سيارة بالكهرباء | المصري اليوم

لندن مدينة ذات طابع خاص. ظلمها من قال عنها عاصمة الضباب. أجدها عاصمة الحيوية. الحركة. الاستثمارات العقارية فيها لا تخيب أبدا. دائما فى صعود. مقصد الروس الأغنياء. الصينيين. الأثرياء العرب. مقصدهم جميعا. طوال الوقت تحتفى بكل ما هو قديم. بكل شىء جديد.

فى آخر زيارة لى هناك. قبل ما يزيد على أربعة شهور. مر بى صديق إنجليزى. بسيارته الجديدة آخر موديل. ماركة BMW. وجدت فيها إبداعا غير تقليدى. خاصة فى تصميم الأبواب. سألته عن ثمنها. قال 40 ألف جنيه إسترلينى. أى ما يزيد على 800 ألف جنيه مصرى.

قلت له: إنها غالية الثمن جدا.

أجابنى: هذه سيارة مختلفة. تحتوى على صفقة سأشرحها لك. فلأن هذه سيارة كهربائية. فهى أعفتنى من عبء ثمن الوقود المرتفع فى بريطانيا. الدولة هنا فى بريطانيا تمنح السيارات الكهربائية إعفاء كاملا من الضريبة السنوية. أضف على هذا هى قليلة الأعطال جدا لأنها تعمل بالكهرباء. هذا توفير إضافى من مصروفات الصيانة المرتفعة.

قلت له: فى المقابل لابد أنك تتحمل فاتورة كهرباء عالية جدا. لو كنت فى مصر لوقعت فى براثن وزيرنا «محمد شاكر».

قال لى: أنا لا أدفع مقابلا للكهرباء. أذهب بسيارتى للتسوق مرتين فى الأسبوع من أحد فروع سلسلة سينسبرى. فى مواقف السيارات يكون شحن السيارات بالكهرباء مجانيا. قلدتهم فى ذلك باقى سلاسل المحلات المشابهة «waitrose.Marks&spencer. tesco» كل هذا من باب المنافسة لجذب العملاء.

الشىء بالشىء يذكر. هنا فى مصر. سيكون لدينا فائض مهول من الغاز. عجز مقابل فى الوقود السائل. الغاز سيمد كل محطات توليد الكهرباء بكل ما تحتاجه من طاقة. عندها سنتوقف عن استيراد المازوت. نتخلص من تكاليفه.

أين يجب أن تتجه مصر فى موضوع صناعة السيارات. فقد تخلفنا عن تحقيق هذا الهدف منذ أيام مشروع السيارة رمسيس. نحتاج إلى بُعد نظر هذه المرة.

سبقتنا دول كثيرة فى صناعة السيارات التقليدية: الهند- البرازيل- تركيا- جنوب أفريقيا- المكسيك وغيرها الكثير.

قد تكون فرصتنا أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون. إذا بدأنا بصناعة السيارات الكهربائية. لنعطها كل الامتيازات كما تفعل الدول الأخرى. إعفاء من الجمارك. الضرائب على الرخص. مصاريف الطرق. كل هذا... ذلك ما هو جارٍ فى العالم كله. تمهيدا لتعميم السيارات الكهربائية تماما بحلول عام 2040.

هل الحكومة لدينا تناولت هذا الأمر من أساسه. بمنحها امتيازات فى الاستيراد ومحفزات للتصنيع لتشجيع استخدام السيارات الكهربائية؟

لاسيما أن التقرير السنوى الأخير لمنظمة الصحة العالمية. ذكر أن معدل التلوث فى مصر. والقاهرة تحديدا. يزيد 3 أمثال عن النسب العالمية. أكبر مصادر للتلوث هى عوادم السيارات. مواجهة هذه المشكلة مسؤولية إنسانية قبل أن تكون مسؤولية دولة.