المحتوى الرئيسى

مقتل صيدلي بسبب حبوب الكيف

08/03 20:48

طوال عامين، لم ييأس «عمرو» من البحث عن وظيفة أو فرصة عمل، تساعده على البدء فى حياته، ورغم رفضه للعمل كصيدلى فى البداية بعيداً عن مؤهله الجامعى كخريج كلية التجارة، شعر الشاب بأن الحياة قد تلوح له بفرصة أخرى من خلال عمله فى مجال الأدوية حتى جاءته طعنة القدر من حيث لا يحتسب وسقط قتيلًا على يد زبون مُسن انهال عليه ضربًا بسيخ حديد أصابه بكسرٍ فى الجمجمة، لتنتهى أحلام ومعاناة شاب أراد العيش فى أمان.

«عمرو حسن» معروف فى المنطقة بحسن خلقه وتربيته الحسنة تعود أصوله إلى الصعيد وتستعد أسرته للتجهيز لخطبته بعد تجهيزه شقة الزوجية، رغم أنه يسكن بمنطقة العجوزة، فإن معاملته الطيبة مع الأهالى فى منطقة بولاق الدكرور جعلت منه شخصية يحبها الجميع ولا يختلف عليها أحد.

توجه «عمرو»، من منزله بمنطقة العجوزة، قاصدًا محل عمله فى الصيدلية بمساكن فيصل، فى تمام العاشرة.. بدأ الشاب والطبيب المسئول واثنان آخران من زملائه العمل داخل الصيدلية فى سيناريو يومى رتيب وفى الساعة الحادية عشرة، بخطوات بطيئة دخل «الشيخ أحمد»، صاحب الـ65 عاماً، زبون يعرفه العاملون فى الصيدلية منذ زمن، ملقياً السلام على كل العاملين، مطالبًا «عمرو» بأن يمنحه شريطين من عقار «الإسبرين»، تلك الجريمة التى يأتى يأخذها كل يومين فهى علاج لسيولة الدم التى يعانى منها وأخرج من طيات ملابسه جنيهًا واحداً. خلال ثوانٍ معدودة، أحضر مساعد الصيدلى شريطاً ونصف الشريط فقط للشيخ أحمد، الذى بادر بسؤاله «أنا كنت باخد شريطين بالجنيه إيه اللى حصل؟ »، فكان الرد: «الأسعار زادت يا حاج»، ليصب المسن جام غضبه على مساعد الصيدلى الذى أعاد له الجنيه ووضعه على طاولة ليعود لاستكمال عمله، مفضلًا الابتعاد عن الخوض فى الجدال دون جدوى بعد مناولته الدواء فوجئ المسن بالجنيه ملقى على الأرض -حيث تطاير بفعل هواء مروحة السقف- فشعر بالإهانة وجرت دماء الغضب فى عروقه، فنشبت بينهما مشادة كلامية وصلت إلى سباب بألفاظ خارجة من قبل المسن وفشلت كل محاولات تهدئته ومع ازدياد غضبه اشتبك معه مساعد الصيدلى –الضحية- وأمسك الطباخ بسيخ حديد وضرب عمرو، فى أسفل البطن، وضربة أخرى فى العين اليمنى حتى سقط على الأرض فاقدًا الوعى.

بعد دقائق معدودة وصل الأخ الأكبر لـ«عمرو» بعد أن أخبره الأهالى بوقوع مشاجرة بين شقيقه وأحد الأشخاص بمنطقة عمله فتوجه مسرعاً لمساندة شقيقه ولدى وصوله وجده يجلس على كرسى ويضع الثلج فوق رأسه من شدة الضربة فتوجه به بعد ذلك إلى طبيب بالمنطقة الذى أخبره بضرورة الإسراع لإجراء أشعة مقطعية على المخ فذهبا إلى قصر العينى الفرنساوى وبعد إجراء الأشعة تبين وجود نزيف حاد فى المخ ليدخل إلى غرفة العناية المركزة ويفارق الحياة بعد 3 أيام.

ليتوجه بعدها شقيقه إلى قسم شرطة بولاق الدكرور بصحبة نجل عمه «عاوز حق أخويا اللى اتقتل فى غمضة عين». وشكل العميد عبدالحميد أبوموسى، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، فريق بحث بقيادة العقيد طارق حمزة، مفتش المباحث، والمقدم هانى الحسينى، رئيس مباحث بولاق الدكرور. أشارت تحريات الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور، إلى أن المتهم يدعى «أحمد»، 65 عاماً، طباخ، لتبدأ رحلة البحث عنه عقب اختفائه من منزله، وتبين من خلال جمع المعلومات اختباؤه فى شقة أخرى يمتلكها بنفس المنطقة، لكن دون علم الجيران، وتم اصطحابه إلى ديوان القسم ليدلى باعترافات مفصلة.

داخل ديوان قسم بولاق الدكرور، وقف الشيخ أحمد أمام رجال المباحث يعترف بجريمته التى أبدى ندمه عليها «دى كانت لحظات شيطانية ومش عارف إيه اللى حصل» تلك كانت أولى كلمات الشيخ المتهم الذى واصل حديثه.. لم أقصد قتل عمرو لكن بعد أن رد لى ثمن العلاج وطار على الأرض غلى الدم فى عروقى واعتبرت أنها حركة إهانة لشيخ فى مثل سنى، ولى أبناء بنفس عمره وكان عليه أن يراعى أننى بحكم والده وعندما وضع «الجنيه» على «استاند» الحديد وطار على الأرض لم أشعر بنفسى إلا وأنا أنهال عليه بأبشع الألفاظ واعتديت عليه بالضرب حتى سقط على الأرض.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل