المحتوى الرئيسى

ألوان الوطن| الفقي.. أعطى جرعة أمل للعالم ومات مخنوقا: "بحب أكون متميز في كل شيء"

08/05 14:59

"تعودت منذ صغري على أنني إذا عملت عملا أتقنه، بل أحب أن أكون متميزا فيه، فحتى عندما كنت أغسل الصحون بكندا كنت أحب أن أكون متميزا في ذلك، فكنت أغسلها بشكل ممتاز وأرتبها وأعمل لها تنظيما محددا وأعمل لها جردا مخصوصا، حتى شعروا في إدارة الفندق الذي كنت أعمل فيه بأنني متميز فأعطوني عملا أكبر من ذلك، وبدأت أتدرج شيئا فشيئا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه"، كلمات قالها خبير التنمية البشرية الراحل إبراهيم الفقي، وسار على خطاها لينجح في حياته العملية كثيرا والشخصية أيضا.

"هناك أوقات نشعر فيها أنها النهاية ثم نكتشف أنها البداية وهناك أبواب نشعر بأنها مغلقة ثم نكتشف أنها المدخل الحقيقي"، "عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك، عش بالإيمان، عش بالأمل، عش بالحب، عش بالكفاح، وقدر قيمة الحياة"، عبارات قالها الدكتور إبراهيم الفقي لنشر جرعة من التفاؤل والأمل كعادته بين الشباب وسط ما يعايشونه من إحباط ويأس جراء ضغوطات الحياة.

عاش إبراهيم الفقي، حياته في الدراسة وتأليف الكتب، وإعطاء النصائح، فكلماته لا تزال عالقة في أذهاننا إلى الآن، كأنه موجود بيننا، حتى بعد أن توفي مخنوقا جراء حريق اندلع بمنزله، حيث أثارت قصة موته العديد من البلبلة والشكوك حول حقيقة وسبب وفاته واندلاع الحريق.

فروت زوجته آمال الفقي، أن زوجها معتاد الاستيقاظ مبكرًا، لأداء صلاة الفجر وقراءة القرآن الكريم، ومن ثم متابعة عمله، وبذلك كان سيلاحظ الحريق وتسلل الدخان إلى شقته، الذي وقع في العاشرة صباحًا، مضيفة أنه كان برفقة أخته وأحد أقاربه، وأنهم جميعا كانوا مستيقظين، مؤكدة أن الحريق ظل لفترة، متسائلة: "كيف كان للدكتور وهو مستيقظ لأكثر من نصف ساعة وقت حدوث الحريق في الدور الأسفل منهم، كيف له ألا يقوم بالاتصال عبر الهاتف بشقيقه السيد الفقي، الذي يسكن في غرفة في نفس دور الحريق، أو أن يتصل بابن شقيقه".

وتكمل آمال في التساؤلات حول حقيقة موته الذي رغبت في أن تطالب بفتح تحقيق حول حقيقته، ولكن الإجراءات التي عاقتها عن ذلك "زوجي له قدرة فائقة وقوية في حاسة الشم"، راوية قصة فندق القاهرة، الذي أبلغها خبير التمنية البشرية ذات مرة وهما في ذات الفندق، أنه يشم رائحه دخان لحريق، ولكنها لم تكن تشم أي رائحة، وبالفعل أثبت صحة كلامه، عندما خرج من النافذة فوجد حريقاً في الدور الأول وهما كانا في الدور السابع.. فكيف له أنه متواجد بالشقة ولا يشم الحريق منذ بداية اندلاعه.

ولد إبراهيم محمد السيد الفقي في 5 أغسطس 1950 في قرية أبو النمرس حي المنيب بمحافظة الجيزة، وحصل على بطولة مصر في تنس الطاولة لعدة سنوات ومثل مصر مع المنتخب الوطني في بطولة العالم لتنس الطاولة بألمانيا الغربية عام 1969.

وفي الحياة المهنية فقد تدرج الفقي في الوظائف حتى درجة مدير قسم في قطاع الفنادق بفندق فلسطين بالإسكندرية ووصل إلى الدرجة الثالثة وهو في سن الخامسة والعشرين، هاجر إلى كندا لدراسة الإدارة، وبدأ هناك في وظيفة تنظيف الأطباق وفي وظيفة حارس لمطعم وحمال كراسي وطاولات في فندق.

يحكي الفقي في محاضراته أنه سافر إلى كندا مع زوجته وهو لا يمتلك شيئًا وعمل في أقل الوظائف في فندق بالرغم من نجاحه في الفندقة قبل سفره إلى كندا ثم تدرج إلى أن أصبح مدير أكبر الفنادق في كندا.

وحصل على الكثير من الشهادات الدولية وشهادة دكتوراه في علم التنمية البشرية، كما درب أكثر من 600 ألف شخص في محاضراته حول العالم، كما أنه حاضر ودرّب بثلاث لغات: الإنجليزية والفرنسية والعربية.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل