المحتوى الرئيسى

قبل أن تذهب إلى "سوق السيارات".. اقرأ هذا التقرير

08/05 18:25

الركود يضرب سوق.. والتجار يشترون بأسعار بخسة ويبيعون بأرقام عالية.. والمواطنون يعودون دون شراء

آلاف السيارات المستعملة، تتراص في ساحة شاسعة، يتوافد عليها آلاف المواطنين من جميع محافظات مصر، إما لبيع سيارة أو شرائها. هنا "سوق السيارات" في الحي العاشر بمدينة نصر. يقام السوق يوم الجمعة. وتسيطر السيارات الأوروبية والكورية على الساحة، وتختفي السيارات صينية الصنع من المشهد، كما يخلو السوق من السيارات باهظة الثمن عدا القليل منها.

"مصراوي" انتقل إلى "سوق السيارات" لرصد عملية البيع والشراء الذي شهد ركوداً في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار الوقود.

"من سنة كان ممكن أشتري عربية ألماني بالمبلغ اللي مش عارف اشتري بيه دلوقتي كوري"، هكذا بدأ "حسام الدين" مهندس مدني في إحدى شركات المقاولات كلامه. يقول إنه وعد خطيبته بأن يشتري لها سيارة جديدة بمناسبة عيد ميلادها منذ عام، ومع الزيادات المستمرة في الأسعار والمعاناة التي تتكبدها للذهاب إلى عملها بالمواصلات، قرر شراء سيارة مستعملة "كل ما أحوش مبلغ ألاقي العربيات زادت" قالها حسام الذي قرر الذهاب إلى السوق أسبوعين متتاليين ولم يجد سيارة مناسبة بالمبلغ المحدد "ملقتش حاجة كويسة والأسعار عالية جداً، هاروح وأديلها الفلوس وهي تتصرف" يقول الشاب العشريني غاضبًا.

على الرغم من الزحام الكبير في السوق وتوقف حركة السيارات في جميع الطرق التي تؤدي إليه، فإن حركة البيع والشراء باتت في ركود، فقد افترش التجار الحدائق المحيطة بالمنطقة خارج السوق هربا من حرارة الشمس بينما استسلم معظمهم حتي غلبه النعاس.

داخل السوق، وقف الحاج "عبدالله" القادم من مدينة طنطا والذي يعمل في تجارة السيارات منذ 20 سنة وهي مصدر دخله الوحيد. يقول بنبرة حزينة "أنا كان معايا 500 ألف جنيه وكنت باشتري بيهم من سنة 4 عربيات، دلوقتي ما يجيبوش عربية ونص.. الشغلانه مبقتش بتأكل عيش"، ويضيف أن تكلفة المشوار إلى مدينته تصل إلى 500 جنيه ذهاباً وإياباً كل أسبوع بعد زيادة أسعار البنزين، الأمر الذي يدفعه أحيانا إلى التهاون في سعر السيارة حتي يستطيع بيعها "باضطر أخسر أحيانا في العربية بدل ما أرجع بيها عشان ألحق أجيب عربية تانية يمكن استرزق"، مضيفاً أنه يتوقع عودة الأسعار للارتفاع.

وقال إن الإقبال عادة يكون على السيارات الكورية نظرا لتوافر ورخص قطع غيارها.

تزايد توافد الجمهور على السوق مع حلول الظهيرة، فيما توقفت "آمال" أستاذة الاقتصاد تفحص إحدى السيارات وعلي وجهها علامات الاستياء. وجهت حديثها لصاحب السيارة "العربية دي انت جايبها بـ 10 آلاف جنيه إزاي عاوز تبيعها بنفس المبلغ" قبل أن تتركه وتنصرف، قالت إنها باعت سيارتها منذ 7 أشهر لظروف خاصة وعندما قررت شراء سيارة وجدت أن الأسعار تضاعفت "مش لاقية حاجة اشتريها".

وأبدت دهشتها مما يحدث قائلة "في نظريات الاقتصاد عندما يرتفع سعر الوقود يقل الطلب علي السيارات، أما هنا فالوضع عكسي"، وتابعت "هاضطر أدفع شوية وأتنازل عشان وضع السوق".

على بعد أمتار قليلة، نصب بعض التجار وسماسرة السيارات الخيام لحمايتهم من الشمس الحارقة، وعلي مقربة من أحدها وقف "أيمن ضيف" سمسار سيارات حضر مع عميل لشراء سيارة له، يقول "أيمن" إنه كان قد حدد مبلغ من المال ولكنه عندما نزل إلى السوق وجد أن المبلغ المتواجد معه غير كاف لشراء نفس السيارة التي باعها العميل منذ عام بعد تضاعف سعرها "بعتهاله من سنه بـ50 ألف دلوقتي بـ120 ألف وهي نفس العربية" مستفسراً عن سبب الزيادة علي الرغم من توافر قطع الغيار وأن السيارة ليست حديثة.

بجوار أحد أسوار السوق، وقف الزوجان "عماد إبراهيم" و"نجلاء سامي" اللذان يعملان موظفين في أحد البنوك، يستندان إليه للراحة بعد قضاء نحو 5 ساعات داخل السوق دون أن يجدوا طلبهم، يقول "عماد" إنهما يمتلكان سيارة ونزلا إلى السوق على أمل الحصول على سيارة أحدث منها بسعر مناسب، ولكن تبدلت آمالهم إلى إحباط بعد معرفة الأسعار التي وصلت إليها السيارات.

"بقينا خايفين نبيع، خايفين منعرفش نشتري" تقول نجلاء وتوضح أنهما في حاجة إلى 50 ألف جنيه إضافية والحل الوحيد هو التنازل عن الموديل والقبول بموديل أقل ليتناسب مع الميزانية المقترحة لشراء السيارة. وتوكد الزوجة أن جميع من أرادوا شراء سيارتها كانوا تجارا ولكنهم عرضوا لشرائها سعرا منخفضا جداً.

"البيع سهل لأن السوق مليان تجار والشراء صعب لنفس السبب" يقول عماد، موضحًا أن التاجر يريد أن يبيع سيارته بأعلى الأسعار، مؤكداً أنه يضمن سيارة التاجر أكثر من الأشخاص لأن التاجر لا يشتري السيارات المتهالكة حسب "عماد".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل