المحتوى الرئيسى

3 شيوخ .. ومصائر متضاربة

08/02 20:40

يتمتع الشيخ أبوإسحاق الحوينى بشعبية طاغية وسط جموع التيار السلفى، ويعد الرمز الأهم والأكبر بين دعاة السلفية العلمية المستقلة عن السلفية العلمية بالإسكندرية، ويوصف بالعلامة المحدث لتخصصه فى علوم الحديث.

والتزم «الحوينى» الصمت خلال أحداث ثورة 25 يناير، قبل أن يعلن موقفه فى منتصف مارس خلال درس له فى مسجد العزيز بالله بالزيتون، والذى عبَّر فيه بوضوح عن استنكاره للثورة وأحداثها، باعتبارها أحداث فتنة واجتماعاً للرعاع، مشيراً إلى أنه اختار الصمت؛ حتى لا يُقال عنه إنه «خائن وعميل» لمجرد الاجتهاد السياسى، وينعكس هذا القول عندما أبلغ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فابتعدت حفاظاً على وجودى الدعوى لاحقاً كوظيفة أساسية لى، مضيفاً أنه «انقبض» بعد ثلاثة أشهر من اندلاع ثورة يناير.

وفى أعقاب ثورة 30 يونيو، انتقد «الحوينى» جماعة الإخوان المسلمين فى فيديو على صفحته الرسمية، قائلاً «كأن الله أراد أن يقول للمتشوقين والذين يحلمون بإقامة الإسلام، إدنهالكم سنة.. ما نفعتوش، نسلبها منكم، لتتربوا وترجعوا، وتعرفوا أن التمكين لا يكون إلا بالعبودية.. لو صرتم عباداً لله، مكنكم حتى بلا أسباب... كلامى لن يعجب المتحمسين، وسيقول بعض الناس متخاذل، ولكن عندما تنكشف الفتن، سيعلم الناس من كان صاحب بصيرة، ومن كان أعمى».

 وكان «الحوينى» قد دعا فى 3 يوليو أنصار الإخوان إلى العودة إلى منازلهم حقناً للدماء، مشيراً فى فتوى له على صفحته الرسمية «كنت أفتيت بالنزول المشروط بعدم تحقق المفسدة والآن رأيت أنه تحققت المفسدة فعلاً، وأن الفتنة أطلت برأسها، فيجب على الجميع عدم المشاركة فيها واعتزالها».

ولم يسلم «الحوينى» من الانتقادات؛ حيث هاجمه الداعية الجزائرى السلفى المدخلى قائلاً «أما الشيخ أبى إسحاق الحوينى فأنا أخشاه على مصر، كما كنت أخشى على أهل بلدنا الجزائر «على بلحاج»، يتبع نفس المنهج فى الإثارة والدغدغة بالعواطف، وكثرة التهييج السياسى، هذا يظهر فى الخطب أكثر منه فى الدروس والمحاضرات.

بعد سقوط حكم مرسى، تعرض للعديد من الحملات الهجومية الإعلامية من قبل الإخوان المسلمين وحلفائهم الذين اتهموه بأنه «باع دينه» لصالح الدولة، واتهمته آيات العرابى بأنه «خائن لله ورسوله».

حيث يوضع الشيخ محمد حسان الذى ينتمى إلى المدرسة السلفية العلمية، ويعد أحد أبرز رموزها المستقلين عن السلفية العلمية بالإسكندرية، فى خانة الدعاة السلفيين الذين تخلوا عن محمد مرسى والإخوان بعد ثورة 30 يونيه، لصالح علاقته بالدولة، خصوصاً بعد روايته لأحداث وساطته حول فض اعتصام رابعة عبر قناة «الرحمة»، للمصالحة بين الإخوان والدولة هو والدكتور جمال المراكبى، وعبدالله شاكر، قائلاً «خرجنا للمصالحة حقناً للدماء وحفظاً للدعوة وحفظاً لشبابنا ولبلدنا وحتى لا يدخل أبناء التيار الإسلامى فى صراع مع الجيش والشرطة لا يستفيدوا منه إلا اليهود المتربصون بنا وبأمتنا، فالغنيمة الكبرى لهم هى مصر، وإذا سقطت مصر ستسقط الأمة كلها».. فكان جزاؤه جزاء سنمار.

وهى شهادة تُحمِّل الإخوان ضمناً مسئولية فشل هذه الوساطة، وإدخال البلاد فى الفتنة، والصراع الداخلى، وانعكاسات ذلك سلباً على المشروع الإسلامى برمته، دفعته إلى اتهام جماعة الإخوان وحلفائهم وكل من يشوهون أهل العلم بأنهم «ينفذون مخططاً خطيراً لإسقاط الدين».

وظهر دوره فى المشهد العام فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، ومشاركته مع شيوخ السلفيين فى تهدئة الأحداث بين المسلمين والأقباط بأطفيح فى 2011، بعد هدم إحدى الكنائس، وإطلاقه حملة المعونة المصرية لتكون بديلاً عن المعونة الأمريكية، وأثار ذلك جدلاً واسعاً حولها، خاصة بعد إعلانه جمعه مبلغ 60 مليون جنيه، كما ساند دعوة تأسيس حزب الفضيلة.

انضم لمجلس شورى العلماء، وإلى الهيئة الشرعية للحقوق، مع كبار رموز السلفيين والإخوان فى مصر، وأيد انتخاب محمد مرسى، ولكنه لم يشارك فى اعتصامى الإخوان فى رابعة والنهضة، وإن كان ظهر فى يوم فض الاعتصام بمظاهرات الإخوان بميدان مصطفى محمود مع الشيخ محمد حسين يعقوب.

ويرى «حسان»، أن أول حلول الأزمة الدائرة الآن بين الدولة والمجتمع من جهة، وبين الإخوان من جهة أخرى، هو دفع «الدية» عن كل من سالت دماؤه، وراح ضحية هذا الصراع، من أجل إطفاء النار المتأججة بينهما.

وأدان «حسان» أحداث الكنيسة البطرسية بالعباسية، وتفجيرى كنيستى طنطا والإسكندرية، مشيراً إلى حرمة دماء الذميين، وأن إشعال نار الفتنة الطائفية لإسقاط مصر خيانة عظمى.

وشنَّ حملة شديدة على إسلام بحيرى وآرائه حول كتب الأئمة البخارى ومسلم والشافعى، وقال «لم يفلح على مر التاريخ من حارب الله ورسوله».

ومع ذلك شنَّ عليه محمود لطفى عامر، رئيس جمعية أنصار السنة بدمنهور، وأحد رموز السلفية المدخلية فى مصر هجوماً حاداً بتهمة دعم فكر سيد قطب والإخوان المسلمين والمدرسة السلفية بالإسكندرية والجهاد، داعياً إياه إلى مراجعة أخطائه والاعتراف بها.

«عبدالمقصود».. من الاعتدال إلى التكفير

يمثل الشيخ محمد عبدالمقصود، أحد صقور التيار السلفى، وهو أحد المؤسسين للسلفية الحركية فى مصر، التى نشأت فى منطقة شبرا بالقاهرة فى بداية التسعينيات، بالتزامن مع نشأة الدعوة السلفية العلمية بالإسكندرية، وتعتبر السلفية الحركية تياراً غير منظم، لا يختلف فى الكثير عن السلفية العلمية إلا فيما يتعلق بتكفيرهم الحاكم، وحُرمة المشاركة فى المجالس النيابية، بل ويعتبر «عبدالمقصود» رموز الدعوة السلفية العلمية بالإسكندرية معلميه ونموذجه الأول.

وكان أبرز المشاركين من دعاة السلفية فى مظاهرات ثورة 25 يناير بميدان التحرير، وألقى العديد من الخطب من فوق منصات السلفيين، وشارك فى تأسيس «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» فى 5 يوليو 2011، والتى ضمت عدداً من شيوخ الدعوة السلفية والإخوان المسلمين، كما ساند تأسيس حزب الفضيلة الذى تولاه أخوه اللواء عادل عفيفى عبدالمقصود.

وساند ترشيح محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، وفى أعقاب ثورة 30 يونيه، شارك فى اعتصام رابعة العدوية، وكان أحد المتحدثين الدائمين على منصة الاعتصام، ووصف المشاركين فى الثورة بالمنافقين والكافرين.

اتسمت مواقفه بالحدة والعدائية تجاه المخالفين معه فى الرأى، حيث وصف عبدالمنعم أبوالفتوح بأنه ليبرالى صباحاً وإسلامى ليلاً، خلال معركة انتخابات الرئاسة، وشنَّ هجوماً شرساً على حزب النور، ووصف أعضاءه والمنتمين للدعوة السلفية بـ«منافقين برهاميين لا سلفيين» وأنهم عملاء لأمن الدولة.

وبعد فض الاعتصام هرب إلى تركيا، وانضم إلى «تحالف دعم الشرعية»، وواصل خطاباته التحريضية على الدولة، واستغل المنابر الإعلامية فى الهجوم على شيوخ الدعوة السلفية بالإسكندرية، مشيراً فى أحد البرامج إلى أن الشيخ محمد عبدالفتاح بن إدريس قيم الدعوة، كان يتحين الفرصة أثناء فترة الجامعة للدخول إلى مصلى النساء للاطلاع على وجوه الأخوات على حين غفلة منهن.

واعتبر حزب «النور» المحلل فيما سماه «المصائب التى مرت بالحركة السلفية»، مؤكداً أنه حذر منه مراراً وتكراراً باعتباره عميلاً لأمن الدولة، كان يبلغ عن المخالفين لرأيه بأنهم «قطبيون» أو «تكفيريون».

وفى المقابل، ترى الدعوة السلفية، أن محمد عبدالمقصود ظل داعماً لشيوخ الدعوة قبل الثورة وبعدها، إلى أن حدثت أزمة الخلاف بين الدعوة السلفية وجماعة الإخوان؛ لرفض الدعوة المشاركة فى اعتصام رابعة العدوية، مشيرين إلى التناقض الذى وقع فيه برفضه ترشيح حازم أبوإسماعيل للرئاسة لتهاونه فى أمر الدماء، وإصراره على الترشح ولو أدى ذلك لإراقة دماء الأبرياء، فى الوقت الذى أصبح فيه الآن أحد المحرضين على العنف.

ومنذ هروبه إلى تركيا، لم تتوقف تصريحاته المحرضة على العنف، مشيراً إلى أن الهدف منه هو إرهاب الدولة ورجال الجيش والشرطة من خلال تهديدهم أو حرق سياراتهم أو بيوتهم من باب الردع، معتبراً أن إحراق سيارات الشرطة يدخل فى إطار السلمية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل