المحتوى الرئيسى

«أبوالمطامير»: لا أطباء.. ولا علاج.. ولا كهرباء.. والتمريض سيئ

08/08 10:10

أمام صيدلية مستشفى أبوالمطامير العام، احتشد عشرات المواطنين، وسط حالة من الغضب العارم، بسبب اختفاء أدوية علاج الأزمات الصدرية والأنسولين وارتفاع ضغط الدم المزمن، ولم يجدوا رداً من مسئولى الصيدلية إلا «مفيش أدوية جاية الشهر ده.. فوتوا علينا الشهر الجاى»، الأمر الذى أحدث مشادات كلامية بين المرضى ومسئولى الصيدلية، انتهت باستدعاء الأمن الخاص بالمستشفى للمواطنين وتفريقهم من أمام مبنى الصيدلية.

«حسين»: «المريض بيشوف العذاب والويل علشان يلاقى علاج ومفيش كيس دم لابنتى» «رضوان»: «مفيش أدوية من شهرين.. وبنت عمى اشترت مستلزمات عمليتها من بره»

وعقب تفريق المرضى من أمام صيدلية المستشفى، وفشل العشرات فى الحصول على أدويتهم، وقف «حسين» البالغ من العمر 62 عاماً يفكر فى كيفية تدبير جرعة الدواء الخاصة به، فهو مريض يعانى من أزمة صدرية، اضطر للجوء إلى المستشفى العام، نظراً لظروفه المادية الصعبة وعدم قدرته على الذهاب إلى طبيب خاص، يقول «حسين» بصوت متقطع غلب عليه الحزن: «إحنا متعودين على كده من المستشفى ده من زمان، المعاملة سيئة، والمشكلة فى الدواء للمرضى المتابعين مع المستشفى».

ويضيف الرجل الستينى: «الأزمة الكبيرة لما مريض يدخل المستشفى وحالته تستدعى إجراء عملية جراحية، بيشوف العذاب والويل علشان يحصل على علاج، أنا مريت بالتجربة دى مع بنت عمى الأسبوع اللى فات، دخلت المستشفى علشان تعمل عملية فى الرحم، ومالقيتش ولا صنف من العلاج أو مستلزمات العملية داخل الصيدلية، وكل ما نحتاج أى شىء نخرج لشرائه من أى صيدلية خاصة، مع العلم أن كل مستلزمات إجراء العملية مكتوبة فى دفتر الحالة المرافق للمريضة، بمعنى إنهم بيصرفوا العلاج ده على الورق بس، لكن كل حاجة إحنا بنشتريها».

ولم تختلف حالة «رضوان» الرجل الأربعينى عن حالة «حسين» الستينى، الذى هرول إلى قسم الاستقبال، حاملاً طفلته الصغيرة على كتفيه، وإلى جواره زوجته، يبحثون عن طبيب ينقذ طفلتهم التى تعانى من حالة ضعف شديد وإعياء نتيجة إصابتها بأنيميا حادة فى الدم، وفى حاجة سريعة إلى عملية نقل دم، يقول رضوان والد الطفلة: «أعمل فى محل تصليح كاوتش سيارات، ونظراً لحالتى المادية البسيطة ألجأ إلى المستشفى العام لتلقى العلاج، سواء لى أو لأسرتى».

يضيف الأب: «منذ 4 أيام وتعانى ابنتى من هبوط شديد وإغماء من فترة إلى أخرى، بالإضافة إلى حالة الضعف الشديد التى أصابتها، الأمر الذى دفعنى للتوجه إلى مستشفى أبوالمطامير لعرض ابنتى على إخصائى، وبعد رحلة من المعاناة بين قسمى الاستقبال والباطنة، قرر الطبيب المعالج حاجتها إلى نقل دم، نظراً لإصابتها بأنيميا حادة».

يتابع الأب: «توجهت إلى بنك الدم بالمستشفى، وهناك أخبرونى بعدم وجود أكياس دم، حتى فى حالة توفير متبرّع، والموجود لا يكاد يكفى حالات الطوارئ بالمستشفى»، لم ينتهِ الأب من حديثه حتى قاطعته زوجته: «اللى مش معاه فلوس يموت يعنى ولّا إيه؟، إحنا بقالنا 3 ساعات بنتحايل على الدكتور علشان كيس دم لابنتى المريضة ومش راضيين، وكل اللى قالوه.. روحوا أى بنك دم تانى خدوا منه اللى انتم عاوزينه، والمشكلة أننا مش معانا فلوس نتنقل بين المستشفيات»، متسائلة: «هى الحكومة عاوزة الغلابة كلهم يموتوا علشان تستريح؟».

وفى قسم الجراحة، لفت الانتباه رجل ثلاثينى يهرول فى المكان بحثاً عن ممرضة أو طبيب، وبسؤاله قال: «عاوز أى ممرضة تشوف الدرنقة اللى فى رقبة مراتى، لأنها بتنزف، وبادور على أى حد يشوفها مش لاقى، وكل ده علشان أنا مش بادفع إكراميات للممرضات والعاملات بالمستشفى، وباين عليهم بيعاقبونى علشان كده».

وفور أن لمح ممرضة فى آخر الممر، قطع الحديث، متوجهاً إليها، وحدثت بينهما مشادة كلامية بصوت عالٍ، انتهت إلى ترك الممرضة للزوج والتوجه إلى أسفل المبنى، فيما ظل الرجل يبحث عن طبيب أو مسئول يشكو له حالة التراخى والإهمال الموجودة بالمستشفى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل