المحتوى الرئيسى

بالصور- مهاجرو أسيوط .. بين طريق الموت والانضمام لتنظيمات إرهابية

07/11 20:50

أصبحت محافظة أسيوط حجر الزاوية، لعصابات تهريب المواطنين الراغبين في السفر إلى أوروبا أو ليبيا، في الوقت الذي اعتاد فيه أهالي المحافظة على سماع أخبار العثور على جثث غرقى هنا أو هناك، وبين فقيد وغريق تعيش المئات من الأسر الأسيوطية في مأساة اختلطت فيها الحاجة إلى المال، مع الرغبة في الثراء السريع، بالموت على أعتاب الحلم الذي لا يتحقق.

يقول إبراهيم ملاك، المقيم بقرية عرب الأطاولة بمركز الفتح، ويعمل ممرضًا بعيادة خاصة، إن ابنه مفقود منذ عامين ونصف بعد أن سافر إلى إيطاليا، عبر أحد السماسرة، مقابل مبلغ مالي قدره 40 ألف جنيه.

وأضاف أن هناك نحو 40 طفلًا وشابًا من مركزي الفتح وأبنوب، مازالوا مفقودين، ولم يتم التوصل إلى مكانهم حتى اﻵن، ورجح أن يكونوا غرقى في البحر المتوسط.

وتظل رحلة البحث عن الموت عبر البحر أو الصحراء مستمرة في ظل ارتفاع معدلات الفقر بالمحافظة إلى 61%، حسب آخر إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في ديسمبر 2016.

ولم تتخذ رحلات الموت عبر الهجرة غير الشرعية وجهة واحدة إلى أوربا فقط ، بل امتدت إلى الجماهيرية الليبية، التي ترتبط مع قرى مراكز ديروط، ومنفلوط، والقوصية، بدروب عميقة في الصحراء يعلم تفاصيلها عصابات التهريب التي اعتادت تهريب الأسلحة والخارجين عن القانون من خلالها.

وبعد أن أغلقت السلطات المصرية والليبية الحدود، إبان ثورة يناير عام 2011، ومنعت دخول المصريين إلي ليبيا إلا بتصريح، ازداد نشاط عصابات التهريب، وبات ما يفعلونه تجارة رائجة، يتهافت المئات من الشباب عليها، رغبة في الخروج من الفقر الشديد، وندرة فرصة العمل خاصة في مراكز الأطراف بأسيوط.

يقول الدكتور علي ثابت، الخبير الاقتصادي والتنموي، إنه رغم المجهودات المبذولة من الهيئات الدولية والجمعيات الأهلية بالمحافظة، والتي يصل عددها إلى نحو 1562 جمعية ومنظمة، لايزال الوضع في قرى المحافظة يحتاج إلى تدخل حكومي مباشر، لتحسين أوضاع الشباب العاطلين، بمشروعات قابلة للتطبيق بعيدًا عن المشروعات التي تستهدف أصحاب المصانع والمشروعات القائمة بالفعل وهو ما يحدث حاليًا.

واقترح ثابت، أن يتم حصر القرى التي تشتهر بالهجرة غير الشرعية، وتكثيف العمل بها من خلال طرح مشروعات تكاملية ومصانع من خلال شركات مساهمة من الشباب، وتوفير الدعم النقدي لذلك عبر البنوك الحكومية بفوائد منخفضة، وإنشاء شركات للتسويق من قبل الشباب لترويج منتجات تلك المصانع التي يديرها الشباب.

وﻷن باب الهجرة غير الشرعية لم يغلق رغم فقدان وغرق المئات، يظل الخطر في تمكن الجماعات الإرهابية من استقطاب بعض المهاجرين إلي ليبيا دون غطاء شرعي هربًا من الفقر، أمًرا جاءت ثماره مبكرًا وبشكل سريع، ففي 22 سبتمبر 2015، واجهت قوات الأمن من الجيش والشرطة، عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، تسللوا إلى جبل ديروط والقوصية، وأسفرت الاشتباكات عن تصفية 10 عناصر إرهابية عقب اشتباه سكان المنطقة بهم، حيث كانوا مسلحين ويستقلون سيارة بيضاء وملثمين، فبادروهم بإطلاق الأعيرة النارية.

وفي شهر يناير 2017 كانت قرية "المنشأة الكبرى" بمركز القوصية، على موعد مع مفاجأة كبرى، فالشاب "محمود كامل صديق ربيعي"، والذي سافر بحثًا عن العمل في ليبيا، لم يعد إلى أهله بما ذهب من أجله، إنما تصدر خبر عنه في صدارة الصحف والقنوات التليفزيونية للحديث عنه باسم "أبو ربيع المهاجر" ، بعد أن قتل على يد قوات من الجيش الليبي في مدينة أجدابيا، وكانت قصته حين ذاك جرس إنذار في وجه المسئولين بأسيوط، للتحرك إلى تلك القرى والبحث عن هؤلاء الشباب قبل أن يسافروا وتوفير فرص عمل ورفع وعيهم وانتمائهم لبلدهم، إلا أن ذلك الجرس ربما لم تصل أصواته إلى المسئولين رغم ارتفاع حدة الخطر.

وأعلنت وزارة الداخلية أول أمس، مقتل 6 إرهابيين داخل عقار سكني غير مأهول بمركز ديروط بأسيوط، بعد تبادل لإطلاق الرصاص مع قوات الأمن، وعثر في المكان على متفجرات قبل ارتكاب أعمال تخريبية بها.

كما صفت قوات الأمن يوم 10 أبريل من العام الجاري، خلية إرهابية تتبع تنظيم داعش بالصحراء الشرقية بمنطقة عرب العوامر بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، إلا أن المنطقة تذخر بأماكن أخرى تتمثل في سراديب ودهاليز أثرية دون أي حراسة أمنية أو سور يعزلها عن المدينة الصناعية المتاخمة لها، ما ينذر بتكرار تواجد خلايا إرهابية في عشية وضحاها، ومازالت المنطقة المترفعة تضم كهوفًا أثرية تصلح ﻹقامة العشرات داخلها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل