«كفر الزيات».. مبنى من 5 طوابق على 4 أفدنة مغلق بـ«الجنازير» لنقص الإمكانات.. وعدد أفراد الأمن أكبر من الأطباء

لا أحد يوجد فى الاستقبال، ولا فى الحجرات، جنازير محكمة حول الأبواب الرئيسية المؤدية لداخل كل دور من الأدوار الخمسة، مبنى بالكامل مغلق الأبواب دون استخدام، لعدم توفر الإمكانيات المادية والبشرية لاستغلاله.

انتقلت «الوطن» بعيداً عن هذا المبنى للتعرف على باقى ملامح هذا المستشفى الذى يقع على مساحة 4 أفدنة بمدينة كفر الزيات، فوجدنا مبنى آخر صغيراً لقسم الحروق بالمستشفى، أغلق منذ سنوات، ولم تشهد السنوات الماضية أى محاولات لإعادته مرة أخرى للعمل.

الدماء تغطى غرفة النفايات.. ومدير المستشفى يعاقب عاملة بسبب ارتداء جوانتى

وصلنا إلى المبنى الداخلى للمستشفى، الذى يحجز به مرضى المركز وعدد من القرى المجاورة له، مبنى يحرسه عدد كبير من أفراد الأمن يتجاوز عدد الأطباء. بداية قال «مهران» 37 سنة، ابن أحد المرضى: «هنا الإمكانيات مش قد كده بنجيب علاج كتير من برة، وجبنا كمان معانا مروحة، الجو حر، ومفيش تهوية كفاية هنا».

«مفيش دكتور فى العناية دلوقتى، ادخلى على طول، لسه المسئول عن تغيير الوردية ماجاش، ادخلى شوفى قريبتك واطلعى»، قالتها ابنة الحاجة «فتحية» واحدة من المرضى المحجوزين فى غرفة العناية المركزة بالمستشفى، حين وجهت لها سؤالاً حول إمكانية الدخول للعناية المركزة للاطمئنان على أحد المرضى بالداخل. ويؤكد عصام عمارة، قريب أحد المرضى أن المستشفى صرح طبى كبير، يخدم كفر الزيات وقراها وقرى أخرى تابعة لمحافظة البحيرة، لكنه يحتاج إلى قوة بشرية، لأن المستشفى يحتاج إلى أكثر من 10 أطباء وممرضات، الأهالى هنا ظلوا يعانون طيلة 10 سنوات من تدنى الخدمات بسبب عمليات الإحلال والتجديد للمستشفى فى الفترة (1990 - 2009)، وللأسف لم تتوقف هذه المعاناة حتى الآن، فهناك عجز صارخ فى الأجهزة والمعدات الطبية، ويتم شراء الأدوية وعمل التحاليل والأشعة خارج المستشفى.

وفى الممر، جلست جازية أبوزيد، عاملة خدمات معاونة بالمستشفى، فى حالة بكاء هستيرى بسبب قرار مدير المستشفى الدكتور أيمن الملاح، بخصم 3 أيام بسبب ارتدائها جوانتى، أثناء قيامها بنقل دم إحدى الحالات المتوفاة، لعدم توفر مستلزمات طبية، مضيفة بقولها «زوجى عاجز وأنا اللى باصرف على أولادى، والدكتور عاوزنى أتصاب وأقعد جنبه».