المحتوى الرئيسى

كليفورد ماى يكتب: الحرب المقبلة فى الشرق الأوسط بين حزب الله وإسرائيل | المصري اليوم

07/11 01:48

قبل 11 عامًا، وتحديدًا فى يوليو ٢٠٠٦، خاضت إسرائيل حربًا مع حزب الله اللبنانى، وبدأ القتال عندما أطلق الحزب صواريخ على قرى إسرائيلية، وعلى مدرعات تقوم بدوريات على الحدود، ما أدى إلى مقتل ٣ جنود إسرائيليين، واختطاف ٢ تم نقلهما إلى لبنان، وأدت الحرب، التى استمرت لـ٣٤ يومًا، إلى مقتل حوالى ألف شخص، وتشريد مئات الآلاف فى البلدين.

ولكن أوقف قرار مجلس الأمن الدولى رقم ١٧٠١، الصادر فى ١١ أغسطس من نفس العام، الصراع، وتم توسيع قوات الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان، ومنحها سلطة استخدام القوة لضمان خلو جنوب لبنان من «أى أفراد مسلحين، أو أسلحة» لا يخضعون لسيطرة الحكومة اللبنانية أو قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان.

وسرعان ما أصبح واضحًا أن قوات الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان (يونيفيل) لن تتمكن من إنجاز تلك المهمة، فاليوم يملك حزب الله ما يقدر بنحو ١٥٠ ألف صاروخ مختلف، كلها موجهة تجاه القرى والمدن الإسرائيلية، وهو ما يمثل ١٠ أضعاف ما كان التنظيم يمتكله فى حربه عام ٢٠٠٦، ولكن «يونيفيل» لا ترى هذه الأشياء، ولا تعرف عنها شيئًا، وبطبيعة الحال لن تفعل شيئًا.

والكيان الوحيد الذى كان يشرف على عملية إعادة تسليح حزب الله هو المخابرات الإسرائيلية، حيث كانت تعلم أحيانًا بوصول شحنات إيرانية من الصواريخ المتقدمة، وقد دمرت الغارات الجوية بعض هذه الشحنات، وهى فى طريقها للتنظيم، إلا أن طهران بات لديها خطة جديدة، فعلى مدى الأشهر الأخيرة، قام الحرس الثورى الإسلامى ببناء مصانع محصنة لإنتاج الصواريخ تحت الأرض فى لبنان.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلى، أفيجدور ليبرمان: «ندرك تمامًا وجود المصانع، ونعرف ما يجب علينا القيام به، فلن نتجاهل مسألة إقامة مصانع أسلحة إيرانية فى لبنان».

وفى الوقت الراهن، يعطى الإسرائيليون المسألة فرصة للحل بشكل دبلوماسى، من خلال إحاطة أعضاء مجلس الأمن والتحذير من أن الحرب المقبلة ستكون أكثر تدميرًا، وأكثر دموية من الماضية. ومن بين الأسباب التى قد تؤدى إلى ذلك هو أن وجود حزب الله بات يمتد الآن إلى ما هو أبعد من جنوب لبنان، فقد استولى التنظيم على ميناء بيروت، ومجالاتها الجوية، وبات هو الفصيل الأقوى فى حكومة لبنان، فضلًا عن أنه لم يعد من الممكن محاربة حزب الله فى ظل تجنيب لبنان.

ومن بين الأسباب التى ستجعل هذه الحرب أكثر تدميراً هو أن قادة حزب الله قاموا بتركيب صواريخهم فى المنازل، والمدارس والمستشفيات والمساجد، أو حتى تحتها، ففكرة استخدام هذه الأماكن كـ«دروع بشرية» سيؤدى إلى ارتفاع عدد قتلى المدنيين، فضلًا عن أنه يمثل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولى، بيد أنهم واثقون بأن العديد من الصحفيين ومسؤولى الأمم المتحدة، وجماعات «حقوق الإنسان» ستلوم إسرائيل بلا هوادة، وليس التنظيم، وبالتأكيد ليس إيران «على ارتكاب المجزرة». وهناك مؤشر آخر على أن حزب الله قد يستعد لصراع جديد، فقد أقام مراكز مراقبة على طول الحدود الإسرائيلية، مدعيًا أنها جزء من جهد بيئى يسمى «أخضر بلا حدود»، ولكن هل نعتقد أن حزب الله وأمينه العام، حسن نصر الله، يخشى من تغير المناخ؟

ولكن تم رفض الشكوى التى قدمتها إسرائيل لدى الأمم المتحدة، الأسبوع الماضى، وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، إيرى كانكو، إن «محطات المراقبة، ونشاطات زراعة الأشجار لا تثير أى شكوك»، وأضافت أن «يونيفيل ما زالت متيقظة». وقد يبدو توق نصرالله الحالى إلى تجديد الأعمال العدائية مع إسرائيل أمرًا غريبًا، بالنظر إلى أنه ينشر الآن مقاتلى التنظيم فى سوريا، للدفاع عن نظام الرئيس السورى بشار الأسد، ولكنه قد يعتقد أنه سيتمكن فى لبنان، كما فعل فى سوريا، من تعزيز التنظيم من خلال المقاتلين الأجانب، وفى خطاب له، الشهر الماضى، هدد نصرالله بفتح حدود لبنان لعشرات الآلاف من المقاتلين الشيعة من إيران والعراق واليمن وأفغانستان وباكستان، بما يشكل انتهاكًا واضحًا لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، ولكن من غير المتوقع أن ترد «يونيفيل» على الأمر.

ومن المتوقع أن يقوم حزب الله بتنفيذ أوامر حكام جمهورية إيران الإسلامية، وتتمثل أولوياتهم فى تأسيس الهلال الشيعى، وهو قوس يمتد من طهران إلى البحر المتوسط، فضلًا عن فرض سيطرة إيران على العراق وسوريا ولبنان، وغزة، وقد بات لدى طهران موطئ قدم فى أفغانستان، وتحاول نشر ثورتها الإسلامية فى الخليج، وينظر ثيوقراطيو طهران إلى الكويت والبحرين، باعتبارهما ضمن المقاطعات المفقودة التى يجب أن يتم استردادها فى الوقت المناسب، فيما ينظرون إلى السعودية والإمارات باعتبارهما من الدول المعادية. وبدأت إيران تأسيس نسخة أخرى من حزب الله فى سوريا، ويجرى حاليًا تجنيد المقاتلين الشيعة الأجانب لهذا الغرض.

ولا تزال هناك قرارات صعبة تنتظرنا، فالإسرائيليون يعرفون أنه فى حال بدأوا الحرب، سيتم اتهامهم بالعدوان، كما أنه فى حال انتظروا، فقد يضطرون إلى تلقى ضربات أكثر وأكثر فتكًا، فصحيح أن تل أبيب لديها نظام دفاع صاروخى قوى، وفائق التكنولوجيا، إلا أنه يمكن التغلب عليه، وحذر الإسرائيليون، من خلال الوسطاء، حكام إيران من أنه لا يجب عليهم توقع الجلوس بأمان على الهامش فى حالة اندلاع حرب جديدة.

ولا يخفى عن الاستراتيجيين فى إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، فى مجلس الأمن القومى، ووزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، غيوم العواصف التى تجتمع فى هذه المنطقة، ومن بين الأدوات التى يدرسونها هى تصنيف الحرس الثورى الإسلامى منظمة إرهابية، وفرض عقوبات صارمة جديدة على إيران، وربطها بدعمها للإرهاب، وهذا من شأنه أن يوجه صفعة للقوس الشيعى الذى تسعى إليه طهران.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل