المحتوى الرئيسى

"حرمة الاعتداء والتخريب".. خطبة الجمعة في مساجد أسيوط | أسايطة

07/14 12:33

الرئيسيه » اخر الأخبار » “حرمة الاعتداء والتخريب”.. خطبة الجمعة في مساجد أسيوط

تحدثت مساجد أسيوط في خطبة الجمعة الموحدة اليوم حول موضوع “حرمة الاعتداء والتخريب وضرورة البناء والتعمير”، حسبما عممتها وزارة الأوقاف.

وقال الخطباء إن الدين الإسلامي دين يدعو إلى البناء والتعمير، لا إلى الهدم والتخريب والتدمير، دين الرحمة والأمن والسلام للناس جميعا، يأمر بحفظ النفس والمال والعرض، وينهى عن القتل والاعتداء وترويع الآمنين، كما ينهى عن الفساد والإفساد، وبين من يعمر ويني ويتنافس في إسعاد الآخرين وإدخال السرور عليهم.

فقد خلق الله عزوجل الإنسان لعبادته وطاعته، فقال سبحانه: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وجعل من مظاهر هذه العبادة تزكية النفس البشرية وتهذيبها بالأخلاق الحسنة، وكذلك إعمار الأرض وإصلاحها، واستخراج كنوزها، والحفاظ عليها وتنميتها، وعدم الاعتداء على مقومات الحياة وعمارتها، فكل ما من شأنه أن يحدث فسادا، أو اعتداء، أو تخريبا وتدميرا، أو ترويعا للآمنين، يعد إفسادا في الأرض.

وأوضح الأئمة أن الاعتداء على الدين أو النفس أو العقل أو المال أو العرض أو ترويع الآمنين هو فساد وإفساد حذر منه الإسلام بكل صوره وأشكاله، ولقد جاءت رسالات السماء كلها داعية إلى الاصلاح والحفاظ على هذه الكليات الخمس، ومحذرة من الفساد والتخريب.

إن الفساد والتخريب والاعتداء على الأنفس وترويع الآمنين ما هو إلا نشر للفوضى، وتخريب للمجتمعات، فهؤلاء العملاء والخونة الذين يريدون تخريب الأوطان والاعتداء على الآمنين، هم فئة ضالة منحرفة ضلت الطريق، وانسلخت من كل معاني المروءة والإنسانية، إلى الاعتداء والتخريب والتدمير والتفجير، وتعريض حياة الناس للخطر، هؤلاء لا علاقة لهم بالإسلام ولا بالأديان ولا بالإنسانية فهم يلبسون الباطل ثوب الحق، ويظهرون في صورة المصلحين.

ولقد بين الحق سبحانه وتعالى ضلال هؤلاء الذين يظهرون بمظهر الإصلاح، ويتخذون من العنف والقتل والتخريب، وإشاعة الفوضى والرعب بين الناس سبيلا لهم، متوهمين أنهم على الحق.

وقد تنوعت صور الإفساد والاعتداء والتخريب في الأرض، فمنها قتل النفس التي حرم الله عزوجل قتلها إلا بالحق، بغض النظر عن اعتقادها ودينها، فالنفس البشرية معصومة أيا كانت ديانتها، وقد حرص الإسلام كل الحرص على حفظ الدماء والأموال والأعراض، فحرم كل اعتداء أو ترويع للآمنين وكل ما يهدد الأمن والاستقرار من إرهاب أو إفساد في الأرض أو اعتداء على الأبرياء.

وأضاف الخطباء أن الإسلام جعل الاعتداء على النفس الواحدة بمثابة الاعتداء على الناس جميعا، فقتل النفس البشرية لا يقره دين سماوي ولا عقل مستنير.

والشريعة الإسلامية كفلت للإنسان الحق في عيش آمن مطمئن، فنهت عن ترويعه ه وتخويفه، وحرمت التعدي عليه أو التعرض له بالإيذاء والضرر في نفسه وماله وعرضه أيا كان جنسه أو لونه أو معتقده، ونهى الإسلام عن ترويع المعاهد والمستأمن لما كفله لهم الإسلام من حقوق وواجبات، فالإيمان الصحيح يمنع الإنسان من حمل السلاح على الآمنين وترويعهم.

والحق الذي لا مراء فيه أن الإسلام دين الصلاح والإصلاح، دين الأمن والأمان، والسلم والسلام، دين يصون النفس الإنسانية ويحرم الاعتداء عليها، فلفظ الإسلام مأخوذ من مادة السلام، لأن الإسلام والسلام يحققان الطمأنينة والأمن وصيانة الحرمات.

ومن صور الفساد والتخريب الاعتداء على رجال الأمن المرابطين سواء في أرجاء الوطن أو على حدوده، ومنها زعزعة الاستقرار في البلاد، ونشر الأقوال المغلوطة والمعتقدات الفاسدة والتشكيك في الإنجازات الوطنية، ومنها العمل على بث الفتنة والفرقة بين أبناء المجتمع الواحد.

وأبشع أنواع الإفساد هو ما استبيحت به الدماء باسم الدين، والدين منه براء، فقد ابتليت الأمة بأناس يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وهؤلاء قد ذمهم القرآن الكريم وتوعدهم بالعذاب العظيم، ولابد من التصدي وبحزم وحسم لكل الفساد، فالمفسدون هم معول هدم للمجتمع، والتصدي لهم فيه نجاة للمجتمع كله، وإهمالهم وعدم التصدي لهم فيه الهلكة للمجتمع كله، فالتصدي للفساد مسؤولية الجميع، وأول صور التصدي للفساد عدم قبوله ورفضه وبيان خطورته وأثره على الفرد والمجتمع، فلابد من التآزر والتعاون والتناصر والتضامن بين جميع أبناء الوطن لتصل سفينة الوطن إلى بر الأمان.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل