المحتوى الرئيسى

دراسة للأمم المتحدة: معرفة عناصر "داعش" بالشريعة الإسلامية سطحية

08/07 09:00

كشف تقرير أجرته الأمم المتحدة في سوريا، أن معظم المقاتلين الشباب الذين يغادرون بلادهم من أجل الانضمام لصفوف الجماعات الإرهابية في سوريا مبتدئين في دينهم.

وقالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن دراسة لمكتب مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، كشفت أن معظم الشباب الذين يغادرون منازلهم للقتال من أجل الجماعات الإرهابية في سوريا مهمشون اجتماعيا وسياسيا، ومستوى تعليمهم منخفض، ويفتقرون إلى أي فهم أساسي للمعنى الحقيقي للجهاد أو حتى للعقيدة الإسلامية.

وأوضحت أن معدي التقرير استندوا في تقريرهم إلى مقابلات أجريت مع 43 شخصا من 12 بلدا، وكانت رؤية معظمهم عن الدين من حيث العدالة والظلم، وليس من حيث التقوى والروحانية.

وأشار التقرير، إلى أن ثلاثة أرباع الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في سوريا، قرروا العودة إلى بلادهم، واعترض بعضهم من قبل حكومات بلادهم، ورغم مناشدة الأمم المتحدة جميع دولها الأعضاء للمشاركة في التقرير، إلا أن المنظمة الدولية أعربت عن أسفها لمشاركة 7 دول فقط بالتقرير، هي 3 من الاتحاد الأوروبي و4 من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأسند إجراء تلك الحوارات مع المقاتلين إلى البروفيسور حامد السعيد من جامعة "مانشستر متروبوليتان" والخبير في شؤون "الإرهاب" ريتشارد باريت، حيث جرت تلك المقابلات داخل السجون أو تحت إجراءات أمنية مشددة، وأشار التقرير إلى أن غالبية المقاتلين الذين تمت مقابلتهم، والذين حاولوا الالتحاق بالعديد من التنظيمات المتشددة مثل "داعش" وجبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" و"أحرار الشام"، ينتمون لأسر كبيرة في مناطق مختلفة ومتفرقة من العالم، ولكن جمعهم الانعزال عن التيار الاجتماعي والاقتصادي والنشاط السياسي".

وأكدت الدراسة، أن العامل الديني يؤدي دورا ضئيلا في تحفيز الشباب للالتحاق بالتنظيمات المسلحة، وأن العامل الاقتصادي أسهم بشكل أكبر في جذب الملتحقين بالتنظيمات المذكورة، والتي بدورها أغرتهم بالرواتب والمنازل والزوجات، موضحة أن معظم الوثائق المُسربة من"داعش" تشير إلى أن معظم المقاتلين لديهم معرفة سطحية بالشريعة الإسلامية.

وتابع التقرير قائلا: "التنظيم نجح بعمل دعاية ضخمة جذبت آلاف المسلمين حول العالم، مع وعود بحياة خالية من القمع الغربي والعيش في راحة وسلام، حيث تم نشر بعض الفيديوهات من قبل التنظيم لتوضيح مدى الترف والرفاهية التي يعيشها المقاتلون في سوريا"، واستخدم المقاتلون القادمون من الغرب موقع التدوينات القصيرة "تويتر" لعرض صور المنازل الفخمة والسيارات الباهظة الثمن وحمامات السباحة التي يوفرها التنظيم لمقاتليه.

وأكد التقرير، أن التنظيم نجح في جذب العديد من الشباب عبر إقناعهم بمدى الظلم الواقع على المسلمين السنة في سوريا من قبل النظام السوري، كما نجح التنظيم في تحميل بعض الشباب مسؤولية الدفاع عن السنة في سوريا، حيث تم تعزيز الشعور بالأخوة لدى أفراد التنظيم من خلال الالتزام الديني، وأجرت "الإندبندنت" لقاء مع الألماني هاري سارفو المقيم بالمملكة المتحدة، وكان هاري قد انضم لـ"داعش" لمدة 3 أشهر في العام 2015 قبل أن يترك التنظيم.

وكشف هاري، خلال حديثة عن تجربته المريرة مع المضايقات الأمنية المتكررة والتحرشات المستمرة من المجتمع المدني، ما أسفر عن اتخاذه قراراً بالسفر إلى سوريا، وقال: "طالما كان يؤكد لي صديقي أن تلك المضايقات والتحرشات ما هي إلا نتاج طبيعي لشخص مسلم يعيش بالغرب، لاسيما ألمانيا، وقال لي: أنت شخص مسلم وأسود وزوجتك امرأة محجبة ماذا كنت تتوقع أن يحدث لك في هذا المجتمع؟، هم يعتقدون أنك شخص إرهابي ودموي لذا ينبغي عليك السفر إلى تنظيم داعش والعيش هناك مما سيحفظ حقوقك كشخص مسلم وليس لك مكان للعيش هنا بعد الآن".

وكشف التقرير، عن مخاوف أممية بشأن استراتيجية التنظيم الجديدة للاستفادة من الضربات الجوية عليهم، لنشر صور للأطفال القتلى إلى جانب دعوات بأنها هجمات إرهابية عالمية، ليحفز التنظيم مؤيديه في بلادهم الأصلية لشن هجمات مماثلة هناك، مضيفا: غادر بعض المقاتلين الأجانب سوريا بعد شعورهم بخيبة أمل كبيرة أثر التحاقهم بـ"داعش"، وشعورهم بالغربة وسط المجتمع السوري ومقتل الكثير من أصدقائهم ودعوات من أهلهم بالعودة إلى أوطانهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل