المحتوى الرئيسى

خالد عمر بن ققة يكتب: قطر وعلاقتها مع إسرائيل.. من دور العراب إلى القائم بالأعمال | المصري اليوم

08/07 01:00

نقلاً عن جريدة «العرب» اللندنية

تأسست العلاقة بين قطر وإسرائيل منذ مؤتمر مدريد للسلام بين إسرائيل والعرب، وبوجه خاص مع الفلسطينيين (عُقد فى نهاية أكتوبر 1991). غير أنها فى ذلك الوقت اكتفت بمدّ جسور بين الدولتين ضمن صيغة التقارب فى المنطقة، واستنادا إلى تشكيل نظام دولى جديد دعا إليه جورج بوش الأب، بعد انتصار التحالف الدولى على العراق وإخراجه من الكويت. ويبدو أن قطر سعت لتكون جزءا منه، وكان المدخل هو أن تصبح عرَّاب إسرائيل فى الدول العربية، عبر التجارة والسياسة والإعلام.

انتظرت قطر خمس سنوات لتجسِّد تلك العلاقة بطريقة تحقق المصالح وتبتعد عن السياسة، مستفيدة من تجربة السلام المباشرة بين مصر وإسرائيل، وتجربة هذه الأخيرة والأردن، وقد تمَّ الإعلان عنها من خلال إنشاء علاقات تجارية فى 1996 ظهرت فى افتتاح المكتب التجارى الإسرائيلى فى الدوحة، وتوقيع اتفاقيات بيع الغاز القطرى لإسرائيل، ثم إنشاء بورصة الغاز القطرية فى تل أبيب.

وتمكنت إسرائيل من كسر حاجز المقاطعة الإعلامية العربية لإسرائيل عبر قناة الجزيرة، من خلال شعار «الرأى والرأى الآخر». وقد اتضح بعد سنوات أن الرأى الآخر مقصود به كل مَن يُسْهم فى دفع الدول العربية إلى الفوضى والتفكك والفتنة وبث الشائعات من الداخل، مع إعطاء صورة مختلفة لذلك لجهة القول «بتأييدها الإصلاح والديمقراطية والتغيير فى الوطن العربى ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد».

المهم هنا أن قطر عملت - ولا تزال - على الترويج للحوار الإعلامى والسياسى مع إسرائيل، بحجة أن السبيل الأوحد لحل القضية الفلسطينية هو الدخول فى حوار مباشر مع إسرائيل عبر تهيئة الرأى العام العربى لذلك. وتُجاهر قطر بعلاقتها مع إسرائيل، وتُرجع ذلك إلى أمرين: الأول أن العلاقات الدولية فى إطار العولمة تغيّرت عن صيغتها القديمة، حيث يمكن الجمع بين الاختلاف بين دولة وأخرى فى قضية ما، والتعاون وتبادل المصالح مع نفس الدولة فى قضية أخرى.

وتدّعى قطر أن علاقتها بإسرائيل مهدت السبيل لحل قضايا كثيرة وتسوية أوضاع معيّنة يعرفها الفلسطينيون والإسرائيليون، وهذا الموقف يساندها فيه أنصارها، خاصة التنظيمات الإسلامية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين. والواقع أن الدور الإعلامى لقطر- الخاص بالتغيير فى المنطقة، بما فى ذلك الشأن الفلسطينى- لا يتأتى من الدعم المالى واللوجيستى للأحزاب الدينية، وإنما من تحقيق أجندة قائمة على إضعاف الدول العربية لصالح أعداء الداخل والخارج.

ويتم إضعاف الدول العربية عبر صراعات دموية داخل الدولة الوطنية، على غرار ما حدث بين حماس والسلطة الوطنية فى فلسطين، أو بين الجيش والإخوان المسلمين فى مصر، أو بين الجيش والميليشيات الإسلامية فى سوريا، أو بين الميليشيات الدينية والشعب فى ليبيا، أو حتى فى الحالة التونسية، حيث يتم دفع مجتمع بمرجعيتيْه إلى حال من الفوضى باسم التغيير.

تتحرك قطر فى علاقتها مع دولة الكيان الإسرائيلى عبر ثلاثة مسارات: الأول: المسار التجارى، ولها مبرراتها وحججها على ما تقوم به، لعل من أهمها تغيّر العلاقات الدولية، إضافة إلى توظيف الموارد الاقتصادية فى خدمة السياسة، من ذلك على سبيل المثال تزويد إسرائيل بالغاز، وإلى مدة غير محدودة، وبأسعار رمزية، بعد توقف إمدادات الغاز الطبيعى إلى إسرائيل من خلال خط الأنابيب المصرى الواقع فى سيناء، بعد أن فجّرته الجماعات الإرهابية التى تعمل لصالح إسرائيل، وإن ادّعت غير هذا.

المسار الثانى: هو المسار السياسى، ويتخذ طابعا سريّا فى الغالب، مدخله - فى أحيان كثيرة- تحريك مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل، ومن ذلك على سبيل المثال لقاء سرّى جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بالشيخ حمد بن جاسم (خلال توليه رئاسة الوزراء) فى باريس للحديث عن موضوع السلام الفلسطينى وصفقة التبادل مع جلعاد شاليط، والعلاقات بين قطر وإسرائيل، ومنها عمل حكومة قطر على تذليل كل الصعاب أمام إسرائيل وتقديم تسهيلات كثيرة لها من طرف مسؤولين وشركات قطرية كبرى، فى محاولة لدعمها لدخول المنطقة تحت مسميات تجارية علنية وسرية، حسبما ذكر سامى ريفيل، مؤلف كتاب «قطر وإسرائيل.. ملف العلاقات السريّة».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل