المحتوى الرئيسى

كرامتنا محفوظة! | المصري اليوم

08/07 23:31

كلنا تعاملنا مع «أزمة الفيصلى» بنوع من التسامح.. من أول الحكم الدولى إبراهيم نورالدين، إلى مخرج المباراة الذى نقل مشاهد الشغب على استحياء، فكان يشير إليها فى لمح البصر، إلى رئيس الاتحاد العربى الأمير تركى.. إلى النيابة المصرية التى أخلت سبيل المشاغبين.. فى حين كان البعض يريد محاكمتهم هنا على أرض مصر، بدعوى الكرامة.. وأقول إن أفضل قرار كان إخلاء سبيلهم، إحنا ناقصين؟!

نعم، لم أكن مع الذين يدعون إلى منع لاعبى فريق الفيصلى ومشجعى الأردن من السفر.. وإن كنت أتفهم موقفهم الإنسانى والقانونى.. وهذه رسالة الدكتور يحيى نورالدين طراف تقول: «كان يجب على السلطات المصرية منع لاعبى فريق الفيصلى الأردنى وإدارييه من مغادرة البلاد، وتقديم المتهمين منهم للمحاكمة، هذا لو كانت عندنا بقية من كرامة».. بل عندنا كرامة، وعندنا أولويات أيضاً!

وضرب لنا الدكتور طراف مثلاً بالبرازيل.. قال: «السلطات البرازيلية خلال (دورة ريو) العام الماضى منعت ثلاثة سباحين أمريكان من ركوب الطائرة مع بعثة بلادهم ومغادرة البلاد، للتحقيق معهم فى شغب بإحدى محطات البنزين ألحقوا بها أضراراً جسيمة، ثم ادَّعوا أنهم تعرضوا للسرقة بالإكراه».. ولا تنس يا دكتور أن الأمر هنا يختلف.. وعندنا أسباب أخرى لإخلاء سبيلهم، ليس من بينها الكرامة!

وأعود إلى موقف الحكم الدولى نورالدين.. وبرغم ما قيل عن خطأ تحكيمى، وهو وارد فى كل بطولات العالم.. فقد كان بطل البطولة العربية.. تحمَّل ما لا يمكن أن يتحمله حكم.. وتحمل من أجل أن تمر البطولة.. وتحمل من أجل ألا يفسد الفرح.. وقابل الاعتداء عليه بتسامح كبير.. ولا أريد أن ننسى بطولته فى البطولة العربية.. ولا أريد أن تلهينا التحقيقات والمشادات عن أداء نورالدين فى اللحظة الأخيرة!

وقد تابعت ردود فعل الجانب الأردنى.. قال المدرب إن نورالدين ذبحنا.. وقالت صحف الأردن إن نورالدين تسبب فى هزيمة الفريق الأفضل فى البطولة.. وقال السفير الأردنى فى القاهرة إنه يشكر السلطات المصرية على إخلاء سبيل جماهير بلاده.. لكنه لم يعتذر عما بدر منه.. صحيح أننى لا أتوقف عند الأزمة، وإنما أعبر فوقها.. لكن لا نريد شكراً وإنما نريد الاعتذار.. المؤكد أنه يدرك وجوب الاعتذار!

كنا فى عشاء رسمى ونحن نتابع أحداث المباراة.. وكنا نتحدث عن أهمية عودة الجماهير للرياضة والسياحة والاستثمار، وللجماهير أيضاً.. وتعجبتُ أن مصر التى تنظم البطولة لم يكن لها فريق فى النهائى.. وكيف استهتر الأهلى والزمالك بالبطولة؟.. وفجأة لمحتُ مشهداً طائراً كلمح البصر بوجود شغب.. لم أفصح عنه.. بعد دقيقة زاد الأمر حدة، وعشنا جميعاً الأزمة وتداعياتها على «عودة الجماهير»!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل