المحتوى الرئيسى

عاصمة الخردة فى مصر على الحديدة .. والصنايعية: «مش لاقيين نأكل عيالنا»

08/03 11:34

تُعد منطقة السبتية بحي بولاق أبو العلا, منذ عهد الرئيس الأسبق السادات مركزًا لتجارة الخردة في مصر, والتي طالما قصدتها مصانع كبرى لإنتاج حديد التسليح والألمونيوم والنحاس والورق, وأيضاً تعتمد عليها شركات توفر فرص عمل لآلاف الشباب.

قديمًا كانت شوارع السبتية مكدسٌة بأكوام النحاس والألمونيوم والحديد, ويميزها صخب سيارات النقل الثقيل التي لم تتوانى عن نقل الخردة بين القاهرة وجميع ربوع مصر, لكن أصبحت تلك في غياهب النسيان.

واضطر الكثير من تجار الخردة بـ«السبتية» إلى غلق أبواب رزقهم؛ بسبب حالة الركود التي يعانون منها منذ سنوات عديدة في ظل ارتفاع أسعار الخامات وارتفاع أسعار السولار.

العمال ليسوا أقل تضرراً, لأنهم " أرزقية"  ليس لهم راتب ثابت, ومن ثمَ لايعانون من من أسعار خامات أو سولار, بل من تدهور الأجر الذي لا يُعينهم على الحياة, وربما لا يتوفر لهم من الأساس, رغم ذلك يشفقون على غيرهم " إحنا سيبينها على ربنا, وأحسن من غيرنا كتير".. بتلك الكلمات أعرب الحاج جمال سويلم، أقدم تاجر خردة بـ«السبتية»,عن استيائه من حالة الركود الذي ضرب تجارة الخردة في السبتية, منذ ثورة 25 يناير, لِما أصاب السوق من ارتفاع مُتواتر في أسعار الخامات, وتسعيرة السولار, وعدم وجود الرقابة على التجار المُحتكرين لمزادات الخردة .

ويحكي سويلم خلال حديثه لـ "الوفد", عن حال السبتية قديماً, قائلاً: " تاجر الخردة في السبتية كان زمان ملَك, الورشة الواحدة فيها أكتر من 20 عامل, وصاحب الورشة كان بيراضيهم, الشوارع دى مكنتش تعرف تمشى فيها من أكوام المعادن الليمالية الشارع ..".

وأوضح "سويلم" أن مكاسب الخردة بدأت تتراجع منذ الثورة الأولى, ولم يكن أمام كبار تجار الخردة سوى تسريح أغلب العمالة, بينما التجار الأقل إنتاجاً اضطروا إلى غلق الورش تمامًا، وذلك من هول الخسائر التي تعرضوا لها .

ويضيف رأفت إمام, تاجر يجلس أمام ورشته الخالية من العمال, أن الأسعار أصبحت منذ 7 سنوات تهاجم تجارة الخردة؛ فأصبحت المهنة مجرد تصافي للخامات وقل الإنتاج, فأصبح العامل عبئًا على صاحب الورشة , قائلًا "حتى ولادي مشيتهم يشفولهم صنعة غيرها".

وعلى بعد خطوات منه, ورشة "المعلم خالد", وبها أكبر عدد عمالة  " ثلاثة عمال" , قال أحدهم, أنه يعمل في فرز المعادن منذ 14عاما, وهى مهنة شاقة, رغم ذلك أجرته اليومية 80 جنيها, كما أن العمل بشكل غير دائم وربما يمر عليه شهر بدون دخل, مضيفاً "لا توجد تأمينات أو معاشات أو حتى نقابة تهتم بمشاكلنا".

والتقط زميله عبد العال صابر طرف الحديث قائلا: "أنا وأسرتى محاصرون ما بين ضعف الدخل ورفع الدعم عن السلع الأساسية"، والله أنا شركة الكهرباء وجهت ضدى محضر, وأنا عاجز عن سداد المبلغ ".

 واشتكى صابر, رغم أنه يعمل منذ صباح اليوم حتى غروب الشمس, إلا أنه لايضمن أن يرجع في نهاية اليوم بطعام يعوضه عن مشقة النهار أو على الأقل يسد جوعه هو وأسرته.

وأشار محمود سعد, إلى أن مهنة الخردة أمر مفروض عليهم, وأنه أصبح يعمل بالأجرة حسب الإنتاج, بعدما أغلق والده ورشتهم لكساد الحال, مضيفاً " الواحد أعصابه تعبت ومش عارفين نتجوز, ولو كلمت صاحب الورشة على زيادة هيقولك أمشي ويجى غيرك 100 من على القهوة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل