عبر الفيديو".

ويحق لطالبي اللجوء السعي إلى جمع شمل عائلتهم القريبة، التي يحظى أحد أفرادها بحماية دولية ضمن الاتحاد الأوروبي، في مهلة مدتها 6 أشهر من حيث المبدأ، اعتبارا من وقت قبول طلبهم. غير أن "صحيفة المحررين" اليسارية التوجهات في اليونان، نشرت رسالة في مايو، أبلغ فيها وزير سياسة الهجرة اليونانية يانيس موزالاس، وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزيير، بأن وتيرة عمليات النقل بهدف لم شمل العائلات "ستتراجع كما اتُفق عليه".

ولم ينف الوزير اليوناني هذه المعلومات في تلك الفترة، متحدثا عن ترتيبات "تقنية" ومؤقتة بهدف عدم زيادة العبء على برلين.

ومنذ تسريب هذه المعلومات، تتوالى التظاهرات أمام السفارة الألمانية في أثينا، وكان آخرها في 2 أغسطس الحالي، عندما احتشد نحو 150 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، حاملين لافتات كتب عليها بالإنجليزية: "لم شمل العائلة حق وليس جريمة، وطال الانتظار".

يقول صخر خليل الذي شارك في التظاهرة: "يتم قبول 70 ملفا في الشهر، في حين ينبغي زيادة المعدل 3 مرات على الأقل لتحريك العجلة".

وبحسب تصريحات أخيرة لموزالاس، فإن مبادرات لم الشمل العائلات "ترتفع مجددا"، مشيرا إلى قبول 6500 طلب في الأشهر الـ12 شهرا الأخيرة. لكن عمليات النقل الفعلية لا تتخطى المئة في الشهر الواحد، وفق مصدر مطلع على الإجراءات.

وفي كيلكيس، يستبد "الهم" بعوني مصطفى حتى لو التحق الأولاد بالمدرسة. يقول: "جلّ ما أريده هو أن أعلم متى سيُسمح لي بالانضمام إلى زوجتي لأعيش حياة طبيعية. مجرد تاريخ، هذا ما أريده. لكنهم لا يعطونني ذلك حتى".

وخلّفت موجة الهجرة الكبيرة التي حصلت في 2015-2016 نحو 60 ألف طالب لجوء في اليونان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل