المحتوى الرئيسى

أحمد مجاهد: الثقافة أساس التنمية.. ولدينا عقليات إبداعية لا نستفيد منها (حوار) | المصري اليوم

08/05 15:17

أكد الدكتور أحمد مجاهد، المستشار الثقافى لوزير التنمية المحلية، أن الوزارة أعدت خطة متكاملة لنشر التنمية الثقافية فى ربوع المحافظات على اعتبار أن الثقافة هى أساس كل تنمية، تتضمن عدة محاور، أهمها: إنشاء ديوان ثقافى فى كل محافظة، وتنمية الحرف البيئية، وتجهيز 4 آلاف مكتبة بالقرى، ونشر فكرة الأكشاك الثقافية.

وقال «مجاهد»، فى حوار لـ«المصرى اليوم»، إن وزارة الثقافة تبذل جهدا كبيرا، لكن الأزمة أن «الناس ملبسة الوزارة وحدها مهمة تشكيل الوعى العام»، مؤكدا أن هذا خطأ كبيرا، والأمر عبارة عن منظومة تحتاج إلى إعادة صياغة، وتكامل وتعاون بين جهات ووزارات عديدة، وتوجه دولة، بخلاف دور رجال الأعمال المهم، لافتا إلى أن الأقاليم هى المفتاح الحقيقى للثقافة.. وإلى نص الحوار:

■ ما أسباب اختيارك مستشارا ثقافيا لوزير التنمية المحلية؟

- الدكتور هشام الشريف لا يحتاج ألى مستشار ثقافى، لأنه رجل مثقف ولديه خطة ثقافية ضخمة، ولكن بسبب أن الوزارة صعبة وملفاتها كثيرة، فهو يحتاج إلى مجموعة مساعدين يسند لكل واحد منهم ملفاً يشرف عليه ويساعد فيه.

والوزير عنده مبدأ واضح وصريح وهو «أن التنمية الثقافية» أساس كل تنمية، وقام الوزير بعمل لقاء مع المثقفين، لأن همه هو أن نسمع وجهات نظرهم وكيف تسير الأمور، وذلك رغم أن لدى الوزارة خططها الثقافية.

■ كيف بدأت الخطة الثقافية للوزارة وما أهم ملامحها؟

- الشريف كان حريصا على أن تكون البداية مع وزارة الثقافة، كى لا يحدث لبس فى الموضوع، ولا يخضع للتنافس من قريب أو بعيد، بل على العكس كلنا نخدم الدولة، وهدفنا واحد وهو أن نحدث تنمية ثقافية، وأبرز ما فى الخطة إنشاء الدواوين الثقافية بالمحافظات، ويشمل كل ديوان مجموعة المثقفين بالمحافظة من باب أن «أهل مكة أدرى بشعابها»، لأنهم سيكونون على دراية كافية باحتياج محافظاتهم، علما بأننا لن نركز على مشروعات القراءة والندوات الثقافية والفنية، وإنما التركيز أكثر على المشروعات التنموية كوزارة تنمية محلية، والحرف البيئية، وكيف يكون هناك قرية منتجة من خلال هذه الحرف، والمنتجات التى تتميز بها كل قرية، لذا نحاول أن يكون لدينا شىء اسمه الخصوصية الثقافية فى كل محافظة، لأن الاحتياجات الثقافية والمتطلبات التى تناسب الحرف البيئية تختلف من مكان لآخر، وهذا ما عايشته كثيرا عندما كنت رئيسا لهيئة قصور الثقافة مثل المحافظات التى تتميز بإنتاج التمور والكليم والسجاد والفخار، وهذا كله يدخل فيما يسمى الصناعات الثقافية التى تحكم العالم وهى تحقق أكبر عائد فى الإيرادات وفى نفس الوقت تحافظ على الهوية.

■ متى يتم الإعلان عن إنشاء هذه الدواوين؟

- مسألة الإعلان فيها مشكلة، لأن الوزير لديه قناعة «عدم الإعلان عن أى شىء مخطط له»، وإنما يبدأ الإعلان عندما ينتهى التنفيذ فعلا، وهذا أفضل شىء، وبالفعل بدأنا التباحث حول الدواوين وسيكون هناك مجلس رئيسى فى الوزارة يتابع كل هذه الدواوين.

■ وماذا عن المكتبات فى خطة الوزارة؟

- الوزير يريد البداية بـ4 آلاف مكتبة بالقرى، لأن المدن والمراكز بها مكتبات، لذا نبحث عن القرى البعيدة، وهناك أولويات فى الأماكن، أولها الثقافة، وإذا لم يوجد مكان يكون فى مكتبة المدرسة، ثم بيت الشباب، أو الوحدة المحلية، ونتكلم فى حدود المتاح، وبدأنا العمل فى هذه الفكرة على مراحل.

■ لأول مرة يكون لوزارة التنمية المحلية دور فى التنمية الثقافية؟

- لا، لأول مرة يكون هناك دور لوزير التنمية المحلية، وليس لوزارة التنمية المحلية، والفرق كبير، لأننى عندما كنت رئيسا لقصور الثقافة كان هناك محافظون معروفون بالاسم وكانوا يساعدوننى فى العام الواحد بما يقرب من مليون جنيه كل عام ومنهم اللواء مصطفى السيد، محافظ أسوان الأسبق، والدكتور سمير فرج، محافظ الأقصر الأسبق، واللواء أحمد مختار، محافظ الوادى الجديد الأسبق، واللواء عادل لبيب، فى الإسكندرية لم يتأخر نهائيا فى «مليم»، ومحافظ الفيوم الأسبق، كلهم دعموا الثقافة بمبالغ تصل لمليون جنيه للعمل فى المحافظات، وفى المقابل كان هناك محافظون لا يساعدون، فالتنمية المحلية وثيقة الصلة بالثقافة وبالذات عن طريق هيئة قصور الثقافة، لأنه مستحيل أن تعمل وزارة الثقافة بمعزل عن وزارة التنمية المحلية، إنما الجديد أن يشرف الوزير بنفسه على التنمية الثقافية بالمحافظات، ويضع خطة ويتابعها بنفسه، كى لا يترك الأمر لمزاج كل محافظ يساعد أو لا يساعد، وهذا يصب فى مصلحة وزارة الثقافة، والثقافة بشكل عام.

وندعو الجميع للعمل والمساهمة فى هذا الإطار، وسواء ساهمت وزارة الثقافة أو مؤسسات المجتمع المدنى أو التنمية المحلية، ليس هناك مشكلة، لأننا يهمنا أن ينجز العمل وليس المهم من أنجزه، فلا يوجد فيها مغنم ولا جوائز، وإنما نحن جميعا نعمل لصالح بلدنا مجردين من أى أهواء أو مصالح شخصية، لذا لا بد من التكامل والتعاون لإنجاز هذا التوجه.

■ ألا يحدث ذلك نوعا من المشاكل بين وزارتى التنمية المحلية والثقافة؟

ـ ليس فيها مغنم ولا جوائز، والتنافس هنا على خدمة الوطن، اللى قادر يدخل يقدم، يا رب يشيل الشغل كله، مفيش مشكلة، فمثلا قصور الثقافة عملت فى أماكن كثيرة ولم تنفذ شيئا فى الأسمرات، فقمنا نحن بإنجاز ليالى الأسمرات الثقافية، وهى مستمرة، لأن هدفنا التكامل، وليس المنافسة، ومصر مليئة بالأماكن المتعطشة للثقافة.

■ معنى هذا أن هناك تعاونا بين الوزارتين؟

ـ هناك تكامل بينهما، والتنمية المحلية تمد يدها للتعاون مع أى مؤسسة أو وزارة معنية بالثقافة، وعلى رأسها وزارة الثقافة بالتأكيد.

■ فكرة كشك الثقافة إلى أين وصلت؟

- الفكرة موجودة بخطة الوزارة، ونبعت من الكاتب مكرم محمد أحمد، أثناء لقاء الوزير بالمثقفين، أسوة بما كان عليه الوضع فى الستينيات، لأنه بعد حادثة بنى سويف على وجه الخصوص أصبح هناك عدم ثقة فى المواقع الثقافية بالمحافظات، وأغلقت ثلاثة أرباع المسارح بسبب احتياطيات الحريق، لذا كان لابد من توصيل الموسيقى والرقص والتراث الشعبى للناس بعمل كشك الموسيقى فى جنينة أو ميدان عام يعمل من غير تجهيزات أخرى.

■ من المنوط به تنفيذ وتشغيل هذا الأكشاك؟

- المحافظات هى التى ستصنع هذه الأكشاك وتضعها فى أماكنها، وقصور الثقافة المنوط بها تقديم عروض مجانية ولو مرة كل أسبوع للجمهور، فى الميادين، وذلك بالتعاون مع المحافظين.

■ هل أنت راض عن مستوى الثقافة فى مصر؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل