المحتوى الرئيسى

منطقتي | أهلا‭ ‬بالدراجات‭!‬

07/11 20:32

ونعيد نشرها اليوم بمناسبة: توقيع محافظ القاهرة اتفاقية مشروع “بسكلتّة”.

‮«‬عبط‮»‬،‭ ‬‮«‬جنون‮»‬،‭ ‬‮«‬معيلة‮»‬،‭ ‬‮«‬فكرة‭ ‬حلوة‮»‬،‭ ‬‮«‬استعراض‮»‬،‭ ‬‮«‬بروباجندا‮»‬،‭ ‬‮«‬بتقلدوا‭ ‬السيسي‮»‬‭!‬

 عند تجربة نزولنا إلى الشارع لركوب الدراجات بشكل جماعي، كان هذا‭ ‬جانبًا‭ ‬من‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬سمعناها‭ ‬في‭ ‬الشارع، ‭‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أننا‭ ‬فعلنا‭ ‬ذلك‭ ‬لنحرك‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة‭.‬

هل‭ ‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬أن‭ ‬نحلم‭ ‬بـ«وسط‭ ‬بلد‮»‬‭ ‬تسمح‭ ‬لنا‭ ‬شوارعها‭- ‬أنا‭ ‬وأنت‭- ‬بركوب‭ ‬الدراجة،‭ ‬كوسيلة‭ ‬مواصلات‭ ‬نذهب‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬أعمالنا،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التسلية‭ ‬فقط؟

أعرف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أولويات: ‬الركن،‭ ‬المرور،‭ ‬الخدمات‭ ‬الحكومية،‭ ‬الاقتصاد‭… ‬

ولكن في الحقيقة، حل‭ ‬مشكلة‭ ‬المرور‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يسير‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬تجعل‭ ‬المدينة‭ ‬أكثر‭ ‬ترحابا‭ ‬بالمشاة‭- ‬ وحتى‭ ‬بسائقي‭ ‬الدراجات‭.‬

توسيع‭ ‬الرصيف‭ ‬وتخصيص‭ ‬حارات‭ ‬للدراجات: ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬حلمًا‭ ‬مستحيلا‭.‬

إننا‭ ‬نلاحظ‭ ‬بعض‭ ‬التطورات‭ ‬الإيجابية. ‬مثلا،‭ ‬أصبح‭ ‬الناس‭ ‬يتوقفون‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬إشارات‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬البلد‭ ‬الآن. ‬إنها‭ ‬علامات‭ ‬صغيرة،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭ ‬وتطويرها‭- ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬منها‭ ‬أننا‭ ‬نتقدم‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬لكن‭ ‬علينا،‭ ‬فقط،‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬نذهب‭.‬

بدأنا‭ ‬نزهتنا‭ ‬بالدراجات‭ ‬ظهر‭ ‬يوم‭ ‬ثلاثاء،‭ ‬انطلقنا‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬عابدين‭. ‬ومضينا‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬الجمهورية‭ ‬حتى‭ ‬ميدان‭ ‬عابدين،‭ ‬حيث‭ ‬توقفنا‭ ‬للحظة‭ ‬أمام‭ ‬مبنى‭ ‬محافظة‭ ‬القاهرة،‭ ‬ومنعتنا‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬هنا‭.‬

ولكن‭ ‬لنعود‭ ‬إلى‭ ‬نزهتنا‭. ‬الشوارع‭ ‬الواسعة‭ ‬للميدان‭ ‬والخلفية‭ ‬الملكية‭ ‬لقصر‭ ‬عابدين‭ ‬تجعل‭ ‬ركوب‭ ‬الدراجات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬خبرة‭ ‬رائعة. ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المدينة‭ ‬أن‭ ‬تشجع‭ ‬مواطنيها‭ ‬وزوارها‭ ‬على‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بأجمل‭ ‬مناطقها،‭ ‬كما‭ ‬فعلنا‭ ‬نحن‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نحاط‭ ‬بحشد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬كانوا‭ ‬يقفون‭ ‬عند‭ ‬بوابة‭ ‬المحافظة‭ ‬لتخليص‭ ‬مصالحهم‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬الشكاوى‭. ‬عندما‭ ‬عرفوا‭ ‬أننا‭ ‬صحفيين‭ ‬أحاطوا‭ ‬بنا،‭ ‬وتوقعوا‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬ننقل‭ ‬صوتهم‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭.‬

لكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬وجدنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬محمـد‭ ‬محمود‭ ‬المزدحم‭ ‬نسبيًا‭. ‬هنا،‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تخيل‭ ‬حارة‭ ‬للدراجات يتدفق‭ ‬فيها‭ ‬المرور‭ ‬بنعومة‭ ‬بمحاذاة‭ ‬طريق‭ ‬السيارات‭ ‬المزدحم‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭.‬

توقفنا‭ ‬لالتقاط‭ ‬صور‭ ‬أمام‭ ‬الجدارية‭ ‬البديعة‭ ‬المجاورة‭ ‬للجامعة‭ ‬الأمريكية‭- ‬وهي‭ ‬منطقة‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬بسهولة‭ ‬إلى‭ ‬فضاء‭ ‬عام‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ ‬يشعرون‭ ‬بالانتماء،‭ ‬والترابط‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وأن‭ ‬يوفر‭ ‬متنفسًا‭ ‬للأنشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المشتركة،‭ ‬الفنية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والترفيهية،‭ ‬وغيرها‭.‬

بعدها‭ ‬مباشرة،‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬ميدان‭ ‬التحرير. ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬تقريبًا،‭ ‬ونحن‭ ‬معهم،‭ ‬ينتظرون‭ ‬في‭ ‬صبر‭ ‬تحول‭ ‬إشارة‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭. ‬فقط‭ ‬شخصان‭ ‬على‭ ‬موتوسيكل‭ ‬انطلقا‭ ‬غير‭ ‬عابئين،‭ ‬ولم‭ ‬يشغلا‭ ‬بالهما‭ ‬بمشاركة‭ ‬بقية‭ ‬المركبات‭ ‬في‭ ‬التزامهم‭ ‬بقانون‭ ‬المرور‭ .‬ظل‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬مفتوحا‭ ‬لوقت‭ ‬طويل،‭ ‬وظلت‭ ‬السيارات‭ ‬تعبر‭ ‬التقاطع‭ ‬من‭ ‬أمامنا،‭ ‬لكن‭ ‬الجميع‭ ‬انتظروا‭ ‬بصبر‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬دورنا‭ ‬في‭ ‬الانطلاق‭.

ثم‭ ‬دخلنا‭ ‬في‭ ‬كابوس‭ ‬طلعت‭ ‬حرب‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمامنا‭ ‬حل‭ ‬سوى‭ ‬المراوغة‭ ‬بين‭ ‬السيارات. ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬دعنا‭ ‬نتخيل‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬الأمور‭ ‬ستصبح‭ ‬أكثر‭ ‬تنظيما‭ ‬بكثير‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حارات‭ ‬مخصصة‭ ‬للدراجات‭.‬ (يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬برعاية‭ ‬إحدى‭ ‬شركات‭ ‬الدراجات‭ ‬الشهيرة،‭ ‬وتسمى‭ ‬باسمها‭ ‬مثلا.)

اخترقنا‭ ‬شوارع‭ ‬وسط‭ ‬البلد‭ ‬المزدحمة،‭ ‬لكننا‭ ‬حرصنا‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الأيمن،‭ ‬وفي‭ ‬الشوارع‭ ‬ذات‭ ‬الاتجاه‭ ‬الواحد،‭ ‬حتى‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬تقاطع‭ ‬عماد‭ ‬الدين‭ ‬مع‭ ‬26‭ ‬يوليو‭. ‬الحقيقة‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬إحساسا‭ ‬رائعا‭.‬

لكي‭ ‬تجعل‭ ‬الأشياء‭ ‬تحدث،‭ ‬افعلها‭ ‬بنفسك‭.‬

(كن‭ ‬أنت‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تراه‭ (‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬عبارتي‭ ‬لكنني‭ ‬أتفق‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المبدأ.

وهذا‭ ‬كان‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬نزهتنا‭ ‬بالدراجات‭ ‬في‭ ‬الأساس‭.‬

كذلك‭ ‬كانت‭ ‬وسيلة‭ ‬لكي‭ ‬نتحاور‭ ‬معكم‭ ‬جميعا‭. ‬مشروع‭ ‬لـ«فعالية‮»‬‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نشارك‭ ‬فيها‭ ‬معا‭. ‬نزهة‭ ‬بالدراجات‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬البلد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنظم‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬جمعة‭. ‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل