المحتوى الرئيسى

«قفط»: صرح تائه بين وزارتين.. والأهالى: «كان عندنا أمل ومات»

07/11 09:26

مبنى كبير يبدو مظهره من الخارج، وكأنه صرح طبى ضخم، إلا أن الداخل يظهر عكس ذلك، فطوابقه الستة تكاد تكون مهجورة، وأعداد قليلة من الممرضين والممرضات اتخذت كل مجموعة منهم غرفة فى أحد الطوابق، ومرضى متناثرون هنا وهناك ينعون حظهم السيئ فى مستشفى مركزهم.

«المستشفى معدوم ومافيهوش دكاترة، والإهمال موجود فى كل حاجة، ولو مريض احتاج سرنجة بيشتريها من برة»، جملة قالها الثلاثينى «محمد الشامى»، أحد سكان مركز قفط، الذى كان جالساً أمام قسم الولادة ينتظر أحد أقاربه، ليوضح أن بداية بناء المستشفى كانت منذ 10 أعوام، وبداية عمله كانت منذ 3 أعوام فقط، كانت كلها فترات فرح يعشيها أهالى المركز: «لما شوفنا المستشفى بيتبنى إدانا أمل إننا هيكون عندنا مستشفى كبير أخيراً، وفعلاً أول سنة اشتغل كويس، لكن بعد كده أملنا خاب زى ما انت شايف، والمستشفى بقى خرابة رغم الإمكانيات اللى بنسمع إنها هنا».

طبيب وحيد، من بين عدد قليل من الأطباء، هو الذى يقوم بدوره على الوجه الأكمل، بالإضافة إلى قسم الولادة الذى يعمل بشكل جيد، حسب «الشامى»: «غير كده لو واحد جه عنده صداع، ممكن يحولوه لمستشفى قنا»، ولم ينأَ قسم الاستقبال عن ملامح الإهمال ونقص الكوادر التى طالت غيره من الأقسام، وفق ما قاله: «لو جينا بحالة مستعجلة ممكن نقعد 4 ساعات عقبال ما نلاقى حد يسأل فينا».

إحدى الممرضات: «الناس بطلت تيجى علشان مفيش علاج.. وبقينا عايشين على التبرعات»

ويقول «مصطفى جمال»، 26 سنة، وأحد سكان مركز قفط، إن «المستشفى به كل ما تحتاج إليه باستثناء الأطباء، وبالإضافة إلى قلة عددهم فى المستشفى، فهناك وسائل أخرى يتبعها البعض منهم تزيد من أوجاع مرضاهم، مضيفا: «كل واحد فيهم تلاقيه بيهتم بعيادته الخارجية أكتر من المستشفى، ومن كتر الإهمال ساعات نلاقى الزبالة فى الطرقة اللى بين العيادات أو الأوض».

ساعة من الوقت أو أقل بقليل تفصل سكان مركز قفط عن أقرب مستشفى لهم خارج المركز، وهى مسافة تُعد كبيرة إذا ما كانت الحالة لا تحتمل التأخير، وهو ما أشار إليه «مصطفى» فى حديثه قبل أن يكمل: «بنختصر الطريق ساعات وبنطلع على مستشفى قنا على طول، بس للأسف ممكن مايرضوش يقبلونا، لأننا ماعناش تحويل من المستشفى بتاعنا، يعنى المرار من كل ناحية، ومش عارف بصراحة الغلابة اللى مش معاهم هيروحوا فين ولّا هيعملوا إيه لما مايلاقوش مستشفى يعالجهم فى بلدهم».

وفى أحد جوانب المستشفى، وقفت واحدة من طاقم التمريض، رفضت ذكر اسمها، تحكى معاناتهم هم أيضاً مع المستشفى، التى لم تختلف كثيراً عن معاناة المرضى من وجهة نظرها: «من ساعة ما قالوا هنبقى تعليمى واحنا متمرجحين بين الاتنين، ومش عارفين راسنا من رجلينا، وحتى مابقيناش نقبض زى الناس، والقبض بيجى لنا متأخر، والـ10% علاوة اللى الناس كلها أخدتها إحنا لسه ماخدنهاش لحد دلوقتى».

وأضافت أن «هناك حالة من الصدام تقع فيها الممرضة بصورة مستمرة مع المرضى، نتيجة سوء الخدمة المقدمة من المستشفى، وهو ما لم يكن بيديها أن تفعل حياله شيئاً»، موضحة: «لو قلنا لمريض روح هات سرنجة من بره يشتم فينا إحنا، ويقول لنا أمال انتم فاتحينها ليه، مع إننا زينا زينه، مالناش ذنب فى أى حاجة»، لتختتم حديثها قائلة: «الناس بطلت تيجى هنا علشان مفيش علاج، وحتى العلاج اللى موجود فى المستشفى بيكون جاى لنا تبرعات من جمعيات خيرية، ده غير النضافة اللى مش موجودة وبتتعبنا إحنا، لأن شركة الأمن والنضافة مشيت من فترة، والمستشفى بقى يجيب عمال على حسابه باليومية كل كام يوم ينضفوا المستشفى».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل