المحتوى الرئيسى

"سيلفي" النواب الإيرانيين يثير استياء الصحافة

08/07 21:55

تصدرت الاتهامات الموجهة الى نواب إيرانيين بإحراج أنفسهم، عبر التجمع لالتقاط صور "سيلفي" مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال زيارتها لمجلس الشورى، عناوين الصحف المحلية الصادرة الاثنين (7 آب/ أغسطس 2017).

وكانت موغيريني بين عشرات الزوار الأجانب الذي قدموا إلى إيران لحضور مراسم تنصيب الرئيس حسن روحاني السبت. ولكن يبدو أنها استحوذت على أكبر قدر من الاهتمام من أعضاء مجلس الشورى الذين تجمعوا حولها لالتقاط صور معها.

وأثارت صور النواب وهم يجلسون فوق الطاولات ويقفون في طوابير مع هواتفهم الذكية أمام المسؤولة إيطالية الجنسية موجة من الغضب والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية، مع نشر وسم "#سيلفي_الإذلال". وكتب أحد مستخدمي موقع "تويتر" "النواب الأعزاء، نشكركم لإلحاق العار بـ80 مليون شخص". وشبه آخرون المشهد بفيلم الرسوم المتحركة الشهير "سنو وايت" لوالت ديزني حيث وقف الأقزام السبعة في طابور وهم ينظرون بإعجاب إلى الأميرة بياض الثلج.

فيديريكا موغيريني، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي

واعتذر نائب واحد فقط لافتقاده اللياقة، ومع ذلك هيمنت القضية على الصفحات الأولى لعديد من الصحف المحلية. ونشرت صحيفة "قانون" الإصلاحية رسما كاريكاتوريا لموغيريني على نمط لوحة "الصرخة" أو "ذي سكريم" الشهيرة للفنان النرويجي إدفارت مونك، مع اختلاس النواب الإيرانيين النظر من الزوايا فيما تلتقط هواتفهم النقالة الصور. وكتبت الصحيفة أن ما حصل "يعكس غياب التربية المناسبة في البلاد".

في حين لم تجد صحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة الأمر مضحكا على الإطلاق، فكتبت أن "أولئك الذين يفترض أنهم يدافعون عن حقوق الشعب ضد الأعداء يصطفون لالتقاط الصور بطريقة مذلة مع المعتدين".

من جهتها لم تعلق موغيريني، التي عقدت محادثات مع روحاني كجزء من محاولة الاتحاد الأوروبي إعادة بناء العلاقات مع إيران، على الأمر.

كثيرات هن النساء الإيرانيات اللائي قدمت التأييد للرئيس حسن روحاني. ولسن وحدهن الذين خابت آمالهم في رفع القيود وتحقيق تحرر إجتماعي والحد من التضييقات عليهن في الشوارع.

في العام 2013 تم إعلان فوز حسن روحاني، صاحب الميول المعتدلة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية بفارق كبير في الأصوات عن بقية منافسيه. حيث حصد زهاء 51 بالمائة من الأصوات الانتخابية، واعتبرته شرائح عديدة في المجتمع مثل النساء والشباب بمثابة أمل لهم، حيث وعد مؤيديه بمزيد من الحريات والمساواة داخل المجتمع.

وتمت المصادقة على فوز روحاني من قبل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يعتبر رأس الدولة مدى الحياة، وتعتبر كلمته بمثابة قانون في داخل "الجمهورية الإسلامية"، كما أن المناصب الوزارية الحساسة مثل الدفاع والإعلام والثقافة والداخلية تتم فقط بالتشاور بين الرئيس الإيراني والمرشد الأعلى خامنئي.

الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد سلم روحاني دفة الرئاسة، بعد أن تولى رئاسة إيران لفترتين رئاسيتين. وألَّب نجاد الغرب ضده بانتقاداته المستمرة للغرب وتهديداته ضد إسرائيل، ومخططاته في توسيع نطاق البرنامج النووي الإيراني، وهو ما تسبب في عزلة لإيران وعقوبات أدت إلى تضخم بلغ 40 بالمائة.

إلا أن روحاني لم يستغرق وقتا طويلا ليخيب آمال مؤيديه وخصوصا منهم النساء. حيث كان واضحا من خلال تشكيل الحكومة أنه غير قادر على تنفيذ كل وعوده الانتخابية، إذ تضمنت وعود روحاني بإنشاء وزارة للمرأة، ووعد بدمج النساء في حكومته المقبلة، إلا أن الحكومة اقتصر أعضاؤها على الرجال.

وبدأ روحاني وحكومته التكنوقراطية بمفاوضات سريعة مع الدول التي تتمتع بحق الفيتو في الأمم المتحدة بالإضافة إلى ألمانيا، التي يطلق عليها (5 + 1)، وذلك من أجل إخراج إيران من عزلتها .

بعد الاتفاق مع مجموعة الدول( 5 + 1) بشأن البرنامج النووي، بدأ فصل جديد لإيران في علاقاتها الدولية. حيث سافر ساسة غربيون إلى طهران لإحياء العلاقات الاقتصادية، ومنهم زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية. إلا أن وعود روحاني الاقتصادية باستحداث وظائف جديدة، وتطوير الاقتصاد الإيراني لم تتحقق.

وبالرغم من استطاعة الحكومة الإيرانية أن تقلل من التضخم الاقتصادي من معدله السابق 40 بالمائة ليصل إلى حوالي عشرة بالمائة، إلا أن البطالة احتفظت بمعدلاتها الرسمية بمعدل 12 بالمائة، وبلغت معدل البطالة بين شريحة الشباب الأقل من 25 عاما حوالي 12 بالمائة.

وتحتاج إيران إلى خلق نحو 1.2 مليون فرصة عمل جديدة سنويا لاستيعاب الشباب الذين يلجون حديثا إلى سوق العمل فقط، ويعتمد حوالي نصف الاقتصاد الإيراني على النفط، كما أن معدلات البطالة بين النساء مرتفعة إذ تبلع حوالي 70 بالمائة.

وكان روحاني وعد النساء بالدفاع عن مصالحهن، وبوضع حد "للمضايقات في الشوارع" التي تواجههن بخصوص الالتزام بالحجاب، إلا أن المنظمات العشرين الموكلة لها بمراقبة اللباس الشرعي، ليست جميعها خاضعة لسلطة الرئيس.ففي عام 2016 جند قائد شرطة محافظة طهران 7000 رجلا وامرأة ليشكلوا رقابة سرية على ملابس النساء.

وكان روحاني قد دعا أيضا إلى الإصلاح الثقافي. إلا أنه لم يسلم هو ووزير الثقافة من انتقادات المحافظين. وشهدت الحفلات والمعارض الثقافية إعاقات عديدة من المعسكر المحافظ الذي هاجم الموسيقى، وطلب بمنعها من على المسارح.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل