المحتوى الرئيسى

أرض الجمال.. «مالديف الشرق الأوسط» وقطعة من الجنة على أرض مصر

08/09 10:15

الطريق إلى «أرض الجمال» يبدأ من مدينة الغردقة، وحتى قرابة الـ340 كيلومتراً جنوباً، حيث تمر بمدن سفاجا، والقصير، ومرسى علم حتى تصل لـ«محمية وادى الجمال»، التى تتميز بكونها إحدى أكثر المناطق الخلابة فى مصر، والتى يكسوها الهدوء، فى ظل قلة عدد سكانها، الذين يشكل أبناء قبيلة «العبابدة»، الأغلبية المطلقة منهم.

فور وصولك إلى «أرض الجمال» تجد أبناء «العبابدة»، سواء من أهالى المجتمعات المحلية هناك، أو العاملين منهم فى محمية وادى الجمال، يستقبلونك بالترحاب، حيث إنهم من القبائل المعروف عنها أنها محبة للسلام، وعقب جلوسك معهم لا بد أن تتناول المشروب الرسمى لهم، وهو ما يُسمى بـ«الجبنة»، وهى عبارة عن حبيبات من القهوة الخام، التى تخلط بأعشاب برية، ثم تطحن، وتغلى على نيران هادئة، والتى تشرب منها 3 أكواب، حسب عادات وتقاليد «العبابدة»، وعقب تناول «المشروب الرسمى» لأهالى المنطقة؛ فإن الخيارات لديك متعددة، بدءاً من الذهاب لأحد الفنادق التى تلى المحمية أو تسبقها بكيلومترات، أو أخذ جولة على سواحل مياه «المحمية»، التى تمتد لقرابة الـ70 كيلومتراً سواحل، لا تزال «بكر»، حيث لم يلوثها شىء، مع وجود تدرج فى أعماقها، بدءاً من شواطئ تسير فيها حتى الكيلومتر، ولا تتجاوز المياه نصف جسمك، وأخرى عميقة للغاية، ولكنها تتمتع جميعها بالنقاء إلى حد الشفافية، والتى تمكنك من مشاهدة أسماك ملونة، وحتى سلاحف بحرية، وحيوان «عروس البحر»، لو كنت محظوظاً، وتمتلك «أرض الجمال» سمة مميزة، حيث ستجد طوال رحلتك فيها أسراباً من «الجمال»، سواء مع أصحابها، وتجدهم يغسلونها، ويهتمون بها، أو «جمال» تتحرك بحرية، لتأكل من أعشاب وخيرات الأرض، ما دفع لتحريف اسم المنطقة من «أرض الجَمال» أيام الفراعنة، إلى «وادى الجِمال»، فى عصرنا الحديث، ورغم وجود «المنطقة» فى نطاق شبه صحراوى، إلا أن هناك أشجاراً وأعشاباً كثيرة بالمنطقة، فضلاً عن «دلتا» بالقرب من أحد الشواطئ، وهى السمة المميزة للمنطقة، وسط أحاديث عن وجود كثافة أكثر لها فى فصل الشتاء.

سواحل مياه «المحمية» تمتد لقرابة 70 كيلومتراً.. وعروس البحر والسلاحف البحرية تظهر على شواطئها.. ويمكن رؤية حشائش بحرية على عمق 5 أمتار

وتتمتع المنطقة بدرجة عالية جداً من الأمان، حيث تنتشر على الطرق المؤدية لها عدد من نقاط الارتكاز الأمنية، فضلاً عن طبيعة أهالى المنطقة «المُحبة للسلام»، وطوال شاطئ «المحمية» توجد منطقتان فقط مجهزتان للسباحة، والاستمتاع بالمياه، أولاهما شاطئ «رأس حنكوراب»، أو «شرم اللولى»، الذى صُنف حسب موقع «تريب ادفيزور»، الذى يزوره قرابة 340 مليون زائر شهرياً على مستوى العالم، كثالث أفضل شاطئ فى منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2017، بالإضافة إلى منطقة «القلعان».

فور اقترابك من الشاطئ تجد مياهه شفافة، ومنظرها أشبه بالمياه التى تظهر فى فيديوهات وصور «جزر المالديف»، التى شبهه بها زوار «الموقع» بالفعل، كما أنك تستطيع أن تسير فيه لمسافة ليست بالقصيرة دون أن تغرق، دون وجود لأمواج عالية كانت موجودة بأماكن قريبة منها، وهو ما فسره، محمد نجم، مسئول الأنشطة البحرية فى محمية «وادى الجِمال»، بأن «الشاطئ» عبارة عن شبه جزيرة، من ضمنها رأس له امتداد داخل البحر، مشكلاً «لساناً» طبيعياً بداخله، وأضاف «نجم»، فى تصريح على هامش جولة «الوطن» فى المنطقة، أن الجزء الجنوبى من الشاطئ بـ«رأس حنكوراب» محمى تماماً من الريح، والموج الشديد، كما أنه رملى، ما يسهل دخول الزائرين للسباحة، والغوص بسهولة شديدة جداً، كما يعتبر أحد أأمن البيئات للسباحة والغوص بالنسبة لكبار السن، ولفت مسئول الأنشطة البحرية فى «وادى الجِمال» إلى أن المسافة الأولى من الشاطئ لا يزيد عمقها على متر، ثم يبدأ الشاطئ فى التزايد حتى يصل العمق إلى 6 و10 أمتار.

مسئول «الأنشطة البحرية»: الألمان والإيطاليون أكثر زوارنا والمصريون يأتون فى المواسم والأعياد.. والشاطئ عبارة عن «شبه جزيرة» لها رأس ولسان طبيعى.. وأبناء «العبابدة» يسكنون «المحمية» ويستقبلون الزوار بترحاب.. وشُرب 3 أكواب من مشروب «الجبنة» أبرز عاداتهم

وعن الميزة الموجودة فى الشاطئ، قال إن بعض السائحين يقولون عنه إنه «قطعة من الجنة»، حيث إنه آمن، ومياهه هادئة، وشفافة، وغاية فى النظافة، كما أنك بعد مسافة ليست بالكبيرة من بداية الشاطئ، وتحديداً عند عمق 5 أمتار، تبدأ الشعاب المرجانية فى الظهور لك، لأنها تحتاج للإضاءة.

وشدد «نجم» على أن تلك الشعاب ليست واحدة أو اثنتين، ولكن بيئات، وأنواع مختلفة، وهناك تنوع كبير فيها، وفى صبغاتها، وأشكالها، وألوانها، وبالتبعية تجد هناك أسماكاً بحرية تعيش فيها ذات أشكال وألوان جذابة للغاية يتمتع السائحون بمشاهدتها.

وأشار إلى أن هواة الغطس، ولكن ليس على أعماق كبيرة، يعتبر الشاطئ وجهتهم المفضلة، خاصةً الأطفال وكبار السن نظراً لأمانه الشديد.

وقال إن الشاطئ يتميز أيضاً بوجود حشائش بحرية بعد عمق الـ5 أمتار، موضحاً أن تلك الشعاب لا تضايق السباحين سواء الكبار أو الصغار فى البحر، وتتغذى عليها السلاحف البحرية، ومن ثم يكون لمرتادى المياه أثناء عمل «السنوركلنج» أو الغطس، فرصة مشاهدة «السلاحف»، مشيراً إلى أن هناك أماكن معينة فى الشاطئ تضع فيها السلاحف بيضها خلال موسم التعشيش.

وأكد «نجم» أنهم لم يسجلوا ظهور أية أسماك قرش فى هذا الشاطئ، منذ إعلان محمية «وادى الجِمال» فى عام 2004، حتى الآن، وكذلك لم يتم تسجيل ظهور أية كائنات شرسة أو مهاجمة للبشر. وأوضح أن أغلب رواد الشاطئ على مدار العام هم من الأجانب، ومن جنسيات الألمان والإيطاليين تحديداً، أما المصريون فيوجدون فى الأعياد، والإجازات الرسمية، و«شم النسيم» بأعداد تصل حتى 800 فرد أحياناً.

وعن سر تسمية الشاطئ بـ«رأس حنكوراب»، قال إن هناك حيواناً من الرخويات يعيش بالمنطقة يسمى «الكوراب» بلغة أهل المنطقة، والتى تم تحريفها ليصبح «حنكوراب»، لتعرف المنطقة بهذا الاسم. ولفت إلى توافر الخدمات الأساسية لرواد الشاطئ، سواء المشروبات أو المأكولات الخفيفة عبر كافيتريا موجودة بالشاطئ، أو «حمامات»، وأماكن انتظار للسيارات. ورافقنا «نجم»، فى رحلتنا البحرية على الشاطئ، التى لم تستغرق سوى بضع دقائق حتى وصلنا للشاطئ الثانى بالمنطقة، وهو ما يُعرف بـ«القلعان»، بالدخول للمنطقة، وجدنا عدة مبانٍ خشبية يتم تأسيسها، وهى ما عرفها «نجم»، بأنها مبانٍ تُبنى للسكان المحليين حتى تكون المنطقة بشكل راقٍ، وتوفر بيئة صالحة للسكن، كما شاهدنا محطة طاقة شمسية تعمل عليها المنازل، والمنشآت بالمنطقة.

بالاقتراب من مدخل «الشاطئ»، تجد أن سيدات قبيلة «العبابدة»، من سكان المنطقة، لديهن معرض للمنتجات اليدوية التى صنعنها بالفعل، وتجد إقبالاً عليها من السائحين، إما لإعجابهم بها، وشرائها كـ«تذكار» من مصر، أو لرغبتهم فى مساعدة أبناء تلك القبيلة على مواجهة أعباء الحياة، وذلك حسب «نجم». ويوضح مسئول الأنشطة البحرية بـ«وادى الجِمال»، أن سكان تلك المنطقة كانوا يعملون فى الأساس كصيادين، ولكن مع الرواج السياحى تركوا الصيد، واتجهوا للسياحة. كما توجد أشجار من نبات «المانجروف»، موجودة بكثافة حولك بالمنطقة، حتى ترى الشاطئ، مع وجود فتحات به.

ويشير «نجم» إلى أن الشاطئ عبارة عن بحر محاط بالأرض من جميع الاتجاهات، وغير متصلة بالبحر، إلا بارتفاع مستوى البحر الذى يصل إليها، حيث إن أقصى عمق بها على مدى 4 أمتار، وليس بها شعاب مرجانية، فالشاطئ مقسم على مرحلتين؛ الأولى تستطيع السير فيها حتى مسافة نحو 10 أمتار، ولن ترتفع عنك المياه بشدة، والأخرى تجد عمقها حتى 4 أمتار، ولكنك لن ترى شعاباً مرجانية أو شىئاً فيها لأنها مجرد رمال فقط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل