المحتوى الرئيسى

مسؤولون: "رتوش أخيرة" لإتمام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس

07/13 11:46

تعمل القاهرة عن كثت لاتمام في صفقة بين حركة حماس وإسرائيل للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تفاهمات أخرى بشأن القضايا الأخرى العالقة بين مصر وحماس، بما في ذلك تسليم مطلوبين لدى السلطات المصرية يتواجدون في قطاع غزة، حسبما أفاد أربعة مسؤولين بارزين مصريين وفلسطينيين.

وأنهى وفد من حركة حماس محادثات مع مسؤولين مصريين في القاهرة وعاد إلى غزة يوم الاثنين، وهي ثالث زيارة يقوم بها وفد الحركة منذ تولي يحيى السنوار منصب القائد العام لحماس في قطاع غزة في فبراير الماضي.

تأتي تلك الزيارة بعد زيارة أخرى استمرت ثمانية أيام لوفد حمساوي برئاسة السنوار أوائل الشهر الماضي. كما أنها أعقبت زيارة وفد أمني إسرائيلي للقاهرة خلال يونيو الماضي، سلم رد بلاده على مطالب حماس للسلطات المصرية، حسبما أكد المسؤولين الأربعة الذي تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم لحساسية وسرية المفاوضات فضلا عن أنهم غير مخولين الحديث للصحافة.

وقال مسؤول مصري على صلة بالمحادثات وحضر بعضها في فيلا تابعة لجهاز أمني في القاهرة الجديدة خلال الشهر الماضي، إن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية كانت على رأس جدول أعمال تلك الزيارة.

وأضاف أن القاهرة أعلمت الوفد وبحثت معه ردود إسرائيل على مطالب حماس بشأن مبادلة أربعة أسرى إسرائيليين بمئات الأسرى من جميع الفصائل الفلسطينية.

وقال المسؤول إن المفاوضات غير المباشرة بين الحركة وإسرائيل "وصلت إلى مراحل متقدمة، وبات الطرفان قاب قوسين أو أدنى" من التوصل لصفقة على غرار صفية "وفاء الأحرار" التي أفرج فيها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2011.

وتابع "لم يتبق سوى رتوش أخيرة" لإتمامها.

وقال مسؤول فلسطيني من حركة حماس إن الحركة وضعت قائمة بمئات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مضيفا أن من بين هذه القائمة عشرات الأسرى الذي أفرج عنهم في صفقة "وفاء الأحرار" أو "شاليط،" ثم اعتقلتهم إسرائيل في أوقات لاحقة.

ضمت صفقة "وفاء الأحرار" التي أعلن عنها في 11 أكتوبر 2011 بوساطة مصرية أيضا، إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا.

وكانت هذه الصفقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي، وجرت بعد مفاوضات طويلة، تمت كلها داخل الأراضي الفلسطينية.

وقال المسؤول الحمساوي إن المفاوضات غير المباشرة يقودها عضو المكتب السياسي لحركة حماس، روحي مشتهى، الذي كان ضمن كبار قادة الفصائل الفلسطينية الذين أفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار."

ويوصف مشتهى بأنه رفيق درب السنوار وأحد المقربين منه.

وتعترض إسرائيل، بحسب المسؤولين المصريين، على بعض الأسماء التي وردت في قائمة الأسرى، بالأخص القيادي الفتحاوي مرواني البرغوثي، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه خليفة محتمل للرئيس محمود عباس في رئاسة فلسطين. كما تعترض حماس على أسماء بعض الأسرى الذين تطلب إسرائيل إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، سواء غزة أو الضفة الغربية، بعد الإفراج عنهم.

وقال مسؤول مصري اخر إن القيادي الفلسطيني المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، "له دور أيضا في تسهيل صفقة الإفراج عن الأسرى،" مشيرا إلى أن "محسوبين" على دحلان حضروا بعض جلسات المحادثات مع وفد حماس والإسرائيليين.

وذكر المسؤول أن القائد الفتحاوي الذي كان رئيسا لجهاز الأمن الفلسطيني قبل استيلاء حماس على الحكم في غزة، سمير المشهراوي، الذراع الأيمن لدحلان، حضر تسليم الإسرائيليين ردهم على مطالب حماس. كما أن حضر جلسات محادثات بين المسؤولين المصريين ووفد حماس.

وتتحدث تقارير فلسطينية عن أن منزل المشهراوي في غزة يخضع لأعمال ترميم، الأمر الذي يرجح قرب عودته وأسرته إلى القطاع الذي غادره قبل عشر سنوات، وذلك بالاتفاق مع مسؤولي حماس.

وقال المسؤول إن رغبة الطرفين، حماس وإسرائيل، التقت على إجراء مفاوضات غير مباشرة للإطلاق سراح أربعة جنود إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

وأسرت حماس الضابط هدار جولدن، والجندي أرون شاؤول الإسرائيليين خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2014، بالإضافة إلى إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي، والثاني بدوي من النقب.

وتسعى إسرائيل منذ سنوات لمعرفة مصير الجنديين. ووسطت قوى إقليمية ومنظمات دولية لدى حماس لمعرفة أية معلومات عنهما والاثنين الاخرين.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية استهل خطابه الأول منذ انتخابه، والذي ألقاه الأربعاء الماضي في مدينة غزة، بتوجيه رسالة الى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بأن تحريرهم "بات أقرب من أي وقت."

ويسعى السنوار وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى إنجاز الصفقة في أسرع وقت، إضافة إلى تحسين العلاقات مع القاهرة، أملا في فتح معبر رفح وإدخال الوقود والمواد الأخرى لتخفيف المعاناة عن سكان قطاع غزة.

وقالت حركة حماس إنه من المقرر ان تغادر لجنة فينة قطاع غزة إلى القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية بغزة إياد البزم، الثلاثاء، إن اللجنة الفنية سوف تبحث احتياجات المنطقة العازلة وذلك بناءً على التفاهمات الأخيرة مع السلطات المصرية، وفقا لوكالة أنباء سما الفلسطينية.

وأوضح البزم الهدف من الزيارة، يتمثل في تقديم الاحتياجات اللازمة لإقامة المنطقة العازلة على الحدود إلى الجانب المصري؛ من أجل توفير الأدوات المتعلقة بتأمين الحدود في ظل عدم توفر عدد من الأدوات".

وبدأت السلطات الأمنية في غزة أواخر يونيو الماضي بإقامة منطقة أمنية عازلة على الشريط الحدودي بين القطاع ومصر بعمق 100 متر في الجانب الفلسطيني.

وأشارت السلطات الأمنية إلى أن الخطوة تمت في إطار تفاهمات مع المسؤولين المصريين لزيادة ضبط الحالة الأمنية على الحدود.

وأضاف قال اللواء توفيق أبو نعيم، مدير قوى الأمن الداخلي بغزة في تصريحات صحفية في الثاني من يوليو، أن الجانب المصري "أبدى استعداده لإدخال معدات ثقيلة وأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة، بما يساعد على تحسين مستوى الضبط الأمني في المنطقة الحدودية الواقعة بين مصر وقطاع غزة."

وتعمل حماس على تعبيد وتسوية الطريق على الشريط الحدودي الجنوبي بطول 12 كيلومترا، على أن يتم لاحقا نشر منظومة مراقبة متكاملة، تشمل أبراجا عسكرية وكاميرات حديثة، إضافة إلى تركيب شبكة إنارة كاملة على طول الحدود، وفقا لتصريحات مسؤولين مصريين في وقت سابق هذا الشهر.

وأضافا أن المرحلة الثانية من خطة إنشاء المنطقة العازلة تتضمن نشر عناصر أمنية واسعة تابعة لحركة حماس على طول الحدود على أن تبقى هناك بشكل مستمر.

وقال أحدهما "مصر تجري اتصالات مع بعض الدول والجهات الدولية لتوفير تمويل يقدر بنحو 500 مليون دولار لإنشاء المنطقة العازلة."

في إسرائيل، تجاهل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في تصريحاته الأسبوعية التي تسبق اجتماع حكومته، الأنباء عن تقدم في الاتصالات لإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، حسبما أوردت صحيفة الحياة اللندنية يوم الاثنين.

كما أطلق وزراء بارزون في حكومته تصريحات تنفي صحة الأنباء عن اقتراب التوصل إلى صفقة، وأخرى تعارض الإفراج عن أسرى فلسطينيين "في مقابل جثث جنود إسرائيليين."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل