المحتوى الرئيسى

الصراع الأساس بين موسكو وواشنطن في سوريا آت

08/05 15:16

تطرق ألكسندر شاركوفسكي، في مقال نشرته صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، إلى الأوضاع السورية؛ مشيرا إلى أن انسحاب الأمريكيين من التنف أملته ظروف الحرب.

أعلنت وزارة الدفاع السورية أن ما يقرب من 30 مسلحا من المعارضة السورية سلموا أنفسهم، يوم 2 أغسطس/آب الجاري، إلى ميليشيا "حزب الله" اللبنانية في منطقة التنف الحدودية. ويذكر أن وسائل الإعلام الأمريكية نشرت أنباء تفيد بأن القيادة العسكرية الأمريكية قررت التخلي عن دعم مسلحي المعارضة في جنوب–شرق سوريا، والانسحاب من منطقة التنف. وطلبت من حلفائها في "لواء شهداء القريتين" إلقاء سلاحهم.

وللوهلة الأولى يبدو رفض واشنطن السيطرة على مدينة التنف ومحيطها أنه جاء نتيجة للنجاحات التي تحققها قوات الحكومة السورية وحلفاؤها. وبالطبع، إن ما يجري مرتبط بالدرجة الأولى بنشاط العسكريين الروس في سوريا. فمن جانب، تمكنت قوات الحكومة السورية ووحدات "حزب الله" والتشكيلات الشيعية من الوصول إلى الحدود السورية جنوب–غرب التنف، وفرض سيطرتها على معبر الوليد. أي انها سيطرت على جانبي المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة. والخطوط الخلفية لهذه المنطقة هي الحدود مع الأردن، التي كانت عبرها تصل إمدادات الغذاء والسلاح والذخيرة إلى المجموعات المعارضة. وهذا يعني أن سيطرة قوات الحكومة السورية على جانبي المنطقة لم تشكل خطرا عليهم. بيد أنه ومع سيطرة الجيش العربي السوري بالتعاون مع العراقيين على معبر الوليد، لم تعد هناك فائدة من البقاء في التنف، وخاصة أن المنطقة المحيطة بها هي صحراء مكشوفة تماما. ويبدو أن الجنرالات الأمريكيين قرروا التخلي عن هذه المنطقة لموسكو كاستعراض لنيتهم التعاون في سوريا.

وهناك معلومات تفيد بأن الجزء الأكبر من حلفاء واشنطن المحليين رفضوا تنفيذ أوامرها في محاربة "داعش". وبعض هؤلاء هم جنود فارون من الجيش السوري، ويقاتلون في صفوف "جيش سوريا الحر"، والقسم الآخر هم من المتشددين الراديكاليين من جماعة "لواء شهداء القريتين" التابعة لـ "أحرار الشام".

وقد بدأ سخط هذه المجموعات السورية المعارضة عقب طلب واشنطن منها الكف عن محاربة القوات الحكومية وتوجيه سلاحها نحو "داعش". وبحسب معلومات سي إن إن، بعد هذا الطلب فورا، بدأ المسلحون يغادرون معسكرات التدريب التي أقامها الأمريكيون في منطقة التنف.

ومن الواضح أن قرار القيادة العسكرية الأمريكية الانسحاب من التنف قرار صائب، لأنه: أولا، يمكِّنها من نقل قواتها إلى منطقة دير الزور الغنية بالنفط والغاز. وهذه المنطقة أكثر أهمية للبنتاغون حتى من الناحية العسكرية، لوقوعها على طريق بغداد. وثانيا، يستطيع الأمريكيون تشكيل فصائل معارضة جديدة في الأردن ونقلها عند الضرورة إلى التنف. وثالثا، الأهم لواشنطن هو تعزيز وجودها في شمال سوريا، حيث التشكيلات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تطور نجاحاتها عسكريا. وهنا في هذه المنطقة يمكنهم تشكيل قوة كبيرة عند وقوع مواجهة بين "قسد" وقوات الحكومة السورية، حيث لن تترك حلفاءها في هذه المنطقة من دون دعم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل