المحتوى الرئيسى

أحلام.. المجتمع المدنى والدور المنتظر

07/14 20:20

فى كل بلاد العالم تلك التى علا بها بشأنها أو انحدر يلعب المجتمع المدنى دورا مهما حيويا فى مجالات الخدمة العامة. فى بلادنا الآن أرى أن المجتمع المدنى يجب أن يكون الوجه الآخر للعملة إذا ما كانت الدولة الوجه المقابل. فى أكثر بلاد العالم غنى وتقدما عند الالتحاق بالجامعة ما يضاعف من فرص القبول بها شهادات العمل التطوعى التى تثبت أن الطالب قد أدى واجبا لخدمة مجتمعه رغبة منه فى دعم الوطن الذى يعيش فيه. القبول فى الوظائف والجامعات فى البلاد المتقدمة لا يرتكن إلى الدرجات إنما إلى تقييم أعمال التقدم وأهميتها. أذكر حينما ترشحت لبعثة دراسة الدكتوراة فى باريس أن التحقت بالمركز العلمى التابع للسفارة الفرنسية بالقاهرة فى دراسة منتظمة مكثفة للغة الفرنسية كشرط أساسى للالتحاق بالعمل والجامعة.

كان مدرس اللغة الفرنسية «فرانسوا كورنيل» دارسا للحقوق اختار أن ترسله بلاده لتعليم لغتها خارج الحدود عوضا عن التجنيد فى الجيش الفرنسى لمدة عامين.

اعتقد أن العمل التطوعى الآن فرض عين على الجميع كل فيما يمكن أن يؤدى. هو بلا شك واجب وطنى قومى لا تردد فى الإقدام عليه ولا تهادن، كلنا يتحدث عن تعثر التعليم وانهيار التأمين الصحى وغيره من الخدمات الأساسية فى الدولة ولكن الاحتفاظ بالأمل فى الضوء الذابل فى نهاية النفق هو آخر ما نملك فلا نستجمع آخر الأنفاس ونكف عن الكلام ونبدأ التفكير فيما يجب عمله على المدى القريب والبعيد.

لأننى من المهتمين بقضية الصحة يأتى حديثى دائما عنها، لهذا أعرض اليوم فكرة أتمنى لو يتبناها أصحاب رءوس الأموال الوطنية فى بلادى، وأعد بالعمل تحت إدارتهم أنا وكتيبة على أهبة الاستعداد بين زملائى وأبنائنا من الأجيال الجديدة الواعدة بالخير.

بتخفيف العبء على المراكز الطبية المتخصصة، وليكن معهد القلب القومى مثلا ـ لماذا لا نبدأ فى بناء مجموعة من العيادات المتخصصة لتشخيص أمراض القلب «معمل ـ أشعة ـ جهاز لرسم القلب ـ جهاز للتصوير بالصدى الصوتى». محسوبة التكاليف موحدة. لها جهاز للعمل محدد الوظائف من إداريى وأطباء وتمريض. ويلتزم الأطباء بالعمل فيها مقابل الالتحاق بوظائف أعلى. وأن يتولى تأسيسها والانفاق عليها رجال الأعمال أو البنوك والشركات الكبرى أو تطرح أسهم للمشاركة فيها.

رأسى تشبع تماما بالفكرة وأظننى قادرة على صياغتها وحولى العديد من الزملاء يتوقون للمساعدة، فقط ما أتمناه أن نجد صدى فى نفوس من يمكنهم المساعدة بجدية ويملكون من الحس الوطنى ما يجعلهم يقبلون على التجربة متأكدين من أنهم بها يبدأون صفحة ناصعة من تاريخ المجتمع المدنى فى مصر.

أتمنى لو بدأنا ولو بقدر قليل من تلك العيادات المؤهلة على مستوى يسمح لها بتقديم خدمات صحية حقيقية مثل التشخيص والعلاج الباطنى والتأهيل والوقاية فى مجال أمراض القلب.

وأتمنى أن أراها تبدأ من أقصى الصعيد، والواحات والوادى الجديد تنتشر على خريطة نهر النيل العظيم.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل