المحتوى الرئيسى

خيل الدراما | المصري اليوم

08/09 07:01

كشف قرار اعتزال محمود الجندى ويوسف شعبان عن منظومة العمل الفنى السيئة التى يعمل فيها مبدعونا الكبار. تتعامل الدول مع نجومها فى مراحلهم العمرية المختلفة إيمانا منها بأنه كلما كبر الفنان زاد تألقه وتوهجه وإبداعه وبالتالى تقديره من الجميع، بما يوازى حجم عطائه، بينما فى بلادنا عندما يكبر أحد مبدعينا نتعامل معه بمنطق خيل الحكومة، لذلك لا تسند إليه أعمال يخرجها إذا كان مخرجا أو يؤلفها إذا كان كاتبا، وعندما يرحل الفنان نتذكر فقط محاسنه ولا نذكر حجم إساءتنا له وتجاهلنا لإبداعه ولا نلوم أنفسنا على اننا لم نوفر له المناخ الملائم ليقدم مزيدا من إبداعه ونعامله كموظف على المعاش.

قال لى الفنان محمود الجندى إنه انتهى من كتابة معالجة درامية من عمل تليفزيونى عن سيرة الشيخ سلامة حجازى وإن المخرج الكبير محمد فاضل أعجب بها ولديه حماس لتقديمها لكن لا توجد جهة إنتاج تتولى تنفيذ العمل، ومنذ أعوام قليلة رحل الكاتب الكبير محمد صفاء عامر قبل أن يرى مشروعه ميراث الغضب مصورا على الشاشة بسبب الظروف التى عاشها ماسبيرو عقب ثورة يناير وهو العمل الذى كان من المقرر أن يلعب بطولته الفنان الكبير صلاح السعدنى، وبعد رحيل صفاء عامر لم يعد لديه الحماس القوى لتقديمه وحتى الآن الورق حبيس الأدراج فى مكاتب قطاع الإنتاج.

منذ أن توقفت قطاعات الإنتاج الدرامية الحكومية مثل قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامى عن العمل نتيجة الأزمة المالية الطاحنة التى شهدتها منذ 6 سنوات اضطرت معها أجيال مختلفة من كبار المخرجين والمؤلفين إلى الانزواء والانسحاب من المشهد الدرامى وأجبروا على الجلوس بمقاعد المتفرجين بعدما كانوا لاعبين أساسيين فى سباقات الدراما المختلفة. هل يتصور شخص أن كاتبا بحجم وقيمة محفوظ عبدالرحمن صاحب بوابة الحلونى وأم كلثوم وغيرهما وهو يمر الآن بمحنة صحية يجلس فى بيته منذ سنوات دون أن تقدم الدراما التليفزيونية عملا من تأليفه! نفس الأمر بالنسبة للكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى صاحب الرجل والحصان والمال والبنون وسوق العصر وأولاد آدم والليل وآخره، وأيضا الكاتب الكبير يسرى الجندى صاحب جحا المصرى وسعد اليتيم والتوأم وعلى الزيبق.

هل من الطبيعى أن يجلس المخرج محمد فاضل مضطرا فى البيت منذ سنوات بلا عمل؟ وهو الذى قدم إبداعاته فى أفرع درامية عديدة من تليفزيون وسينما وإذاعة وهو صاحب رصيد لا يستهان به من كلاسيكيات المسلسلات المصرية بداية من القاهرة والناس مرورا برحلة أبوالعلا البشرى والراية البيضا وحتى السائرون نياما، وفى السينما شقة فى وسط البلد وحب فى الزنزانة.

مخرج كبير آخر هو على عبدالخالق صاحب «أغنية على الممر» والعار والكيف وجرى الوحوش وإعدام ميت وهو من أوائل مخرجى السينما الذين استعانت بهم الدراما التليفزيونية فى أعمالها وأخرج مسلسلات أولاد عزام وأحلامنا الحلوة وأصحاب المقام الرفيع وغيرها اشترى نفسه وجاب من الآخر وأعلن الاعتزال قبل أن يجبر عليه وترك الساحه بحلوها ومرها.

قائمة طويلة وعريضة تضم أسماء كبيرة من المخرجين الكبار فى السينما والتليفزيون أمثال المخرجة الكبيرة إنعام محمد على التى قدمت عددا لا يستهان به من كنوز الدراما التليفزيونية مثل الحب وأشياء أخرى وآسفة أرفض الطلاق وأم كلثوم وقاسم أمين وضمير أبلة حكمت وأيضا المخرج جمال عبدالحميد الذى يعد من رموز الإخراج التليفزيونى وصاحب البصمة الأولى فى تغيير شكل وصورة الأغانى المصورة بداية من كليب القلب حب وتاه لمحمد الحلو الذى أخرجه وكان النقلة الأولى فى مجال الأغنية المصورة ويعتبر من أهم المخرجين المصريين الذين قدموا مسلسلات ترصد المجتمع المصرى بتحولاته المختلفة كما فى أعماله أرابيسك، وزيزينيا، وحلم الجنوبى، وعلى بابا والأربعين حرامى ضمن سلسلة ألف ليلة وليلة، كما قدم فوازير رمضان مع الفنانة نيللى فى فوازير عالم ورق، وفوازير الفنانة شيريهان حاجات ومحتاجات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل