دورات "للكابلز" في الكنائس المصرية لمواجهة مشاكل ما بعد الزواج

"40% من حالات الطلاق تتم في سنوات الزواج الخمس الأولى"، تصريح أدلى به رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، اللواء أبو بكر الجندي، نُشر بعدد من وسائل الإعلام، منذ أيام، موضحا أن 192 ألف حالة طلاق سجّلتها مصر في عام 2016، بحسب بيانات رسمية.

فشل زيجات كثيرة خلال السنة الأولى من الزواج، أحد الأسباب التي دفعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى عقد دورات متخصصة للمخطوبين والمقبلين على الزواج داخل أغلب كنائسها، وأقرت ذلك شرطا للحصول على تصريح زواج، وأكد المجتمع المقدس، الذي يدير شؤون الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في جلسة 2 يونيو الماضي، على ضرورة اجتياز دورة كنسية للإعداد للزواج، والحصول على شهادة من أحد المراكز المعتمدة كنسيا من الشروط اللازمة قبل كتابة محضر الخطوبة.

الدورات التي تقدمها الكنيسة تسمى "كورس المشورة"، وهي عدد من الندوات، تتم على مدار 3 أشهر، أو أقل، يحضر الخاطب وخطيبته 75% منها قبل إتمام الزواج، حتى يُسمح لهما بدخول الامتحان النهائي، والهدف العام منها هو اختيار شريك الحياة الصالح، وضمان حياة زوجية مستقرة، حسب تصريح لقداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أدلى به خلال إحدى عظاته الأسبوعية.

محتوى الكورس التي تقدمه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأبنائها من المقبلين عن الزواج يختلف من "إيبارشية" لأخرى، لكن أسسا عامة تحكمه، ويقدمه متخصصون دائما، عناوين الموضوعات المشتركة بين عدد من المحافظات تدور حول: كيفية اختيار شريك الحياة، مهارات التواصل بين الخطيبين، الاختلافات السيكولوجية بين الرجل والمرأة، النضج النفسي اللازم للارتباط، كيف أعاتب، التدبير المالي للأسرة، الاحتياجات النفسية للزوجين، لغات الحب، التعامل السليم مع أهل الزوج أو الزوجة، الزواج عهد أم عقد، التسامح والغفران.

مارينا عادل، متزوجة حديثا، حضرت دورة مكثفة للمشورة لمدة شهر، داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مع مجدي سامي -خطيبها وقتذاك- قالت لمصراوي، إن المحتوى الذي تم تدريسه خلال الدورة كان جيدا للغاية، وإنها حصلت على "سي دي" بنهاية الكورس يحوي ما تم تقديمه والمناقشات التي دارت خلال الندوات.

وأضافت "مارينا"، إن متخصصين أجابوا عن الأسئلة التي طرحتها خلال "الكورس"، موضحة أن حضورها لم يكن للحصول على "شهادة"، بل كان لاستيضاح عدة أمور لم يتم الحديث عنها بالمنزل، تشجّع مارينا المخطوبين والمخطوبات على خوض "الجرعة المكثفة"، واصفة إياها باللحظات الحلوة.

تذكر "عادل" لمصراوي رؤوس بعض الموضوعات التي استفادت منها خلال "دورة المشورة"، مثل خصائص الزواج المسيحي، ورؤية علمية للعلاقة الحميمة، وفكرة مبسطة عن قوانين الأحوال الشخصية، وأساسيات التفاهم والحوار الزوجي.

تزوّج سامح بقطر، 26 سنة، منذ 3 أشهر فقط، حضر دورة مكثفة قبل زواجه، في كنيسة السيدة العذراء مريم ببيجام في شبرا الخيمة، هو وخطيبته.

"أوّل مرة كنت رايح وخلاص، بعد كدا حبيت الموضوع" يقول سامح لمصراوي، موضحا أن الدورة مناسبة لكل المستويات الثقافية، ويقدمها متخصصون وليس "قساوسة"، ويصف "بقطر" محتوى الدورات بالمتنوع، وأنه دار حول "حقوق الزوجين على بعضهما، والتدبير المالي للمنزل"، و"معاملة أهل الزوجين"، و"كيفية التخلص من الغيرة"، ويختتم حديثه بـ" كانوا بيعلمونا أ ب جواز".

ويقدّم كورسات المشورة الأسرية كهنة متخصصون وأخصائيون نفسيون وأطباء ومدربو مشورة أسرية، تعمل الكنيسة على اختيارهم وتأهيلهم في إيبراشياتها الموزعة على مستوى الجمهوري، ولمزيد من الخصوصية، قرر معهد المشهورة بالمعادي، على سبيل المثال، تقديم "كورس" خاص للرجال، تحت عنوان "كلام رجالة"، داعيا الشباب إلى الاشتراك فيه، وطرح كافة الأسئلة التي تدور في أذهانهم، وجاءت هذه الدعوة عن طريق صفحة المعهد على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وكذلك إعلان مصوّر تم وضعه على قناة اليوتيوب الخاصة بالمعهد.

يحاضر القمص جبرائيل أمين، كاهن كنيسة العذراء والشهيد استفانوس بشبرا الخيمة، في عدد من كورسات المشهورة، توجه مصراوي إليه بالسؤال عن أهم يشغل بال الحاضرين لهذه الدورات فأجاب بأن "تغيّر المشاهر بعد الزواج، والروتين، وكيفية ترتيب المنزل" أكثر ما يتم السؤال عنه، وأوضح كاهن كنيسة العذراء والشهيد استفانوس أن أسئلة المخطوبين تدور حول حدود العلاقة، والكلام المقبول وغير المقبول خلال فترة الخطوبة.

وقال القمص جبرائيل إن الهدف من هذه الندوات هو لتغيير المفاهيم الخاطئة لبناء أسرة سعيدة، واصفا عنوان أحدها بـ"المشاجرة الناجحة"، وهي توضح كيفية الخروج بنتيجة جيدة من حوار به درجة من الانفعال.