المحتوى الرئيسى

لولى والشقاوة

07/14 15:20

في البداية، عندما اقترح علي صديقي الصحفي الدؤوب طارق سعد المشاركة بالكتابة في موقع "الوطن".. سعدت بشدة للعودة للكتابة من جديد بعد سنوات من الانقطاع.. وتحمست لتجربة "الوطن"، حيث شاركت منذ عامين ببرنامج رمضانك بيضحك على موقع "الوطن تي في" في رمضان.. وكانت من التجارب المحببة إلى قلبي.. وبدأت أفكر.. عماذا سأكتب.. وبعد حيرة وتفكير.. خرجت إليكم البداية: لولي والشقاوة

في سنوات الطفولة المشردة، أمي أحضرت لي دراجة بسنادات لأركبها داخل النادي كل أسبوع أنا وأختي.. وكنت أحب التجول في النادي بها.. لكني لم أتجرأ يومًا على محاولة ركوب دراجة الكبار "دون سنادات " – هكذا كنت أسميها – وحتى بعدما كبرت في سنوات الإعدادي والثانوي، دراجة الكبار اقتصرت في اعتقادي أنها للكبار فقط.. ومهما كبرت سنًا، فهي ما زالت أكبر مني.

حتى حانت اللحظة الحاسمة بعد الثلاثين، والتي قررت فيها "لولي" تحدي الصعاب، وأن تترك للشقاوة بداخلها أن تتربع ضاربة عرض الحائط بحاجز الثلاثين والرزانة والعقل، فأعلنت للجميع: "سأتعلم قيادة دراجة الكبار"..

ضحك علي أصحابي.. بينما شجعني زوجي، أو "خدني على قد عقلي" لا أدري الحقيقة.. المهم في أثناء سفرنا إلى الساحل الشمالي وفي إحدى الليالي، قررنا أن نبدأ..

ذهبنا إلى عم جمال، وطلبنا منه دراجة مقاسي.. دخل عم جمال المخزن وخرج بصحبته دراجة كبيرة وعالية جدا.. ظننت أنها لشخص آخر قبل أن يقول: "اتفضلي يا أستاذة".. أتفضل إيه بالظبط؟؟ هذه الدراجة لي.. waaw.. قلت في نفسي: "ماهي دراجة الكبار بقى"، جربتها ولم أفلح في التحكم فيها مطلقًا.. وبعلامات تعجب رأيتها على وجه عم جمال.. بدلت العجلة بأخرى أصغر حتى تطول قدمي الأرض لمزيد من الأمان.

ونجحت المحاولة في السيطرة والتوازن على الأرض، بغض النظر عن كم الخبطات التي خبطتها في الرصيف، واقتحامي بالعجلة أفخم العربات.. وانتهى المشهد بتسجيل زوجي لفيديو وأنا قادمة بالعجلة من آخر الشارع، والثبات العظيم في قيادتي للدراجة، ماشاء الله يعني من غير حسد.. واصفًا المشهد: "المتسابقة لولي دراجات أولى مسابقات جاية من بعيد.. إيه الحلاوة دي.. تمكن وسيطرة.. ده حال الأبطال دايمًا".. ومستحملتش لولي الحسد.. ووقعت بالعجلة.. وبمزيج من صوت الاستغاثة: "الحقني الحقني".. وضحكات زوجي المتكررة من الموقف.. انتهى الفيديو.. ورجعت لولي "متخرشمة " حال الأبطال عادة إلى البيت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل